*خاطرة : بمناسبة الذكرى 37 لاستشهاد شهيد الحرية و الوطن: نبيل بركاتي :عمران حاضري
*خاطرة : بمناسبة الذكرى 37 لاستشهاد شهيد الحرية و الوطن: نبيل بركاتي :
* ستظل ذكرى الشهيد البطل النبيل راسخة في عقول و وجدان الديموقراطيين و نبراسا لرفاق الدرب و لكافة الوطنيين الاحرار من مختلف الأطياف السياسية و المدنية و الحقوقية التقدمية الناهضة الذين دأبوا على احياء الذكرى بأشكال متعددة كما دأب البعض، دون كلل أو ملل على التنقل إلى بلدة قعفور لاحياء ذكرى الشهيد منذ أكثر من ثلاثة عقود رغم المنع المتواصل و المضايقات البوليسية ... انتصارا لما خلفه شهيد الحرية والعدالة الاجتماعية المنشودة من إرث نضالي و صمود بطولي و من أثر يملؤ الأفق نورا و يجعل الأمل وضاءا... إصرارا على مواصلة المشوار النضالي على درب الشهيد في سياقات الصراع الطبقي و التحرر الوطني و الانعتاق الاجتماعي حتى التخلص من منظومة الحكم النيوليبرالية التبعية القديمة و المتجددة حتى الآن بمختلف تمثلاتها و مكوناتها في الحكم و خارجه من رواد الإسلام السياسي كما بقايا النظام القديم كما الشعبوية اليمينية المحافظة الحاكمة الآن.
_ _ _ _ _
* كان الشهيد المقاوم البطل، يعلم علم اليقين، أن الموت الغادر يحاصره وهو بين قبضة جلاديه بمركز البوليس ببلدة قعفور آنذاك (ماي 87)، وأن الاستشهاد قريب منه قرب الهواء من الأنف... لقد كان كبيراً، أكبر من آلة القمع الإجرامية البشعة و أكبر من الموت الداهم...! حيث آثر النزال و عدم التراجع حتى آخر رمق،،، انحيازا للجماهير الشعبية و انتظاراتها و انتصارا لمبادئه و للذات الإنسانية القيمية الراقية المحمولة بقيم الحرية والعدالة و المساواة... بوجه كافة أشكال الظلامية و العدمية و الإستبداد و الاستلاب...
* لقد علمنا الشهيد كما سائر شهداء الحرية والعدالة و الوطن، أن الحياة لا تنسحب ، بل تظل صامدة أمام الاستشهاد... كان مصرا أن يلتحق بكوكبة الشهداء و يروي بدمائه النازفة أرض تونس العطشى ، التي تصبغ أمام المنتصرين للحرية و لعدالة الدم و القضية الطريق زهورا و خضرة... !
_ _ _ _ _ _ _ _ _
*و خير ما نهديه لروح الشهيد السير على خطاه و النضال من أجل الحرية كضرورة حياتية إنسانية قيمية بنظرة طبقية تحررية ديموقراطية ثورية ليست بصفتها شعارا رومنسيا نتغنى به بصفة اطلاقية مجردة من المضامين التاريخية و الإجتماعية ، بل بصفتها فعل في التاريخ و معركة تحرر مستمرة بالتوازي مع توفير شرطها الاجتماعي حيث يكون النضال من أجل الحرية جنباً إلى جنب مع توفير شرطها الاجتماعي و ما تعنيه العدالة الاجتماعية المنشودة في كافة مفرداتها... ربما أيضا خير خير ما تزهو به الذاكرة و يزهو به التذكير ، هذه الكلمات التي كتبها الشهيد نبيل نفسه :" ... الحياة تطول أو تقصر ، تلك أمور نسبية، المهم ما يتركه الإنسان من أثر..."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق