رسالتي الى ولدي عمر لليوم 39 من السنة الثالثة من الاعتقال الظالم.
05/09/2022
رسالتي الى ولدي عمر لليوم 39 من السنة الثالثة من الاعتقال الظالم.
وأخيراً تكلم عمر وكان المانع خيراً(عطب في الهاتف).
كم نحتاج إلى صوت المجتمع !!!!!!
تحتاج بلادنا في هذه المرحلة إلى عقول المجتمع التي واراها الزمان وتراجعت إلى الخلف حيث عمّ السكون مراكزَها وخبا صوتها الذي كان يملأ الأجواء غضباً وأفكاراً وقوة اقتراحية.
وملأت الأجواء أصواتٌ نشاز تنشر التضليل وتطبل لإنجازات لا تظهر للمواطنين ولا تنعكس على حياتهم من حقوق وعدالة وكرامة وعيش.
نحن في أزمة عميقة لو تتفكرون.
تخلف الكل: تخلف النقابي والسياسي والكاتب والصحافي والشاعر والفنان والرسام والرياضي والطالب، تخلفوا فتخلف المجتمع وشلَّ الوهنُ العقلَ والجسدَ.
تخلفوا فتسلل إلى قمرة القيادة قومٌ لا علم لهم يؤهلهم للقيادة ولا قلب لهم على الوطن يحمي ويصون حقوق المواطنين.
قومٌ امتطوا البلد ويقودونه إلى حيث لا يدرون ، أما نحن فنعرف أننا نتجه رأساً نحو وضع لا نضمن القدرة على تقويمه وإصلاحه بعد حين.
إن حجم الكوارث التي يتم تأسيسها و إنباتها في تربتنا ستُنهي كل المقومات التي تقوم عليها الدول.
سيصبح الحق في التعليم طبقياً ولن يعود متاحاً لفئاتٍ عريضة من المواطنين.
وسيصبح العلاج حكراً على الطبقة التي تسيطر على السياسة والاقتصاد.
كم يلزمنا من الوقت لاستدراك الأجيال التي لم تحظَ بحقها في التعليم والعلاج والشغل والأمن والسكن؟؟؟؟؟
وفي غياب مقاومة هذا المصير سيشتد الاستغلال الطبقي للعمال
أما المظاهر الأخرى المترتبة عن هذه الأزمة فهي تلازمنا في عيشنا من الارتفاع المهول للأسعار وانكماش فرص الشغل وتراجع الخدمات العمومية.
نحن لنا من العقول ما يجعلنا نفتخر بهم ونكرمهم ونعترف بدورهم في الانتاج الفكري: لنا فلاسفة وعلماء اجتماع وعلماء في عدة مجالات يشتغلون في أرقى المعاهد والجامعات والشركات عبر العالم ولنا فنانون ورياضيون وهؤلاء هم من نراهن عليهم ونطالبهم بكسر صمتهم وهجرتهم والعودة إلى مواقعهم في المجتمع وطرد كل الدخلاء والمتطفلين على شؤون البلد ومحاسبتهم على ما اقترفوه في حق استقرار البلد وضياع استقلال قراره السياسي وتعريض حدوده وتماسكه للاختراق.
لهؤلاء واجب مقدس في تغليب كفة العقل على المغامرة.
لنا من الرصيد السياسي ما يجعل من عودة ظاهرة الاعتقال بعد هيئة الإنصاف والمصالحة نقضاً لعهد قطعناه جميعاً بعدم تكرار سنوات الجمر والرصاص ،وخيانةً للوطن ونصباً على القوى السياسية التي انخرطت لإنجاح معبر العدالة الانتقالية.
حقنا في العدالة وتحرير أبنائنا من الاحتجاز الظالم حق تضمنه تضحيات الأحرار من أجل وطن للجميع.
هذا الظلم تكرار لا يُطاق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق