غازي الصوراني_التحديد المفاهيمي المباشر للمثقف الثوري
غازي الصوراني_التحديد المفاهيمي المباشر للمثقف الثوري:
بالنسبة لاجتهادي المنحاز لشمولية مفهوم المثقف؛ فإن الشمولية التي أقصدها هنا لا تتناقض مع التعريفات التي عبّر عنها مجموعة من المفكرين في تعريفهم للمثقف بأنه: "هو الإنسان الذي يضع نظرة شاملة لتغيير المجتمع" أو هو: المفكر المتميز المسلح بالبصيرة كما يقول ماكس فيبر، أو هو: الذي يمتلك القدرة على النقد الاجتماعي والعلمي والسياسي أو هو: المفكر المتخصص المنتج للمعرفة، وهي تعريفات عامة لا تحرص على تحديد الزاوية أو الموقع الذي ينطلق منه ذلك المثقف في ممارسة النقد الاجتماعي أو السياسي أو في صياغته للنظرة الشاملة للتغيير... والزاوية التي أقصدها هي الموقع الطبقي بالتحديد (عبر الالتزام التنظيمي بالحزب الماركسي)، فهو الغاية والقاعدة المنتجة والمحددة لكل رؤية فكرية ثقافية أو لكل ممارسة نقدية. فالمثقف هو الحامل لرسالة؛ لموقف؛ لرؤية نظرية مستقبلية، وهو أيضاً المثقف العضوي الذي يعمل على إنجاح المشروع السياسي والمجتمعي الخاص بالكتلة التاريخية المٌشَكّلة من العمال والفلاحين الفقراء، وهو "الداعية"؛ "الاختصاصي"؛ "المٌحَرِّض"؛ "صاحب الايدولوجيا" أو حاملها؛ المدافع عن قضايا الحقوق والحريات؛ الملتزم بالدفاع عن قضية سياسية أو قيم ثقافية ومجتمعية أو كونية، بأفكاره أو بكتاباته ومواقفه تجاه الرأي العام، وتضحياته من أجل المبادئ العظيمة التي نذر نفسه من أجلها؛ فهذه صفة ومنهجية المثقف العضوي الثوري، بل هذه مشروعيته ومسئوليته تجاه عملية التغيير التي يدعو إليها.
لذلك أرى ضرورة الجمع بين المثقف حامل الرسالة، وبين المثقف العضوي الملتزم تنظيمياً، بحكم تقاطع أو توحد الرؤيتين في نقطة التقاء هامة، وهي الوظيفة النقدية للمثقف، والوظيفة النقدية هنا تتخطى التبشير أو الرسالة إلى التغيير الثوري والديمقراطي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق