جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالتي الى ولدي عمر لليوم 213 من السنة الثالثة من الاعتقال التعسفي.

 27/02/2023

رسالتي الى ولدي عمر لليوم 213 من السنة الثالثة من الاعتقال التعسفي.
جددنا اليوم اللقاء معك في زيارة ننتظرها وتنتظرها أكثر لكسر عزلة ذاك السجن البارد.
وأسعد اللحظات هي تلك التي تطل علينا فيها بقوامك الجميل وضحكتك الرائعة ونحن ننتظرك في قاعة الزيارة.
نعانقك بحرارة وتعانقنا بشغف كبير ثم نبدأ في الحديث.
نبدأ الحديث بتبليغك مئات التحيات والسلام من الأصدقاء والرفاق وكل من صادفناهم و تعرفوا علينا من خلال ما ننشره على الوسائط الاجتماعية.
ونخبرك كذلك بكل ما جد في قضيتك وقضية كل المعتقلين ظلماً وعدواناً.
يمر الوقت بسرعة كبيرة ونحن نسابقه لنقول كل ما هيأناه لهذه الزيارة.
وأشد اللحظات ألماً هي عندما يشير الحارس بنهاية الزيارة وعلينا أن نتجه إلى باب المغادرة.
نمشي سوياً عدة أمتار صحبة عمر ثم نفترق فيتجه عمر بخطى متثاقلة إلى باب يؤدي إلى جوف السجن وهو يرمينا بعينيه اللتين تقولان ما لم يستطع قوله خلال الزيارة، أما نحن فنتحرك بصعوبة نحو باب الخروج لنغادر السجن تاركين خلفنا واحداً يسكن القلب والفؤاد.
هل كان من اللازم أن تُعرضنا السلطة لهذه المعاناة فقط لأن عمر أجاب عن سؤال ملكي "أين الثروة؟".
كان جواب عمر ذا مهنية عالية فأجاب بدون تحفظ وبالشجاعة التي يتطلبها هذا السؤال الاشكالي.
ومضمون السؤال/الجواب يحيل إلى الفساد الكبير الذي يبدد ثروات المغرب.
وجواب عمر كان في حجم السؤال.
هل شكل جواب عمر انحرافاً عن السؤال؟
وحدهم الفاسدون الكبار أزعجهم جواب عمر في العشرات من التحقيقات المهنية بالأرقام والمعطيات الدقيقة، فقرروا دفنه بالسجن بمساعدة الأمن والمخابرات والقضاء والإعلام المأجور.
فكان جوابهم على جوابك عن السؤال الملكي "أين الثروة؟" هو سجنك لست سنوات ظلماً وعدواناً في محاكمة غابت فيها العدالة واتخذت شكل مجزرة جعلت من المغرب دولةً منتهِكةً لحقوق الإنسان وعرضتها لمحاكمة الرأي العام والعالم.
ألا يكفي كل هذا لكي تقتنع السلطة الحاكمة أن هذا الطريق خطير على بلدنا وعليها أن تتدخل لإنقاذ ما اقترفته أجهزتها.
إلى زيارة أخرى ياحبيبي .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *