الاموات يمكن ان يخففوا عن الاحياء ..نموذج غزة *الرفيق بوعلي بلمزيان
الاموات يمكن ان يخففوا عن الاحياء ..نموذج غزة
هناك مقولة لنيتشه مفيدة اذا اقتطعناها عن السياق - لان الرجل يشجع على الانتحار بالنسبة للمرضى الذين استعصى علاجهم- ..يقول" الموت بشرف عندما يستحيل العيش بكرامة"، وقد استحال العيش في فلسطين مع كيان مجرم ، ولذلك فإن الشهداء الذين يسقطون تباعا وبالالاف في وقت وجيز ، دمهم هو من سيحرر فلسطين والانسان الفلسطيني..الشهداء لا يخافون من الموت بل الاحياء وحدهم من يستبد بهم الخوف، والجديد في المنظومة الفكرية للمقاومة الفلسطينية هو أن الشعب يتدرب على الموت بعد ان استعصى عليهم الحياة الشريفة بجانب كيان لا يرحم ..
ولما رفض سكان غزة الرحيل عن ارضهم الا بشرط واحد هو أن يرحلوا الى الجنة، تلك هي عقدة الكيان الغاشم ، إنهم ينتظرون الموت كحدث قادم وهم في معمعان الصراع، قوة كهذه يستحيل الانتصار عليها استراتيجيا ، لان ذهنية المنتصر معززة بالذهاب أبعد نقطة وهي الاستشهاد، وهي على أية حال ليست القوى الإسلامية هي السباقة الى الفكرة بل كانت في صميم القوى الثورية والماركسية في سبعينات القرن الماضي ، لما تراجع هذا الخيار، لسبب من الاسباب، جاءت منظومة اخرى للمقاومة ولو ان الطرف المؤصل للفكرة موجود في الميدان ، قضية الشعوب لا تفنى، تبدع اساليب الإستمرارية ، الم تكن مجزرة صبرا وشتيلا سنة 82 ورحيل الفلسطينيين عن لبنان هو سر وجود قوة اعظم وهي حزب الله وهو عنوان الإستمرارية بصيغة اخرى وكان بإمكان ان يكون شيء ٱخر ..المهم المقاومة مستمرة...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق