نموذج منهن:نجاة زين الدين
نموذج منهن:نجاة زين الدين
إلتقيتهن اليوم مجتمعات حول أنيات المحار الذي إستيقظن من أجله منذ الخامسة صباحا، لتجميعه و تحضيره لبيعه في المساء بموقعهن المعتاد، لكن مع كامل الأسف ألقت الأزمة بظلالها عليهن، فتعذر عليهن ذلك...و بالرغم من قسوة الظرف الإقتصادي، و خيباتهن التي لا تتخفى معالمها علي، إستقبلتني وجوههن بتلك الإبتسامة العريضة و المتسترة بكل شموخ و عزة نفس، عن آسى و حزن دفينين، لا تستجلي معالمهما إلا تلك التي خبرت تحدي الكفاح اليومي من أجل لقمة العيش الشريفة، و ذاقت علقم النضال المستميت، و خيانة و خذلان القريب قبل البعيد، في هذا الزمان الأغبر و قاومت إكراهاته بكل شراسة و إصرار دون خضوع أو إنكسار...
هاته النساء إحترفن هذه المهنة مرغمات للتصدي لضغوطات الحياة و للجمع بين مسؤوليات الأسرة و مواكبة تربية الأبناء، لتأمين رغيفهم اليومي بكرامة...هن مناضلات بالفطرة، يرفضن ذل الإهانة و الإعانة، ففضلن الغوص في البحر باكرا لتجميع محاره و طهوه و إزالة غشائه ثم عرضه للبيع بكل عزيمة و تحدي و يقين بأن الرزاق و الغني هو الله، في رتابة يومية مضنية، رافضات الخنوع و الإستسلام لقهر الظروف و إحباطاتها... و لمناقشات الأثمنة السخيفة أحيانا كثيرة، من المارة الذين قلما قدروا معاناتهن و صبرهن لتغيرات المناخ، فهن هناك طيلة فصول السنة: ربيعا، صيفا، خريفا و شتاءا، و كم يؤلمني وضعهن كثيرا عند تهاطل الأمطار الغزيرة...و تبدل الأحوال المفاجئة، فمنهن من أصيبت بالروماتيزم المفصلي الحاد و مع ذلك، لازالت تكابر بعزيمة منقطعة النظير، و كلها أمل في إنقاد أبنائها من التشرد و الفقر و الفاقة، لمنحهم فرصة العيش الكريم الذي سلب منهن بسوء تدبير من من تحملوا مسؤولية تسيير البلاد بوعود كاذبة سرعان ما تبخرت، فتحولت إلى وعيد مزلزل يقمع كل من إحتج على سياق الوضع و الحال و لم يقبل بتغير المآل، فخضع معيار حق دعمهن لمؤشرات قد ترتفع لمجرد إمتلاكهن لهاتف محمول صغير أو قنينة غاز أو مرحاض...دون مساءلة من قاموا بالسطو على المليارات و وضعوا اليد على أراضي المستضعفين و من إستنزفوا فرشتنا المائية بفلاحات مريبة، جوعت العباد و خربت إقتصاد البلاد، و أكثر من هذا و ذاك بدأنا نسمع قصصا غريبة، كتحويل استثمار سدود البلاد الى ملكية خاصة لبرلماني الشعب فإلى أين المسير يا وطني الغالي يا وطني؟؟؟
و متى يا ترى ستنصف نساء بلادي بتأطير كل الحرف التي تمارسها؟؟؟و متى سنجعل من تحفيزهن و تشجعيهن على الكسب الحلال أولى أولوياتنا و مركز إهتماماتنا بدل إخضاعهن لمناقشات مستفزة أحيانا كثيرة لأثمنة أنياتهن البسيطة؟؟؟ إشتروا من عندهن و لا تدققوا لا في كم؟؟ و لا في كيف؟؟؟ لأن سكين الخذلان من حكومة بلاد 2 بحورة قد إنغرس في فؤادهن الطيب العفوي، بما يكفي فلا تزيدوا من مرارة آلامهن و حسرتهن التي تتكبدنها في فرح مصطنع و كبرياء عنيد...فليس الدرهمين أو الثلاثة دراهم، التي تقومون بخصمها لهن من أثمنة الآنية ما سيحقق ثروتكم...
إنه نموذج من نساء بلادي الصامدات، المكافحات الشامخات يا سادة و اللواتي يستحقن الدعم و التصفيق و الإشادة...
نجاة زين الدين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق