جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالة من ام عمر الراضي

 اليوم 20/6/2023:

كلمني ولدي عمر اليوم بضع دقائق فقط وأنا أتواجد خارج الوطن ليستطيع أن يكلم والده المُرابِض داخل الوطن.
هذا الوالد الذي رفض دوماً ترك هذا الوطن والسفر خارجاً حتى وإن سنحت له فرص عديدة للخروج، ولكنه كان دائماً يقول لي لا أريد أن أذهب الى "بلادات الناس" سافري أنتِ، وأنا سأبقى مع عمر و المهدي ولم يطاوعني بالسفر طيلة حياتنا إلا مرتين ، وهو دائماً يردد لن أذهب إلى أي مكان، سأبقى في هذا البلد إلى آخر أيامي.
نعم هذا الوالد الذي يبكي عندما تشتد عليه أمور هذه الدنيا أو على أحد أبنائه أو أقاربه والذي يمكنه أن يقضي الليالي بدون نوم و لا أكل فقط لأن واحداً منا أصيب بمكروه.
هو إنسان لا يُحاسِب، لا يعرف النفاق ولا يحب المجاملة ويكره الكذب و التبجح، نعم هذا الإنسان الذي يخاف أن ينام ليلاً لأن عمر لا ينام، وكم من مرة استيقظت فجأة في الليل فأجده يحملق في سقف الغرفة.
لم يذق النوم بمعناه الحقيقي منذ اعتقال عمر، و يستكثِرون عليه تضامنه مع ابنه و على أنهم يُعاقبون عمر لأن والده لا يسكت، ولمَ لا تُضيفوا والدته هي أيضاً لا تسكت ،ولن نسكت عن الانتهاكات التي تقومون بها ضد ولدنا، الذي اعتقلتموه ظلماً، واتهمتموه زوراً ولم ترمِش لكم عين و لا تستحوا من أن تُخبِروننا بأنه علينا السكوت. إلى متى،.
وهل سكتت صحافتكم التي لم تتوقف يوماً عن التشهير بولدنا و نعته بأقدح النعوت وهو أشرف وأطهر ممن زجوا به في السجن وممن نصبوا له هذا الشرك الذي نتمناه أن يلتف حول أعناق الخائنين والأعداء الحقيقيين للوطن.
نعم، كلمني ولدي عمر اليوم بضع دقائق لأنه كان منشغلاً على والده منذ زيارته له بالأمس وقال لي "يجب أن أطمئن على بابا".
لم أفهم لمَ هذا ، وإدريس بنفسه طمأنني وقال لي إن عمر بخير، لا تخافي عليه، و طمأنني عمر عبر الهاتف يوم الجمعة 16 يونيو وقال لي أنا بخير، ومن معي يعاملونني جيداً وأخرج للفسحة معهم، ولكن الحقيقة هي ما قرأتها اليوم في تدوينة ادريس و فهمت لمَ كان عمر قلقاً على والده. سألت عمر لغباوتي وقلت له هل لا زالوا يسمحون لك بالعزف على القيتارة أو العود، فقال لي، لا لم يعد هذا ممكناً الآن.
هل تؤاخذ إدارة السجن والداً كل هذا المأخذ فقط لأنه يدافع عن ابنه المعتقل ظلماً والذي أبت إدارة السجن إلا أن تذيقه من صنوف العذاب ما شاء لها ذلك بدون حسيب أو رقيب ودون خوف.
في دستورنا ، نقرأ بأن السجن مؤسسة للتربية و إعادة الإدماج والتأهيل، ولم يتبادر إلى ذهننا أنهم أضافوا إلى هذا الإسم".. و التعذيب و قلة النظافة و سوء التغذية"، هكذا سيكتمل تصور السجن عندنا في المغرب الذي يدعي في الأمم المتحدة بأنه دولة الحقوق والحريات و يزايد على جيراننا وهم لا فرق بينهم إلا التطبيع و التضييع.
اعذروني لأنني لم أعد أعرف ما أكتب ووصل بيَّ الحنق حدَّ الغليان.
اعذروني فمن يده في النار ليس كمن يده في الماء.
اعذروني فقد اسودت الدنيا أمامي.
قلبي معك يا ولدي الغالي و خوفي عليك ادريس من مرارة الحزن.
لم يعد يظهر أي فجرٍ في الأفق، فيبدو أن السواد استأسد المُقام.
—من ماماتي المكلومة—-



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *