حوار الوطن الآن385 مع المناضل المعتقل نور الدين الرياضي: نستعد لنقل احتجاجنا إلى مقر شركةالعمران-2011-
حوار الوطن الآن385 مع المناضل المعتقل نور الدين الرياضي: نستعد لنقل احتجاجنا إلى مقر شركةالعمران-2011-
نورالدين الرياضي،عضو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان : نستعد لنقل احتجاجنا إلى مقر شركةالعمران
ينفي نورالدين الرياضي،عضو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وكاتب فرع حزب الطليعة بالبرنوصي بالبيضاء، أن تكون وراء ثورة سكان الصفيح دوافع سياسية. ويعتبر أن تناسل الصفيح ناتج عن تفاضي السلطة وتواطؤ المنتخبين والباحثين عن خزانات انتخابية، مما يشكل سببا مباشرا في فشل شركتي «إدماج سكن» «العمران» حسب قوله:
* تشهد مدينة الدار البيضاء موجة من الاحتجاجات في عدد من الأحياء الصفيحية، أنتم كجمعية مغربية لحقوق الانسان ماهو تفسيركم لهذه الوضعية خاصة وأنكم ترعون هذه الوقفات؟
** ما وقفنا عليه نحن كجمعية حقوقية، هو أن الوعاء العقاري بدأ يتناقص بشكل كبير داخل مدينة الدارالبيضاء، الأمر الذي دفع اللوبي العقاري إلى البحث عن مناطق أخرى ينجز فيها مشاريعها العقارية، فبدأ هذا اللوبي يضع يده على أراضي في ضواحي مدينة الدار البيضاء، وهي أراضي غالبيتها غير محفظة، الأمر الذي جعل اللوبي العقاري يلجأ إلى أساليب ملتوية لوضع اليد على أراض بضواحي المدينة، بمساعدة بعض رجال السلطة من خلال علاقات مشبوهة. نحن كفاعلين جمعويين في المنطقة وقفنا في وجه هذا المخطط، للدفاع عن مصالح ساكنة المناطق التي يتم الاستلاء عليها تحت ذريعة محاربة السكن الصفيحي. لأن هذااللوبي العقاري وبمساعدة بعض رجال السلطة والمنتخبين لا يهمه سوى المصلحة الشخصيةولا يفكر في حلول معقولة تضمن حقوق الآلاف من الأسر تسكن فوق هذه الأراضي.
* أنتم كجمعية حقوقية وكأحزاب يسارية تتهمون بتسييس ملف «السكن الصفيحي» منأجل استعادة البريق داخل الطبقات الفقيرة وإعادة مجدكم الغابر؟
** كي نضع حدالمثل هذه الاتهامات، لتعمل الدولة على حل مشاكل ساكنة الصفيح بالمنطقة، ونحن على استعداد أن نوقف كل الحركات الاحتجاجية، فنحن لا أهداف سياسية تحركنا. كل ما هناك أن حقوق الإنسان تفرض على الدولة أن توفر لكل مواطن الحق في السكن. نحن كجمعيةمغربية لحقوق الانسان فرع البرنوصي، نشارك ساكنة المنطقة همومها من خلال تقاريرترفعها اللجان المحلية التي ينتمي أفرادها لساكنة الأحياء المتضررة في كل من حي البرنوصي، وسيدي مومن، وعين السبع، وهذه اللجان هي التي تمثل ساكنة المنطقة أما نحن كجمعية مغربية لحقوق الانسان فكل ما نقوم به هو التضامن مع آلاف الأسر من منطلق حقوقي وهو حقهم في سكن يحترم كرامتهم.
الساكنة هي التي تمثل نفسها وهي التي تتبع سير الملف وتسهر على تنسيق الخطوات والدفاع على مطالب كل منطقة حسب خصوصية كل حي وفي اعتقادنا أن منطقة سيدي مومن هي الأكثر تضررا من مشكل السكن الصفيحي. نتمنى أن تعطي هذه اللجان أكلها وأن تتحاور معها السلطات في سيدي مومن والبرنوصي بشكل جدي كي يتم حل جميع المشاكل العالقة، خاصة أن ملف السكن الصفيحي ملف شائك وهناك أيادخفية تحركه ضدا على مصلحة السكان.
* كيف للسلطة أن تستفيد من الاختلالات التي تحدث عنها؟
** عن طريق تفويت شقق معينة لأشخاص تربطهم مصالح ببعض رجال السلطة سواء المحلية والمنتخبة، والفساد من خلال غض الطرف على تناسل بعض البراريك أو القيام بتجاوزات كفتح بابين في براكة واحدة أو بناء براريك جديدة مقابل مبالغ مالية معينة. الأمر الآخر هو أن بعض المنتخبين ليس من مصلحتهم حل مشكل الأحياءالصفيحية لأنه إذا تم ترحيل ساكنة هذه الأحياء فإنهم سيفقدون خزانا انتخابيا مهمالاسيما أنهم بنوا مستقبلهم السياسي على حساب ساكنة الأحياء الصفيحية. وغالبيةالسكان المتضررين يوجهون الاتهام للمرشح الذي يمثل دائرتهم لأنه خلال الحملةالانتخابية كان يعدهم بالاستفادة من برامج السكن بالشروط التي يريدون، وعندما فازتنصل من التزاماته. وهذا ما جعل سكان أحياء الصفيح في مقاطعة سيدي مومن يحضرون لدورة المجلس الأخيرة ويفرضون على مجلس المقاطعة رفع ملتمس إلى الوالي ومجلس المدينة كي يستجيب لملفهم المطلبي. بصفة عامة جميع السكان وبدون استثناء أصبحواواعون بمشروعية مطالبهم وعازمون على الدفاع عليها بشتى الوسائل والطرق سواء وقف في جانبهم الحقوقيون واليساريون أو لم يقفوا.
* هل تتوفرون كحقوقيين على دلائل ملموسة تقدمونها للعدالة وتثبت بالبرهان تورط مسؤولين محليين ومنتخبين وبعض رجال السلطة في ملف محاربة السكن الصفيحي؟
** من الصعب ضبط عملية الرشوة في المغرب،فمثلا كانت هناك حالة في كريان طوما تم تقديمها للعدالة، كما كانت ستكون هناك فضيحةكبرى بدوار البيه لكن المتورط في بيع البراريك بشراكة مع بعض المنتخبين ورجال السلطة في المنطقة تراجع عن أقواله الأمر الذي أدى إلى طي الملف. عموما على أرض الواقع الجميع يعرف أن هناك بيع وشراء في البراريك في مختلف الأحياء الصفيحية،والدليل على ذلك أن جميع الكريانات بدأت صغيرة وبعدد محدود من البراريك لكن تغاضي السلطة وتواطؤ المنتخبين جعل هذه الأحياء الصفيحية تصبح تجمعات سكنية تتراوح ساكنتها بالآلاف.
* بما أن جل المشاريع السكنية المرتبطة بمحاربة السكنالصفيحي تتولاها شركات كالعمران وإدماج سكن، لماذا لا توجهون نيران احتجاجاتكم لهذه الشركات مادامت هي المعنية بتأخر الانجاز؟
** فعلا شركة إدماج سكن فشلت في تدبيرملف محاربة السكن الصفيحي، نفس الشيء بالنسبة لشركة العمران التي فشلت كذلك في تدبير الملف. ومستقبلا سنبرمج مجموعة من الوقفات أمام مقر مؤسسة العمران لأنهاتمتنع عن استقبال مراسلاتنا أو فتح حوار جدي مع السكان حول المشاكل التي تعرفهاوثيرة إنجاز المشاريع السكنية المعد لقاطني أحياء الصفيح. فمثلا مشروع سلام أهل الغلام يعاني من مشاكل كثيرة وكارثية تهدد بفشل المشروع، لأنه لم ننقل السكان من سكن صفيحي إلى سكن محترم بل حولناهم من سكن صفيحي إلى أخر أسوأ منه، فالمشروع يعاني من غياب الإنارة ومن البنيات التحتية ومن المرافق العمومية والاجتماعية. وغالبيةالمستفيدين من المشروع يعانون من المشاكل التي قد تتطور لتصل للمحاكم.
أين وصلت عملية هدم كاريان سنطرال وسيدي مومن؟
يضم كاريان سنطرال بالحي المحمدي (البيضاء) 6000 أسرة موزعة على 4600 براكة. وتضاف لهذا العدد 700 محل تجاري مزروع وسط الكاريان الذي يعد أحد أقدم أحياء الصفيح بالعالم. وحسب المعطيات التي توفرت لـ «الوطن الآن» فإن عملية هدم البرراريك بكاريان سنطرال بلغت 350 براكة مهدمة، فيما الملفات المهيأة للرحيل نحو منطقة الهراويين تمثل 78 في المائة من سكان الكاريان.
وبلغ عدد الذين كونوا ثنائيا حوالي 40 في المائة من هذا المجموع (أي أرباب الأسر الصفيحية الذين اختاروا من سيشاركهم في البقعة وسددوا 40 ألف درهم، أي 20 ألف درهم لكل عائلة).
أما في سيدي مومن فإن عملية الإيواء تهم 14 ألف براكةتقريبا. وثم تحويل 6000 براكة إلى سلام أهل الغلام حيث منحت لهم 3000 بقعة على أساس براكتين في البقعة الواحدة.
أما الباقي فيوجد في طور الإنجاز بمشروع الأمان 1و2 و3 حيث ينتظر أن تسلم العمران للسلطات العمومية 800 بقعة لإيواء 1600 براكة (دائما براكتين في بقعة واحدة مساحتها 84 متر مربع)
والباقي من الأسر خصصت لهم الدولة رصيدا عقاريا تكميليا (حوالي 35 هكتار) في كل من أهل الغلام والهراويين.
هذا على مستوى الكاريانات، أما على مستوى إعادة الهيكلة، فالأولويةاليوم تعطى لسيدي مومن القديم (6200 أسرة منها 750 أسرة سيتم إفراغها وترحيلها لشقق لأن منازلها جاءت في ممر الطريق أو ساحة). وهذه العملية تشرف عليها مؤسسة إدماج سكن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق