رسالتي إليك يا ولدي في اليوم 121 من السنة الثالثة من الاعتقال التعسفي و الظالم.
والدتك لم تنسَ ولن تنسَ ما تعرضتَ له من ظلم الدولة وخدامها وتُشهِر غضبها وشوقها إلى عناقك .
""""""""""""""""""٠
رسالتي إليك يا ولدي في اليوم 121 من السنة الثالثة من الاعتقال التعسفي و الظالم.
تحية السلام والحب لك أيها البريء.
لا أعرف لماذا لا أستطيع أن أغمض عينيَّ وأن أقول لنفسي اترُكي الوقت يمر وستنتهي مدة الاعتقال و ستخرج يا ولدي رافعاً رأسك و نظيفاً كما عهدناك رغماً عمن ظلموك.
نعم، لا أعرف لما لا يُطاوعني قلبي و خاطري وتتحجَّرُ الدموع في مُقلتَيَّ من الأسف و الحنق في آنٍ واحد.
ولدي، إنني عندما أُعيدُ شريط الأحداث الذي انتهى باعتقالك أجد نفسي في حيرة كبيرة ولا أستطيع استيعاب أو فهم تسلسل و تسارع هذه الأحداث؟!
لنحاول معاً أن نعيد هذا الشريط و نجزء أحداثه الظاهر منها والخفي حسب ما تمكنت من تجميعه:
الحدث الأول: صدور تقرير منظمة العفو الدولية يوم 22 يونيو 2020 والذي ذكر بأن هاتفك قد تعرض للاختراق من طرف برنامج للتجسس يسمى " بيجاسوس" و الذي طوَّرته شركة NSO.
الحدث الثاني: إرسالية الوكيل العام لمحكمة الاستئناف بالدارالبيضاء يوم 23 يونيو إلى الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدارالبيضاء من أجل فتح تحقيق معك حيث أمر الوكيل العام "بإجراء بحث للوقوف على حقيقة ما ورد بموضوع مقالين الكترونين منشورين بموقع جريدة شوف تيفي بتاريخي 14 و 21 يونيو 2020 حول تعامل الصحافي المتدرب المسمى عمر الراضي مع المراكز الاستراتيجية للاستشارات الاستخباراتية الأجنبية مقابل مبالغ مالية استناداً إلى بعض المعطيات التي سردها المقالان “.
الحدث الثالث: انعقاد المجلس الحكومي يوم 2 يوليوز 2020 للرد على منظمة العفو الدولية واتهامها بالتحامل على المغرب واتهامك بالتجسس دون ذكر اسمك.
مباشرة بعد ذلك عقد وزراء الحكومة وزير الخارجية ناصر بوريطة و وزير حقوق الإنسان مصطفى الرميد و الناطق الرسمي باسم الحكومة سعيد أمزازي ندوة صحافية اتهموك فيها بالتجسس على المغرب بعد أن تجسسوا عليك لسنوات.
لقد أدانوك قبل القضاء... هذا القضاء نفَّذ الإدانة بالحرف والكلمة.
عندما أتتبع هذه الأحداث، يظهر لي أن ردَّ الدولة على تقرير آمنيستي كان باتهامك أنت بالتجسس على الدولة و التسريع باعتقالك حتى لا تضطرَّ للتحقيق في مسألة اختراق هاتفك والتجسس عليك. بل والأنكى من ذلك، أن النيابة العامة قد اعترفت بالتنصت على هاتفك و ملاحقتك و ذلك في تقريرها الذي أنجزته الشرطة القضائية حولك. أفهم من هذا أن إدانتك واعتقالك كانت الحل الأسهل بالنسبة للدولة بدل التحقيق حول التجسس عليك!؟
كم تبدو هيبة الدولة متذبذبة عندما ترى أنها تفضل التضحية بك و تشويه سمعتك حتى لا تضطر للإجابة عن التهمة الأساسية، استعمال بيجاسوس؟! هذه هي الخلاصة التي استطعت أن أصل إليها منذ انطلاق هذه الحملة ولكنني كنت أقول إن القضاء سينصفك و يُظهِر حقيقة الأمر ولكنه للأسف انخرط في نفس اللعبة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق