رسالتي الى ولدي عمر لليوم 63 من السنة الثالثة من الاعتقال الظالم.
29/09/2022
رسالتي الى ولدي عمر لليوم 63 من السنة الثالثة من الاعتقال الظالم.
مساؤك حرية ياولدي .
هل سيستمر هذا الوضع أكثر رغم الفشل الذي راكمه منذ أن قرر من خطَّط للمقاربة الأمنية وضع حد لفرصة التغيير والانتقال الديمقراطي.
كل الإشارات التي كانت تشير إلى أن بلدنا يعيش ديناميات التغيير تم الانقلاب عليها وعوضها اليأس وفقدان الثقة في الدولة وفي من يمثلها من مؤسسات تلتهم الجزء الأكبر من المال العام دون أن نرَ لها أثراً لعملها على التنمية وخدمات للمواطنين من تعليم وصحة وشغل وأمن وكل ما يجعل بلدنا دولة بمضمون اجتماعي.
هذا الوضع عليه أن يتوقف لأن حياتنا لم تعد تحتمل المزيد من التدهور على جميع المستويات.
إن توضيح الواضحات من المُفضِحات.
نحن نضطر أحياناً إلى تكرار نفس الكلام حول الوضعية السياسية والاجتماعية لبلدنا.
نضطر لهذا التكرار نظراً لإصرار المسؤولين على استمرار هذه الوضعية بشكل روتيني: تدوينة+اعتقال+محاكمة+حكم قاس.
وهذا الروتين أصبح نشاطاً مستمراً.
وضعٌ يجعل من الضحية مذنباً ومن المذنِب ضحيةً.
وضحايا هذه المقاربة الأمنية نخبة من الشباب والشابات الذين انخرطوا في النقاش العمومي وعبروا بالعلم والصراحة والوطنية عن انتشار ظاهرة الفساد الأكبر في أخطر القطاعات على تنمية وتطور البلد. هذا الفساد يعرفه المجتمع ويعرفه العادي والبادي.
لكننا لم نكن نعرف أن السلطة كانت تعني بالنقاش العمومي التطبيلَ وتتوج أصواتَه وتعاقب الأصوات الحرة والمستقلة أشدَّ العقاب.
وحصيلة هذه المرحلة : عوضت التفاهةُ والتطبيلُ والتضليلُ
كلَّ مظاهرِ الثقافة الوطنية الجادة وكل الأجناس الإبداعية بفضل الرؤية السديدة لوزير الثقافة والشباب.
لكل هذه الأسباب ، على هذه المقاربة أن تتوقف إنقاذاً لما يمكن إنقاذه.
الوطنُ وطنٌ بالحريات والكرامة وسجنٌ في غياب الحريات والكرامة.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق