جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالتي الى ولدي عمر لليوم 18 من السنة الثالثة من الاعتقال الظالم.

 15/08/2022

رسالتي الى ولدي عمر لليوم 18 من السنة الثالثة من الاعتقال الظالم.
لك كل الحب ياولد على صمودك.
استمتعنا اليوم بزيارتك و وجدناك منشرحاً ومتفهماً لما يحصل معك وتواجهه بمقاومة هادئة.
قد تثير هذه المقاومة أعصاب من تجند للإيقاع بك ويتمنى لك المزيد من المعاناة.
لهؤلاء أقول إننا في دولة لها من المقومات ما يجعلها تقاوم الرهاب الاستبدادي والرغبة في الانتقام الأسوَد ممن يقاومون هذا الشذوذ السلطوي المعزول عن السياق المعتاد والعادي جداً في الممارسة السياسية المغربية .
نقول الشذوذ لأننا كنا نسير على سكة ثم زاغ قطار الفعل السياسي والسلطوي نحو مقاربة أمنية لم نكن في حاجة إليها ولم يكن منطق الصراع السياسي يفرضها.
نقول الشذوذ لأن ما تعيشه السلطوية في قمتها يشذ عن الفهم السياسي ولا يبعث على الاطمئنان على مستقبل البلاد.
وفي غياب الوضوح وغياب حقيقة الواقع السياسي ومن صارت له أمور القرار، يتعمق اليأس ويتراجع الأمل في طي هذه الصفحة الأليمة والمخيفة وفتح صفحة الأمل في مستقبل مغرب الحريات والعدالة الاجتماعية والمساواة أمام القانون لجميع المواطنين.
وما آلت إليه أوضاع البلد صارت مرعبةً وأصبحت السلطوية غير قادرة على كبح الانحدار و تغول الفساد الذي أصاب ركناً من أقوى الأركان التي تقوم عليها الدول المحترمة قبل الديمقراطية.
سقوط العدالة في الفساد المطلق الذي كنا نعرفه ونقدر حجمه، صار اسلوباً عمومياً وعادياً في محاكمنا بشهادة ما يحصل في الرباط والدار البيضاء و مراكش و بني ملال، فما أدرانا بباقي المناطق الأخرى.
وعندما يسقط هذا الركن تسقط الدولة في الجور والظلم وضياع حقوق المواطنين.
هذه حصيلة حتمية ، عندما تتم محاربة الآراء المعارضة وقمع حرية التعبير وسجن ما تبقى من الصحافيين المستقلين .
لمن ما زال له هامش من حرية الحركة والوطنية وشيء من الرصيد التاريخي للقوى الحية المناضلة، عليه أن تكون له الكلمة في مقاومة هذا الشذوذ وتقويم السياسات الأمنية وتوجيهها لخدمة الحقيقة والعدالة.
وعندما تنعدم العدالة تنعدم الحياة الكريمة.
قولوا لنا ماذا ربحتم من اعتقال ألمع وأشجع صحافيي هذا العهد وأقواهم مهنيةً وعلماً ووطنيةً ؟
ماذا ربح المغرب من اعتقال نشطاء الريف الذين طالبوا بتحسين وضعهم الاجتماعي؟
وماذ ربح البلد من اعتقال المدونين والنشطاء المدنيين؟
طابت ليلتك أيها الصامد البريء.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *