رسالتي الى ولدي عمر لليوم 16 من السنة الثالثة للاعتقال الظالم.
13/08/2022
رسالتي الى ولدي عمر لليوم 16 من السنة الثالثة للاعتقال الظالم.
تحية الحرية ياولدي.
اعتقلوك وحكموا عليك بست سنوات ظالمة لأنك وجهتَ عملك الصحافي الاستقصائي نحو الفساد، وهاهو الفساد طفا بشكل واضح وانتشر كالعدوى في مفاصل الدولة .
كيف نقنع المواطنين أمام هذه الفضيحة وسقوط العدالة المغربية في مستنقع الفساد بأن القضاء يحفظ الحقوق ويحقق العدالة؟
كيف نجعل المواطن يحب بلده مادام بلده لا يحبه ولا يحمي حقوقه ؟
ليس القاضي هو الفاسد وليس هو من يجب تقويمه بل ما يجب إصلاحه هو منظومة العدالة برمتها.
لقد تم التطبيع مع الفساد بل أصبح قيمة من قيم مجتمعنا.
اختلاس المال العام والاغتناء غير المشروع والسطو على ممتلكات الدولة والفوز في الانتخابات رغم كل هذه الشبهات.
غياب المحاسبة وحجم الإغراء الذي يتعرض له المسؤولون يشجع على الفساد والتزوير وضياع حقوق المواطنين.
نزل منسوب ثقة المواطنين بكل المؤسسات بسبب الإفلات من العقاب ومعاقبة من يعري ويفضح الفاسدين.
كل المعتقلين الذين عبروا بغضب عن الفساد الأكبر وطالبوا بحقوقهم الاجتماعية وحمايتهم من المفترسين، نالوا نصيبهم من الانتقام.
ومن صمد من الصحافيين في وجه سوق النخاسة الإعلامي،
ومارسوا حقهم في التعبير، كان نصيبهم التشهير والمحاكمات الصورية وعدة سنوات من السجن.
وهكذا تم تعبيد الطريق للطبقة الفاسدة بقتل السياسة وقمع حرية التعبير وإغلاق الفضاء العام أمام المعارضين وفتح الطريق لإعلام التفاهة والغش والتزوير.
رصيد هذه المقاربة السلطوية من السياسات العمومية هو انتشار الفساد بجانب قمع الحريات: خدمة مقابل خدمة .
لا بد لهذا السوء أن ينتهي.
وسينتهي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق