جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

غازي الصوراني - عن ألأسباب الرئيسة لعجز أحزاب وفصائل اليسار العربي عن إنجاز القضايا الأهم في نضالها الثوري

 غازي الصوراني - عن ألأسباب الرئيسة لعجز أحزاب وفصائل اليسار العربي عن إنجاز القضايا الأهم في نضالها الثوري :

اولا: عجزت عن بلورة وتفعيل الافكار المركزية التوحيدية لاعضاءها وكوادرها وقياداتها واقصد بذلك ، وحدة الأفكار الوطنية والقومية التقدمية الديمقراطية في اطار البعد الأممي، وانطلاقا من المفاهيم الحداثية العقلانية المستنيرة ، عبر الالتزام الخلاق بالنظرية الماركسية وتطوراتها ومنهجها الجدلي وصيرورته المتطورة المتجددة.
ثانيا: عجزت عن تشخيص ووعي مكونات واقع بلدانها ( الاقتصادي السياسي الاجتماعي الطبقي والثقافي) ومن ثم عجزت عن ايجاد الحلول او صياغة البديل الديمقراطي الشعبي التوحيدي الجامع لجماهير الفقراء وكل المضطهدين.
ثالثا: عجزت عن بناء ومراكمة عملية الوعي الثوري في صفوف اعضاءها وكوادرها وقياداتها، ليس بهوية حزبهم الفكرية، الماركسية ومنهجها المادي الجدلي فحسب، بل ايضا عجزت عن توعيتهم بتفاصيل واقعهم الطبقي (الاقتصاد، الصناعة ، الزراعة ، المياه ، البترودولار ، الفقر والبطالة والقوى العاملة، الكومبرادور وبقية الشرائح الراسمالية الرثة والطفيلية ، قضايا المرأة والشباب ، قضايا ومفاهيم الصراع الطبقي والصراع الطائفي والمذهبي، وقضايا التنوير والحداثة والديمقراطية والتخلف والتبعية والتقدم والثورة....الخ) الى جانب الوعي العميق لكافة جوانب مكونات جبهة الاعداء : الامبريالية والصهيونية والرجعية.
فالوعي والايمان الثوري (العاطفي والعقلاني معاً ) لدى كل رفيقة ورفيق، بالهوية الفكرية، وبضرورة تغيير الواقع المهزوم والثورة عليه ، هما القوة الدافعة لاي حزب او فصيل يساري ، وهما ايضا الشرط الوحيد صوب خروج هذه الاحزاب من ازماتها صوب تقدمها وتوسعها وانتشارها في اوساط جماهيرها على طريق نضالها وانتصارها .
وبالتالي ، لابد أن تنطلق الثورة الوطنية الديمقراطية في بلادنا العربية، من منظور يساري يضمن تفعيل العلاقة الجدلية بين الثورة الوطنية الديمقراطية و الثورة الاشتراكية ، وذلك على أساس أن الثورة الوطنية الديمقراطية هي ثورة معادية ومقاومة للوجود الامبريالي الصهيوني ولكل مظاهر التبعية والتخلف، وكافة اصياف والوان قوى اليمين العلماني والرجعي ، انها ثورة تستهدف تحقيق الاستقلال الوطني والسيادة الكاملة على الارض والموارد والتوزيع العادل للثروة والدخل، وهي ايضا ثورة ضد كل مظاهر الاستبداد والافقار والاستغلال الطبقي ، وبالتالي فان قيادة الثورة يجب ان تتولاها الطبقات الشعبية الفقيرة من العمال والفلاحين الفقراء ضمن احزاب يسارية ثورية، بما يضمن تطبيق أسس ومفاهيم الحداثة والديمقراطية والتقدم، وفتح سبل التطور الصناعي والاقتصادي وفق قواعد التخطيط والتنمية المستقلة وتكافؤ الفرص وتحديد الحد الادنى للدخل الذي يضمن تأمين احتياجات اسرة العامل، وتحديد الحد الاعلى للدخل بما لا يزيد عن ثلاثة اضعاف دخل العامل المنتج، الى جانب تطوير الاوضاع الصحية والتأمينات الاجتماعية والثقافية للجماهير الشعبية وتحقيق مبادىء واليات العدالة الاجتماعية الثورية...وهنا بالضبط فان الثورة الوطنية الديمقراطية هي مرحلة انتقالية في الطريق إلى الاشتراكية.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *