رسالتي الى ولدي عمر لليوم 75 من السنة الثالثة من الاعتقال التحكمي.
11/10/2022
رسالتي الى ولدي عمر لليوم 75 من السنة الثالثة من الاعتقال التحكمي.
سلامتك ياعمر وأنت في مكان لا سلام فيه.
لم تكن في سلام قبل السجن وفي السجن نخاف عليك أكثر ونوجه نداءً إلى المكونات السياسية والحقوقية وكل المسؤولين من أجل احترام حقوق ولدنا عمر وأن صحته شأن من شؤون المنذوبية.
ما وصلنا أصابنا بالرعب.
وكنت التزم بما تطلبه، ألا نأتي على ذكر مرضك المزمن وأنك لا ترضى أن تتوسل الرحمة لهذا السبب.
وهكذا كنا نخفف من خطابنا ونستعمل أسلوباً وسطياً معتدلاً.
كنتُ اعتقد أن ترحيلك إلى سجن تيفلت 2 انتقام منا ومنك :
انتقام منا لدفعنا إلى السفر مرتين في الشهر لزيارتك بالإضافة الى المصاريف التي تتطلبها الرحلة.
وانتقام منك ووضعك في ظروف زائدة المخاطر .
وبعد عدة زيارات كنتَ تصر على إخفاء قلقك والظهور يمظهر من لا يشكو من أي شطط.
والآن تصلنا أخبار أن ترحيلك إلى هذ الجحيم هو فعلا انتقام منك وتعذيبك وكسر كبريائك وإهانتك وتعنيفك والتحريض عليك من طرف ضحايا السياسات الطبقية.
كنت أعتقد أن وضعك مع سجناء في نفس الزنزانة هو تكسير عزلتك التي دامت سنتين تقريباً بسجن عكاشة.
لم تكن كذلك وعوض تكسير عزلتك كان الهدف منها تكسيرك جسدياً وروحاً.
لكنك أيها الساحر، لك جاذبية تجعل الشرير يعتنق الخير ويدافع عنه ،وذلك من حسن تربيتك وعلمك ووطنيتك.
أن تقابل الشرَّ بالخير فتلك شيمُ لا تتوفر عند من يحرضون البسطاء للضغط عليك وهم مسؤولون على حمايتك وانت في ضيافتهم .
قضيت سنتين معزولاً واعتدت على هذا الأمر.
وضعك في الجناح الأمني يحرمك من عدة حقوق على سبيل مدة وعدد الفسحات ومدة وعدد المكالمات الهاتفية بخلاف باقي الأجنحة التي تتوفر زنازينها على الهاتف كما تبقى أبوابها مفتوحةً طيلةَ اليوم.
وعندما يأتون بسجناء الحق العام إلى زنزانتك، فإنهم يعاقبونهم بك فيعاقبوك بهم انتقاماً منك على حرمانهم من امتيازات أصحاب الحق العام.
ومع هؤلاء تعاني من تدمرهم ناهيك عن غياب أي مشترك بينكم.
طلبك هو أن تكون في زنزانة انفرادية، الأمر الذي ترفضه الإدارة.
كبار المدانين يتمتعون بهذا الامتياز.
أنت ياعمر لست مداناً بل محتجزاً والكل يعرف سبب احتجازك.
لن نسكتَ وسنرفع صوتنا عالياً لنصرتك وفضح الأشرار الذين يخططون لكسرك.
لك الحرية ياولدي.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق