جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالتي الى ولدي عمر لليوم 15 من السنة الثالثة للاعتقال الظالم.

 12/08/2022

رسالتي الى ولدي عمر لليوم 15 من السنة الثالثة للاعتقال الظالم.
لك السلام ياولد.
ونحن نعيش هذه المرحلة الشاذة عن تاريخ المغرب وعن تضحيات القوى السياسية الحية من أجل مقاومة الاستفراد بالسلطة والسطو عليها من طرف ورثة الاستعمار وطبقتهم الكومبرادورية.
مرحلة شاذة لأن المغرب مرَّ بها وجربها وتحملها المواطنون وقاوموها وتجاوزوها وانتهت باعتراف النظام باقترافها عبر هيئة الإنصاف والمصالحة رغم أن العدالة الانتقالية تعطلت ولم تحقق جميع مراحلها و بالأخص اعتذار السلطة ومحاسبة الجلادين.
والجهاز الذي تحمل مسؤولية هذه المرحلة هو جهاز القضاء.
ومازال يتحملها بالتسخير والاستعمال من طرف السلطة الحاكمة فعلاً.
لا نقول هذا الكلام تجنياً على أخطر جهاز في كل بلد مهمته تحقيق العدالة للمواطنين بالمساواة أمام القانون وباستقلالية مطلقة عن الجهاز التنفيذي، بل نقوله لأنه الحقيقة التي تجعل من القضاء جهازاً في يد النيابة العامة التي تخلصت من سلطة الحكومة وأسئلة البرلمانيين.
فلماذا يتم الإصرار على تكرار نفس الشذوذ ما دامت نتائجه أساءت وتُسيئ لصورة البلد وتُعرقل تطوره وتنميته وانتقاله إلى دولة وطنية ديمقراطية.
نحن نحتاج إلى إصلاح شامل لكل المؤسسات التي استوطنها الفساد والتزوير والظلم وضياع الحقوق.
وما نعيشه في أسرة القضاء والفضائح التي انفجرت على حين غرة أقوى دليل على ما نقول، رغم أن ما أثيرَ حول هذه القضية مجرد زوبعة في فنجان.
زوبعة لأن المواطنين يعرفون كيف ومن يحرك هذه الحملات.
وحملة التطهير لسنة 1996 خير شاهد على من حركها ومن كان ضحيتها.
عندما تغيب الثقة في أجهزة الدولة وتصبح فوق مراقبة الحكومة والبرلمان تصير هي الدولة والدولة هي الأجهزة.
أما حان الوقت لانقاذ الدولة وتحريرها من هذه المقاربة وتحرير القرار السياسي؟
حتمية التغيير الديمقراطي تفرض نفسها بفعل حق المواطنين في العدالة والكرامة والحريات.
طابت ليلتك ياولد والحرية لجميع المعتقلين.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *