امهات سنوات الرصاص...حياة برادة رفيقة درب الرفيق عبد الغني بوستة
حياة برادة المناضلة المتميزة، التي بدأت مشوار حياتها الدراسية والنضالية، كمناضلة في صفوف الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، في اواخر الستينات بفرنسا، كطالبة وباحثة في الفلسفة، ستجد نفسها بعد تخرجها من أعرق الجامعات، محرومة من العمل ببلادها، لتواصل رحلة غنية وشاقة في العمل السياسي والنضالي، في ظروف السرية، في الجزائر وليبيا.
وهي التجربة التي صلبتها وقوت من عزيمتها من أجل مغرب الحرية، لتجد نفسها من جديد في فرنسا منفية، ومحرومة من العودة للوطن، لتتجرع معاناة النفي رفقة رفيق حياتها الفقيد عبد الغني بوستة في المنفى القاسي بأوضاعه التي لا تطاق، والذي كما قالت "تشعر فيه بالوحدة وانت وسط الجموع"، لتنخرط في العمل الحقوقي والجمعوي دفاعا عن الهجرة وحقوق الإنسان والعمل السياسي الملتزم، وفي أوساط المنفيين الذين خبئوا وطنهم بين ثنايا قلوبهم وانطلقوا بحثا عن شعلة الحرية.
واكبت مسار رفيق حياتها ونضاله المتعدد والغني، وحين سقط مريضا استنفرت كل قواها، من أجل انقاذه، لكن الموت، كان يتربص بقائد عظيم شكل رحيله فاجعة كبرى لنا جميعا.
لم تتهاوى رغم قساوة الرحيل، واصلت بصبر وإصرار مسيرة الحرية بالكلمة والموقف المنحاز لقضايا الإنسان في المغرب والعالم، وفاء لروحه ولأرواح الشهداء.
لك أيتها المناضلة الصامدة تحية وفاء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق