وداعا ياسمين .. الرفيق عبد الغني القباج
وداعا ياسمين .. الرفيق عبد الغني القباج
وفي القلب حرقة وفي العقل الم لا ينتهي..
*
الموت يقلق الإنسان و الفلاسفة .. و الإنسان ينزع
للخلود .. و خلال رحلته قد يحس بلا جدوى الحياة .. و يستسلم لحقيقة نهاية حتمية لوجوده الفزيائي ، وحدهم من يبدعون فكرة خالدة تحرر الانسان من حقيقة الموت يتحدى كل أشكال الموت ..في عالم الثوار الموت يرعب الديكتاتور .. وفي عالم البسطاء الموت قدر وغطاء من ذهب في فضاء البرزخ ..
كانت ياسمين بيننا تحمل حلم الأسرة لتركيا وتفرح مع أخي الصغير صديقها ووالدها .. كان حلمها أكبر من قلبها الرهيف.. تبتسم للآتي ولا تكترث بما مضى من آلام الزمن .. فلآلام تبدع إنسانية الإنسان ..
لم يكتمل ربيعها الرابع و العشرين .. وقلبها يقاوم في صمت ملائكي.. كي لا يتسرب الخوف والحزن لمن يحبها .. تحررت من سلاسل الماضي و رسمت ابتسامة طويلة الأمد في.وجه القبح والتفاهة ..
كان حلمها أكبر من بلد لم يشفع لها فيه تفوقها وحصولها على الإجازة ولم تتجاوز 22 واستكثر عليها واقع الحال في تعليمنا العليل تهييئ الماستر .. فاضطرت للبحث عن فضاء أرحب في الغربة .. فضاء تركيا .. وأسرتها تحضن حلمها وتمنح دخلها
الهزيل كي يتحقق حلمها.. وهي تكدح لتستمر دراستها ..
*
لكن الطبيعة والقدر في غفلة منها و منا أرهقا قلبها الرهيف ليصمت عن الخفقان منذ أيام قليلة خلال كدحها اليومي ..
أفجعنا رحيلك ياسمين
"الموت يفجع الأحياء" قالها الخالد محمود درويش
لن ننساك لأنك ستظلين روح روحنا .. روح حياتنا ..
روح يومنا التي بها نحيى
وداعا ياسمين
ولنا لقاء مستمر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق