جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالة والدتك إليك أيها الغالي لليوم 115 من السنة الثالثة لاعتقالك التعسفي والظالم.

 رسالة والدتك إليك أيها الغالي لليوم 115 من السنة الثالثة لاعتقالك التعسفي والظالم.

والدتك لم تعد تطيق صبراً على غيابك .
سلامتك يا ولدي من كل شر.
غداً هو لقاؤنا السابع والعشرون منذ اعتقالك يوم 29 يوليوز 2020، نعم يا ولدي خلال سنتين ونصف لم نتمكن من رؤيتك إلا 27 مرة.
أول زيارة لنا كانت بسجن عكاشة يوم 26 مارس 2021 أي ثمانية أشهر بعد اعتقالك تعسفيا وأنت ممنوع من رؤيتنا ونحن ممنوعون من الإطمئنان عليك و التحدث معك وجهاً لوجه.
لم نتمكن خلال زيارتنا الأولى من السلام عليك و من عناقك نظراً لتعليمات الإدارة و بفعل الجائحة التي حرمتنا من الكثير، دون أن ننسى التضييق الممنهج خلال لقاءاتنا والتي كنا خلالها محاطين بمجموعة متنوعة من البوليس و من حراس السجن.
وبعد مضي ثلاثة أشهر سنزورك للمرة الثانية ثم الثالثة يوم 2 ثم 30 من شهر يونيو 2021 ، بعد ذلك ستتوقف الزيارات بفعل الجائحة و أيضاً لمزيد من قهر الأسر والمعتقلين.
لقاءاتنا يا ولدي، كانت عبارة عن لحظات من الفرح التي نسرقها من بطش البشر، و ننفس عبرها عن آلامٍ نضطر لكبتها و إخفائها طيلة فراقنا.
هذه اللقاءات سمحت لنا بالإطمئنان على صحتك العقلية والنفسية والجسدية كما كانت زادنا من الأمل و التطلع لأفق أرحب و أرحم.
ستعود الزيارات مسموحة لكل السجناء إبتداءً من شهر أكتوبر 2021، وستستمر بمعدل زيارتين في الشهر إلى غاية يناير 2022.
ستتوقف الزيارات من جديد ولمدة شهرين تقريباً، ثم سنستعيد وثيرة زياراتنا لك يا ولدي مرتين في الشهر منذ 9 مارس 2022، و كانت هذه زيارتنا العاشرة لك خلال سنتين تقريباً... إنه تعذيب نفسي للعائلات وللمعتقلين.
زيارتنا التالية ستكون في سجن تيفلت2، على بعد 150كلم تقريبا عن سكنانا بالدارالبيضاء، و الذي تم ترحيلك إليه يوم فاتح أبريل، و كأنهم اختارواهذا التاريخ عُنوةً ليقولوا لنا الآن ستعرفون معنى السجن حقيقةً : قمعٌ و حرمانٌ للمعتقل و تِرحالٌ و عذابٌ للعائلات هذا هو المعنى الحقيقي للسجن.
أمَرُّ شيءٍ في هذا الترحيل التعسفي يا ولدي هو الطريقة التي تمَّ بها والتي تعاملوا فيها معك كأنك "لاشيء" سلبوا منك كل مذكراتك وكل ما كنت تكتبه وتدونه على الورق وحتى ما دونته على هوامش الكتب تم تمزيقه... أعطوك مهلة خمس دقائق لتجمع كل أغراضك وكتبك، ...ولكم أن تتصوروا كيف سيتم ذلك عندما تؤخذ على حين غفلة ويتم إخبارُك بأن تجمع أغراضك وهم واقفون عند رأسك وأنت لا تعرف لماذا ولا ماذا سيفعلون و لا ماذا ستجمع؟تخيلوا فيلماً من أفلام الرعب تعيشونه مع حلول الليل... ثم تخيلوا أنفسكم داخل سيارة للشرطة مع رجال الأمن أو الدرك أو لا أدري ولا أحد يكلمك ولا حتى يُطمئنك بأنك ستنقل لسجن آخر... لا يتركونك لأهوال الدنيا و لسيناريوهات مستوحات من أحداث سنوات الجمر والرصاص البعيدة والقريبة يؤلفها دماغك طيلة الرحلة التي يتمايل خلالها جسدك ذات اليمين وذات الشمال وفي كل الاتجاهات عند تجاوز مطبات الطريق وبسرعة لا تراعي كونك مصفد اليدين وفي سيارة غير آمنة.
سنتان ونصف من الظلم و الحرمان من الحرية نتيجة محاكمة غير عادلة و بحكم ظالم دون أن يعطونا دليلاً واحداً على ما يتهمونك به، الجميع يعرف أنك بريء مما ألصقَته بك صحافة التشهير الموالية للسلطات والتي كانت دليل المحكمة ضدَّك، و نحن نقول ما كتبته هذه الصحافة هو دليل إدانة لها، و نحن نُطالبُها بأدلتها عما ادعته ضدك أيها البريء.
ننتظر عناقك غداً على أحر من الجمر و نتوق للحديث معك و لسماع ضحكتك التي تنسينا مشقة الوصول إليك.
نتمنى لك ليلة هادئة و الفجر قريبٌ بإذن الله.
——من ماماتي——-


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *