رسالتي الى ولدي عمر لليوم 348 من الحكم الجائر ولليوم 701 من الاعتقال التعسفي.
رسالتي الى ولدي عمر لليوم 348 من الحكم الجائر ولليوم 701 من الاعتقال التعسفي.
نشتاق لشغبك و لمرحك ولعزفك الجميل أيها الجميل.
عُودك يتعبنا بدوزنته accordage .
وكأنه يرفض أن يتدوزن على يدٍ غير يدك.
حارَ رفيقك محمد الزوكاري معه .
فقرر عرضه على متخصصٍ في آلة العود لعلاج هذا الأمر.
لكنني أتوقع أن يحصل نفس الأمر وأن تتعسر دوزنته وكأنه قرر الدخول في إضراب عن الدوزنة والعزف في تغييبك الظالم تضامناً معك .
كل الأشياء ، رغم جمودها ، تشعر بحجم الظلم الذي يطال أصحابها ، فتقرر التضامن بطريقتها.
ما يحصل معك في هذا البلد السعيد يحرك ويُغضب الحجر ولغة الحجر.
عندما ينعدم المعنى ويغيب منطق وعقل الدولة وأركان وقوفها من عدل وحرية وحماية اجتماعية، تصير غابةً يحكمها قانون الغاب.
وقانون الغاب هو السائد في حالتنا، حيث يصبح قانون البشر الذي تحقق عبر الحضارات الانسانية وراكم نظماً أخلاقية وإنسانية، في محل شك وريبة ونكوص.
أن يتم منع حياة مواطن أفرزته هذه النظم الحضارية في هذا الزمن، من نظره وشعوره وإحساسه بما يُغضبه ويُؤلمه ويسلبه حقه في الوجود، فهذا هو قانون الغاب الذي يصبح أمامه قانون الاستبداد أرحم.
الغضب في دولة الغاب أمر لا نملك معه إرادة كَبحِه لشدة عواقبه على الفرد والجماعة وصورة الدولة.
في دولة الغاب التي تتنكر للنظم الحضارية في تدبيرها، يصبح عدد الغاضبين والطرائد أكثر من المستبدين و المفترسين.
هل تتصورون أن يصير هذا الغضب روتيناً يومياً بدون أفق وغدٍ؟
لا نرضى بقانون الغاب ونريد النظم القانونية الإنسانية التي تحققت عبر ملايين السنين بتلاقح التجارب الإنسانية من أجل العيش المشترك والسلم الاجتماعي الذي تحقق بأرقى نظام وهو الديمقراطية.
ولن تتحقق الديمقراطية إلا بضمان حرية التعبير لجميع المواطنين وخصوصا للصحافيين.
أنت فارس من فرسان محاربة قانون الغاب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق