رسالتي الى ولدي عمر لليوم 24 من السنة الثالثة من الاعتقال الظالم.
21/08/2022
رسالتي الى ولدي عمر لليوم 24 من السنة الثالثة من الاعتقال الظالم.
طال ظلمك ياولدي.
ما تعرضتَ له من تنكيل منذ أكثر من سنتين من طرف أجهزة الدولة وأدواتها الإعلامية وقضائها يدفعنا إلى اليأس ونحن نرى كل تضحيات الوطنيين الجسيمة من أجل الدولة الوطنية الديمقراطية، تصير رماداً وكأنها لم تكن.
هذه التضحيات كان عليها أن تشكل المحرك الأساسي نحو استتباب الأمن واستقرار السلطة بربط المسؤولية بالمحاسبة.
لكن هناك من يعرقل ويسعى إلى الانقلاب على كل انفتاح ديمقراطي.
وهكذا نعيش انكسارات في مسارنا التنموي والسياسي، إلى درجة أننا لم نعد قادرين على تحديد وجهة البلد من شدة انشداده إلى الخلف وتعتيم آفاقه المستقبلية.
فكلما تقدمنا خطوةً نحو نزع بعض الحقوق بفضل تضحيات كبيرة، يأتي من يلغيها بسرعة ويعيدنا إلى الخلف.
عناصر كثيرة تراكمت من أجل أن يكون المغرب ضمن الدول المستقرة سياسياً واقتصادياً وحقوقياً ،لكن السلطة الحاكمة جعلت منه بلداً تابعاً وفاسداً اقتصادياً وفاشلاً سياسياً في تأهيل نخب سياسية مثقفة ونزيهة ومواطنة تتحمل مسؤولية تحقيق التغيير الديمقراطي وتنمية البلد في إطار من المساواة الفعلية بين المواطنين.
وواقعنا الحالي هو نتيجة حتمية لسياسات انطلقت منذ عقود وأضعفت كل الامكانيات التي من شأنها أن تحقق للبلد التنمية المطلوبة وتأهيل المواطنين.
المدرسة كانت الضحية الأولى لهذه السياسات، حيث فقد جيلان خلال هذه العقود تعليماً جيداً و مُدمِجاً.
والنتيجة، ضعف النخب في جميع القطاعات وانتشار قيم الغش والفساد والأنانية والتزوير ومقاطعة الدولة وفقدان الثقة في مؤسساتها والعزوف السياسي والمدني.
ومن صمد يتعرض للتضييق والمنع والمحاكمات والسجن لسنوات طويلة.
هذه الحصيلة عليها أن تدق الأجراس، أجراس اقتراب الخطر، ولذلك فمبادرة سياسية عاجلة تفرض نفسها تروم إصلاح هذه الحصيلة واستثمار الرصيد التاريخي للقوى الوطنية من أجل تحقيق التغيير الديمقراطي.
ذلك عهد ليس بعيداً عن بلدنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق