سنتان و 231 يوماً من الاعتقال التعسفي.
17/03/2023
سنتان و 231 يوماً من الاعتقال التعسفي.
لقد غادرت والدتُك الوطنَ في اتجاه فرنسا لزيارة ولدنا المهدي وكذلك بدعوة لحضور عقد قران إحدى نجيبات تلميذاتها.
اختار ولدنا المهدي الغربة منذ سنوات بعد تخرجه من إحدى المدارس العليا العمومية للمهندسين، بعدما ضاقت به ظروف العمل بالمغرب.
وبدعوة من جمعيات حقوقية مغربية، ستشارك في نشاط تضامني ببروكسيل مع عمر وجميع المعتقلين.
عُدتُ إلى البيت فوجدته فارغاً وبارداً وأحسَستُ بغربة قاتلة.
غربة انتزعت منا عمر ودفنته بالسجن لستِّ سنوات ودفعت ولدنا المهدي إلى الهجرة وقصمت صبرنا وقلبنا.
صار بيتنا غريباً عنا بغربة ولدينا، نبحث في أركانه عن أنفاسهما واللذين كانا يغمراننا بالسعادة والفرح بتفوقهما ونجاحهما في دراستهما بالمدرسة العمومية والجامعة المغربية.
وحده عبقُهِما يعوض هذه الغربة المفروضة.
انشطر قلبنا وفرّقه التغريب كما انشطرت عائلتنا بين السجن والتهجير .
نحن نشعر أن حظنا لم يكن في مستوى انضباطنا الوطني وبث الروح الوطنية في وعي ولدينا عوض الانتهازية والغش واستغلال الفرص.
أبناؤنا نجباء المدرسة العمومية والجامعة المغربية التي أصبحت حرمتها مباحة تدوسها أحدية القمع في هذا الزمن النكوصي ويزج بعقولها في غياهب السجون ويُدفع بعضهم بل أكثرهم إلى اللجوء الاضطراري.
هذا زمنٌ ليس منا ولن يكون لنا ولمستقبل أبنائنا.
لا بديل عن الحكمة والواقعية السياسية.
تدبروا وتوقفوا عن هذه المغامرة القاتلة.
انتبهوا فقط!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق