رسالتي إليك يا ولدي لليوم 212 من السنة الثالثة من الاعتقال التعسفي والظالم.
26/02/2023
رسالتي إليك يا ولدي لليوم 212 من السنة الثالثة من الاعتقال التعسفي والظالم.
لن نمل من تكرار أن اعتقالك تعسفي وظالم وأنك اختُطِفت حتى لا تفضح من خطط لسجنك وحتى لا تُترَك لك فرصةٌ للدفاع عن نفسك والإتيان بالأدلة لإثبات براءتك حتى لا تُسقِط مخططهم الجهنمي لإخراسك و منعك من البحث دفاعاً عن نفسك وعن صديقك سليمان.
سجنك بسرعةٍ قياسية كان الهدف الأساسي منه لجمُك و تقييد حركتك حتى لا تفضح مخططاتهم ضد الصحافة الحرة وحرية التعبير.
لقد سجنوك يا ولدي ولكنهم لم يعيروا اهتماماً لمن وراءك: عائلتك، أصدقاؤك و صديقاتك و حقوقيوا الوطن والعالم الذين يقفون خلفك وبالتالي خلف كل من اعتقل تعبيراً عن رأيه.
نحاول بكل ما لدينا من إيمان ببراءتك و بإمكانياتنا المعرفية في مجال حقوق الإنسان وفي مجال الحياة بصفة عامة أن لا نسكت عما تعرضت له ولا زلت تتعرض له من هجوم ممنهج من صحافة المخزن ومن مسؤولين حكوميين لا يتورعون في الكذب عليك علانية والتبجح بما قاموا به لوقف قرارات للتضامن معك دولياً.
لقد عمِل هذا الإعلام على التشهير بالصحافيين و ما كان يذكرهم إلا للهجوم عليهم و تقديم وجهة نظر طرف واحد في القضية في خرق سافر لحق المغاربة في الإنصات لطرفي النزاع وليس لطرف واحد دون الآخر، وبالتالي التأثير على القضاء و هكذا فقد ساهمت الدولة في جعل ميزان العدالة مختلاً و لم تقدم أي دليل لتثبت وجهة نظرها.
و الآن عندما تعلق الأمر بشخص مشهور وله حظوة لدى أصحاب القرار ، نجد أن نفس المنابر التي هاجمت الصحافيين خرجت اليوم لتهلل و لتحتج ولتنادي بالويل والثبور على القضاء الفرنسي مما يبين بالواضح أسلوب تفكير من يسير هذا الإعلام واعتقاده أنه مادام يستطيع التأثير على القضاء عندنا فإنه سيستطيع التأثير على القضاء في دولة قضاؤها مستقل.
كيف كانت ستكون نتيجة محاكمتك يا ولدي أنت وأصدقاؤك في مهنة المتاعب لو تمت متابعتكم في حالة سراح ، و سكتت منابر التشهير عما قامت به و تركت القضية تأخذ مجراها الطبيعي ولم يتدخل المجلس الحكومي ولا الوزراء الثلاثة ولا المجلس الأعلى للسلطة القضائية ولا... (لأن من حشر نفسه في قضيتك يتجاوز المعقول..)هل كنا سنعيش الأحداث التي ترتبت عن اعتقالكم من تدخل لوزارة الخارجية الأمريكية، و للبرلمان الهولندي والبرلمان الأوروبي ومراسلون بلا حدود و الفريق الأممي المعني بالاعتقال التعسفي والتعذيب وجميع المنظمات الحقوقية الدولية و الوطنية.
لو أن القضية لم يتم النفخ فيها من طرف الدولة بهذا الشكل ما كان ليحصل كل هذا، ولكانت القضية انتهت عند الفرقة الوطنية أو ما كانت لتبدأ أصلاً لأن لا قضية هناك.
لو كان لنا قضاء كالقضاء الفرنسي مثلاً ما كنا لنعرف كل هذه المعاناة وماكان ليتم اعتقالك من الأصل.
غداً لنا لقاء معك أيها الجميل وسنحمل لك معنا سلام الأحباب وكل الأصدقاء والصديقات أحرار وحرات هذا الوطن.
—من ماتي—
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق