رسالتي الى ولدي عمر لليوم 364 من الحكم الجائر ولليوم 716 من الاعتقال التعسفي.
15/07/2022
رسالتي الى ولدي عمر لليوم 364 من الحكم الجائر ولليوم 716 من الاعتقال التعسفي.
مساء الحرية ياولدي.
لا معنى لظاهرة الاعتقال التحكمي بسبب الأفكار والرأي في عصر وسائل التواصل المتاحة للجميع ،التي حررت الكلمة و وجعلت لكل فرد الحق والإمكان في نشر ما يريده.
وهذا الاعتقال معناه في حالتنا وحالة الدول التي تحارب الديمقراطية وحرية التعبير مجرد محاربة طواحين الهواء ما دام لن ينجح في منع المواطنين من نشر معاناتهم مع السياسات العمومية الطبقية وتقديم مطالبهم والدفاع عن حقوقهم في العيش الكريم وعن حرياتهم المضمونة دستورياً وأممياً.
والدليل على ذلك ما تعج به جميع المواقع والصفحات الالكترونية من نقد صريح للسياسات العمومية وزادت أكثر بسبب التدبير الأمني لشؤون المواطنين الذي شرعن للشطط الأمني والقضائي والتغول الاقتصادي والاستغلال الفاحش لخيرات البلد وإمكانياته وتخريب بيئته.
لم تنفع التغطية على هذا الفساد وإخفائه بإعلام التضليل والفتنة واعتقال كل الصحافيين المستقلين الذين وضعوا أصبعهم على مكامن الفساد ، وهاهو الفساد يطفو على السطح وينفضح بفضل هؤلاء الصحافيين والمدونين و نشطاء الحركات الاجتماعية.
و ما على مراكز السلطة أن تقدِّر خطرَ هذا الفساد على الجميع وعلى الدولة نفسها .
أما اعتقال من يُنبه المسؤلين ويشير للفاسدين و إلى كبارهم بالاسم، فهو في عمقه يمثل خطراً على الدولة وتشجيعاً لتدمير مقومات الوطن.
إخراس الأصوات الحرة وتشجيع صوت الفساد هو إفساد ممنهج.
حان الوقت لكي يتحمل الجميع مسؤوليته ، من تنظيمات سياسية ونقابية وحقوقية من أجل وضع حد لهذا النزيف ، وهي نفس المسؤولية الملقاة على عاتق الطبقة الحاكمة ، ولا يشفع لها ميل ميزان القوة لصالحها حتى تجر البلاد وتضعها تحت أقدام طبقة هجينة لا يربطها بالبلد غير ما تحتكره من ثرواته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق