جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

من الارشيف...كلمة الحزب في جنازة المناضل الكبير الفقيد إدريس بوش

 حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي --- الكتابة الوطنية

كلمة الحزب في جنازة المناضل الكبير الفقيد
إدريس بوش
والتي ألقاها الرفيق محمد المجلاوي.


ولد إدريس بوش بقبيلة أيت أوربيل بالخميسات وكان آخر إخوانه وأخواته. صغيرا غادر دراسته، نتيجة الظروف السياسية المتخلفة التي كان ولازال يعرفها التعليم بالمغرب وخاصة في المجال القروي وبالأحرى في القرى الأمازيغية التي كان أبناؤها ممن سنحت لهم الفرصة أن يلجوا باب المدرسة – يلتحقون بها وهم لا ينطقون جملة واحدة بالعربية – وكان إدريس لا يشكل استثناء. غير أنه تحدى ذلك واهتم منذ صغره بالمجال الثقافي والجمعوي، وكان محبا للشعر وبقي يحفظه عن ظهر قلب ويردده بين الفينة والأخرى أمام المقربين إليه وكان يفاجئ الجميع بذلك لأنه كان في مستطاعه ترديد بعض القصائد الطوال جدا من ألفها إلى يائها. كانت جمعية "النهضة الثقافية" بالخميسات من أولى اهتماماته الجمعوية والثقافية، وبقي يكن لها احتراما خاصا كلما أتى على ذكرها.
غادر المغرب إلى الديار الفرنسية في سنة 1974 ليستقر منذ ذلك الحين بجنوب فرنسا وبالضبط بمدينة أفينيون وضواحيها، حيث عمل بها كعامل أجير أكثر من 25 سنة قبل أن يخلق بعدها مقاولته الخاصة بالشراكة؛ وكان ناجحا في كل ما يقوم به قبل أن يعترض المرض طريقه.
أما حياته النضالية الفعلية، فقد بدأها منذ ريعان شبابه، بعد استقراره بالديار الفرنسية حيث انخرط منذ ذلك الحين بمنظمة "23 مارس"، ولأنه كان مناضلا ثوريا فعلا ولأنه كان ضد الخط الإصلاحي الذي كان ينظر له البعض آنذاك، مما دفعه للمساهمة مع ما تبقى من المناضلين بتشكيل "رابطة العمل الثوري في المغرب" وبقي يناضل في صفوفها إلى أن حلت نفسها والتحق مناضلوها بحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي.
لقد آمن منذ بداية اهتمامه بالعمل النضالي بالفكر الاشتراكي العلمي، ولأنه كان من أولئك المناضلين الذين يريدون معاينة الأشياء بأم أعينهم، فقد زار مجموعة من الدول الاشتراكية الأوروبية آنذاك ورغم مساندته لتلك البلدان فقد كانت له مجموعة من الملاحظات والانتقادات لبعض الممارسات السائدة، ونعرف جميعا ما آلت إليه تلك البلدان.
كان يجسد فعلا ذلك المناضل الثوري الحقيقي، بأخلاقه وسلوكه وممارسته اليومية سواء في عمله أو بيته، مع أصدقائه ورفاقه وعائلته، بعيد كل البعد عن الأنانية، كريما، زوجا محبا، وأبا حنونا، صديقا وفيا، ورفيقا مخلصا. وظل محبوبا عند الجميع.
لم يكن مناضلا مخلصا لقضية الوطن فقط، لقد كان كذلك مخلصا لكل القضايا العادلة والإنسانية سواء بالوطن العربي أو على الصعيد الأممي ونخص بالذكر لا الحصر، نضاله في صفوف "حركة العمال العرب" ليجسد بذلك تضامنه مع نضالات الطبقة العاملة على المستوى العربي، ثم عمل على جلب الدعم المادي والمعنوي للقضية الفلسطينية، ليجسد بذلك بعده القومي رغم أنه كان يعتبر القضية الفلسطينية قضية وطنية، وفي نفس السياق، ولما كان التكالب الامبريالي على العراق ولبنان وسوريا واليمن ...الخ، كان يعمل دائما على تعرية هذا التكالب، وتوضيح الخلفيات والسياسات الامبريالية والصهيونية التي كانت من وراء ذلك.
ولأنه كان أمميا، فقد ناضل دوما لجلب الدعم لكل من كان يناضل ضد الامبريالية على الصعيد العالمي، وضد سياسات الميز العنصري. ولذلك ورغم انتمائه، ونضاله في صفوف الحركة التقدمية المغربية، ورغم نشاطه الدؤوب داخل "جمعية المغاربة بفرنسا"، فقد انخرط كذلك في صفوف الحزب الشيوعي الفرنسي، وكان من الأعضاء النقابيين الجد نشيطين في صفوف المركزية النقابية الفرنسية.
وكل هذا وذاك، كان أخونا إدريس لا يتوانى في تقديم كل الدعم القضايا الإنسانية العادلة. فقد ظل طيلة مسيرته النضالية شامخا كالجبل، صلبا كالفولاذ، لم ينهزم يوما رغم كل العقبات والأشواك التي اعترضت طريقه.
لقد بقي تحت وطأة المنفى ما يقارب عشرين سنة، فقد فيها الكثير، وأغلى ذلك فقدانه لأبيه ثم لأمه التي عانت الكثير من جراء بعدها من ابنها الأصغر إدريس.
لقد أدى رفيقنا وأخونا إدريس هذه الضريبة دون أن ينهزم، وعندما تسنى له أن يعود من المنفى إلى أرض الوطن صحبة رفاقه المخلصين الذين جاء بعضهم اليوم ليودعه لمثواه الأخير.. إخواننا ورفاقنا... منتصبي القامة حاملين شارة النصر، ليؤكدوا بذلك ما ظل يردده المناضلون، ما كان يقوله شهيدنا عمر بنجلون "الإرهاب لا يرهبنا وقافلة التحرير تشق طريقها بإصرار".
ولا يمكننا أن ننسى الدور الجبار والبطولي الذي قامت به المناضلة الرفيقة سعاد أشطاطو طيلة حياتهما الزوجية وخصوصا في السنين الأخيرة التي كان يعاني فيها أخونا إدريس من ذلك المرض الخبيث.. وقد جاء في شهادتها المؤثرة بعد وفاته: " تزوجته وأنا صغيرة السن، كونت شخصيتي من خلاله، لم يمنعني من الدراسة، بالعكس جشعني عليها.. كل المشاكل التي واجهتنا وجدنا لها حل لكي لا تفرقنا... لم يكن يوما ماديا.. كان أبا لابننا من أروع وأحن ما وجد وما يوجد.. ولقد قال لي قبل أن يفارقنا: سعاد، إني أطلب من الله أن لا يصاب أحد بمرض .. كل الناس بدون استثناء .. حبيبي وزوجي وصديقي ورفيقي ثم أبي وأخي إدريس .. شكرا لك ورحمك الله.."
وقد ظل مناضلا قويا، طليعيا، وفيا إلى آخر يوم في حياته، صامدا حتى في مقاومته للمرض العضال، الذي لم ينفع معه علاج، وبقي متفائلا إلى درجة إعجاب الأطباء الذين كانوا مشرفين ومتتبعين لحالته.
ستظل دائما نعم الأخ الرفيق والصديق ودمت قدوة للجميع. فوداعا أيها المناضل الجليل، ولعائلتك نقول : عزاؤنا واحد.
الخميسات 8 غشت 2017




حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي - فرع بركان -
مساء يوم الجمعة 11 غشت 2017 نظم مكتب فرع حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي بركان حفل تأبين المناضل الطليعي الفقيد إدريس بوش بمنزل الاخت سعاد زوجة الفقيد حضره مناضلو حزب الطليعة وبعض أصدقاء الفقيد وأفراد عائلته تخللته كلمات كل من الإخوة والأخوات: الحسين لحدودي كاتب فرع حزب الطليعة بركان ، محمد الناصري عضو اللجنة المركزية للحزب ، سعاد فريقش رئيسة جمعية المغاربة بفرنسا ، سعاد شطاطو زوجة الفقيد و الاخ صالح باسم أصدقاء الفقيد











ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *