رسالتي الى ولدي عمر لليوم 30 من السنة الثالثة من الاعتقال الظالم.
27/08/2022
رسالتي الى ولدي عمر لليوم 30 من السنة الثالثة من الاعتقال الظالم.
فداك روحنا ياولدي.
لقد قلناها وكررنا قولنا أن هذه النخبة من التكنوقراط تتحمل مسؤولية ما يحصل للبلد من عزلة مجانية إقليمياً ودولياً.
وأخطرها العزلة الداخلية حيث تم إضعاف الجبهة الداخلية بقمع كل الأصوات المناضلة وتعريض الصحافيين لمحاكمات صورية غابت فيها شروط المحاكمة العادلة وانتحل فيها القاضي دور الأمني والسجان.
ولعزل المعارضين كان لا بد من اقتناء الرخو و المرتزق من الصحافيين وتأسيس مقاولات صحافية تابعة وكراء أصوات نشاز يسيل لعابها بتأثير المال العام.
وباستكمال هذا التجهيز انطلقت حملة التضليل والتشهير والتحريض ضد من صمد وقاوم هذه الكتائب التي تنهال دفعةً واحدةً وبنفس الكلام الفاحش ضد كل من عبر عن رأيه في السياسات العامة.
ولقد تدفق مال ضخم لتمويل هذه المقاولات وهؤلاء "الصوحافة" وشراء مقالات تشهيرية تنهش أعراض الصحافيين المعتقلين وخصوصياتهم وعائلاتهم
لم يكن لهذه السياسة هدفٌ معلن ولا يمكن لسياسة كهذه أن يكون لها هدفٌ وطني ما دامت نتائجها تظهر في أساليبها وقيمها وأخلاق من يُسوِّقون لها.
والنتيجة هي ما توقعناه منذ زمن وما يقع الآن: تفكيك الجبهة الداخلية وإضعافها وتلاشي روابط التماسك الاجتماعي وقيم التضامن وانتشار الفساد في الجسم المغربي.
قوة الجبهة الداخلية وهيبة الدولة تكمنان في :
- سيادة القانون سيفاً فوق رؤوس الجميع.
- حماية الحقوق السياسية والمدنية والاقتصادية للمواطنين .
- المساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات.
- عدم الإفلات من العقاب لمجرمي الفساد وناهبي ثروات البلد وقضاء مستقل فعلياً.
- خدمات عمومية جيدة من تعليم وصحة وأمن وتشغيل.
- والبداية طي هذه الصفحة الأليمة وفتح صفحة الدولة الوطنية الديمقراطية ورفع الحصار على الحريات والسماح للمواطنين بتحمل مسؤولياتهم الواجبة نحو الوطن.
على حصيلة هذه المقاربة البئيسة أن تشكل عبرةً للمسؤولين لكي يغيروا اختيارهم بإنهاء هذا الاحتقان بانفراج شامل يُعزز الجبهة الداخلية بالصراحة لا بالتضليل والتطبيل والحكمة لا بالمغامرة بالبلد.
والأهم هو تحرير القرار السياسي والسيادي.
ليلتك أحلام جميلة أيها المظلوم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق