سنتان و 313 يوما من الاعتقال التعسفي.
07/06/2023
ما أقواك ياولد وأنت تحت الحصار والمنع.
سنتان و 313 يوما من الاعتقال التعسفي.
عندما أحكي لأحياء معتقلي سنوات الجمر والرصاص ظروف اعتقالك ولائحة الممنوعات الطويلة من عزلتك و منعك من الحديث مع باقي المعتقلين وخروجك وحيداً في فسحتك حتى أضربتَ عنها ومنعك من الكتابة ومنعك من الاتصال بغير عائلتك، يستغربون .
ما زلتُ اتذكر زيارتي لمعتقلي سنوات الرصاص سنوات التسعينات بالسجن المركزي بالقنيطرة كمتضامن وناشط سياسي وحقوقي، مع العلم أنني لم أكن من أقاربهم.
كنتُ أحمل لهم ما يطلبون، وعند دخولي لم أكن أخضع للتفتيش لا أنا ولا ما أحمله من حاجيات كما يحصل الآن خلال زيارتنا لك.
يستقبلونني مجموعين ونتحدث طويلا دون تحديد للوقت.
يحكي هؤلاء المعتقلون أنهم كانوا يجتمعون ويُعِدون أكلهم ويخرجون جماعة للفسحة وتظل أبواب الزنازين مفتوحةً طيلة اليوم.
كانت تهمهم ثقيلةً سياسياً.
وكانوا عند نقلهم للمستشفى، يرافقهم حارس واحد وبدون اصفاد .
وأنا استمع لهذه الحكايات من معتقلي زمن الجمر والرصاص، يتملكني الخوف على ولدي وعلى باقي المعتقلين.
هؤلاء يعانون من العزلة ويقضون في زنازينهم المغلقة كل سنوات محكوميتهم ولا يرون أحداً ولا يراهم أحدٌ وزيارتهم محصورة في العائلة القريبة واتصالاتهم الهاتفية محدودة مدةً ومراتٍ في الاسبوع.
لا حق لهم في الكتابة وتدوين تجربتهم وما يقرأون في السجن.
نحن نعتبر هذه المعاملة تعذيبا ممنهجا وانتقاما أسود.
وتزداد معاناة هؤلاء المعتقلين بالتعسف والبطش الذي صاحب اعتقالهم ومحاكمتهم من طرف الدولة وبكل أبواقها.
الدولة لا تكرر معاملة سنوات الرصاص مع المعتقلين وإنما اخترعت طريقةً أكثر عنفاً بغرض التحطيم النفسي والجسدي لمعتقلي هذا العهد.
عهد ضاع خلاله ابناؤنا وضاعت فيه الدولة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق