حول الاصطفافات على إيقاع المقاومة في ميزان التناقضات...!عمران حاضري
حول الاصطفافات على إيقاع المق-اومة في ميزان التناقضات...!
* إن الصراع مع المشروع الص-هيوني ليس صراعاً بين سرديتين دينيتين كما يسوق له البعض بل هو صراع وجود ضد ك-يان محتل في سياق ص-هيو امبريالي... و هو أيضا ، صراع تحرري وطني و طبقي إجتماعي بامتياز...! ذلك لأن الوجود الص-هيوني بالنظر إلى طبيعته الاستعمارية التوسعية العدوانية يقوم على كونه كيان وظيفي و "مرتكز عسكري" في شكل "عصابة دولة" لفرض السيطرة الإمبريالية بصفة عامة و الأمريكية بصفة خاصة... هكذا مشروع استيطاني عدواني توسعي ، هو جزء أساسي في آليات فرض التجزئة و التبعية و التخلف و "كبح مكونات التطور و النهوض والتقدم" على درب التحرر الوطني و الانعتاق الاجتماعي و النهوض العربي بأفق اشتراكي ...
*بالتالي هو جزء من القوى التي تشكل التناقض الأساسي في كل بلد عربي بشكل عام...و انطلاقاً من المنهج الجدلي الذي يحدد أشكال الصراع في إدراك التناقضات بحسب المرحلة أو الظرفية التاريخية بالتالي المق-اومة بكافة أشكالها و في مقدمتها المسلحة منها ، هي مفتاح حل التناقض مع القوى المحتلة وكذلك الصراع بالتوازي مع الكيانات التبعية الريعية الحاكمة و ما يفرضه تداخل و تشابك الصراع الوطني و الصراع الطبقي خارج المساومات و الحلول الترقيعية المغشوشة "لحل الدولتين" كما يسوق له و السقوف المنخفضة و مهادنة التعبيرات السياسية للبرجوازية الكمبرادورية التبعية الحاكمة المهيمنة في المجتمعات العربية...! * بالتالي معاداة الص-هيو/امبريالية و الإنتصار لعدالة القضية الفل-سطينية لا تختزل في شعارات مجردة ، بل فعل في التاريخ و انخراط فعلي في الصراع الطبقي التحرري ضد الكيانات التبعية الحاكمة و خياراتها العدوانية في انتهاك السيادة الوطنية و الحرية و في التفقير و التجويع و التجهيل و التط-بيع المعلن و غير المعلن ...!
* و كما يرى المفكر مهدي عامل أن هذا الصراع يكون ضمن إطار أوسع للتناقض الأساسي بين القوى الوطنية و التقدمية و بين الإمبريالية و النظام التابع لها ، بالتالي لا يمكن الحديث عن تحرر طبقي دون تحرر وطني"... !
* لكن اللافت للنظر و منذ انطلاق ملحمة طوفان الأقصى و ما رافقتها من جرائم إبادة جماعية غير مسبوقة في التاريخ البشري من تحطيم البنية التحتية و تقطيع أوصال الحياة و ذبح الشعب الفل-سطيني خاصةً في غ-زة في ظل تواطؤ مكشوف و مفضوح من الكيانات التبعية الريعية الحاكمة... و في ظل تراجع حركة التحرر الوطني و هيمنة القطب الواحد و هشاشة البديل التقدمي الديموقراطي الشعبي الناهض... رغم ما فتحته المقا-ومة الفل-سطينية و اللب-نانية من إمكانات وآفاق رحبة ، حركت الضمير الإنساني القيمي الدولي و بعثت الروح في الجسد العربي الشعبي واعادت للشارع وهجه غير أنه ولأسباب ذاتية وموضوعية يطول شرحها مع عدم بخس بعض الجهود المنتصرة للقضية الفل-سطينية من قبل بعض الأحزاب و المنظمات الوطنية و المثقفين التقدميين ، بقي الحراك الاحتجاجي التضامني متعثرا ، عفويا و دون حجم رفع التحديات المنشودة و في مقدمتها طرد سفراء الك-يان الفاشستي و دسترة او تشريع كافة أشكال التط-بيع و ما يستتبعها من إجراءات بهذا الخصوص في سياق التحرر الطبقي و الوطني و الانعتاق الاجتماعي ب أفقه الإشتراكي...
* المهم هنا في سياقات الثابت و المتغير ، على إيقاع المق-اومة و قانون التناقض يتم الفرز و هو متواصل ، يلامس الاصطفافات في"اليمين" كما في "اليسار" بين "الإسلامي" كما "العلماني" حيث هناك بعض الالتباس و الغموض و التناقضات في علاقة بالمرحلة و ترتيب التناقضات و إدراك طبيعتها... ! كما في علاقة البعد الأممي بمسألة التحرر و التضامن العربي ...!
* و فيما نجد حركة "ح-ماس" و حركة "الج-هاد الإسلامي" و "الج-بهة الشع-بية" و غيرها من الف-صائل تق-اوم المح-تل جنباً إلى جنب... نجد أطيافا اسلاموية تعج بها الساحة العربية والإسلامية مهادنة خانعة لا تفعل شيئا يذكر...!
* فحركة "النهضة الإخوانية" في تونس على سبيل المثال لا الحصر استماتت في رفض ادراج بند يجرم كافة أشكال التط-بيع في الدستور لما كانت تحظى بأغلبية المقاعد في " المجلس الوطني التأسيسي التونسي" بعد الثورة و كذلك "حزب التحرير" فرع تونس هو الآخر لم يفعل شيئا و غاب عن الساحة و لم يساند المق-اومة حتّى ببيان فقط خرج بعد سنة من إنطلاق ملحمة "طوفان الأقصى" الباسلة ، ليعلن أن "القضية الفل-سطينية حلها في "إقامة الخلافة الإسلامية"...!!!
*لكن بالمقابل و على سبيل المثال ، عبد القادر الجزائري و عمر المختار كلاهما كان صوفيا لكن قاوما الاحتلال بثبات و إصرار ...! و كذلك مصطفى السباعي مثلا ، "المراقب العام للإخوان المسلمين"في سورية كان ضمن قوات "جيش الإنقاذ" التي كانت تقاتل مع عبد القادر الحسيني ضد الصهاينة في 1948 بينما كانت وقتها بعض الأطياف "العلمانية" العربية، تصدر بيانات بتأييد قرار التقسيم سيء الذكر...!!!
* بالتالي خارج اصطفافات "يمين" و "يسار" و بعيدا عن معايير الحداثة و التخلف على أهميتها طبعاً لا يمكن السقوط في قراءة النوايا و إسقاط أيديولوجي مجرد خارج الفعل التاريخي المق-اوم و قياس "وطنية" الش-هيد ه-نية أو الش-هيد السن-وار من خلال مذهبهما "السني" كما لا يمكن قياس "وطنية" حزب الله و الش-هيد التاريخي ح-سن نص-رالله لمذهبه الش-يعي في لب-نان من خلال إسقاط أيديولوجي و حداثة شكلانية مزيفة أو "قنينة بيرة" في الضاحية الجنوبية ببيروت بل من خلال بوصلة واحدة هي : التناقض الرئيسي الذي إسمه ك-يان الع-دو الم-حتل...! و كذلك لكون نص-ر الله و حزبه والمق-اومة الفل-سطينية بمختلف فصائلها و خلفياتها الفكرية ، كانوا أكثر إيلاما و قهرا للع-دو منذ 1948 إلى الآن...!
* و عمليا كما كان و لا يزال "مسار الاستسلام" جرحا في ظهر المق-اومة في فل-سطين... كان ولا يزال عمليا سمير جعجع مثلاً جرحاً ماثلا في ظهر المق-اومة في لب-نان و هو من كان في تنظيم "القوات اللبنانية" و الذي كانت تحركه خيوط الع-دو منذ 1976 ... !!!
* ..."في بداية القرن الماضي أعتبر لينين الحركات الوطنية التحررية في المستعمرات و أشباه المستعمرات أحد الروافد الثلاثة الأساسية المعادية للإمبريالية إلى جانب روسيا السوفياتية و حركة الطبقة العاملة في البلدان الرأسمالية... و نذكر في هذا السياق مواقف و برقيات التأييد التي أصدرها لعدة حركات التحرر على سبيل المثال، لأمير الأفغان ضد الغزو الاستعماري و لقادة ثورة العشرين في العراق و ل عمر المختار قائد المق-اومة الليبية ضد الغزو الايطالي" ... و غيرها من برقيات التأييد لحركات التحرر الوطني ضد الغزو الاستعماري في عدة بلدان...!
* في سياق متصل ، جدير بالذكر أنه ، على إثر غزو اليابان للصين خلال سنة 1937 دعا ماو تسيتونغ إلى تشكيل "جبهة وطنية متحدة " مع حزب "الكيومنتانغ" القومي الذي كان معارضاً شرسا للحزب الشيوعي الصيني حد الصراع الدموي و في الأثناء ، و من أجل بلورة الموقف كتب ماو تسيتونغ كراسا تحت عنوان: "في التناقض" حيث كتب في سياق النص ما يلي: ... "عندما تشن الإمبريالية حرباً على بلد ، فإن الطبقات المختلفة في هذا البلد ، باستثناء حفنة من الخونة ، يمكن أن تتحد مؤقتاً كي تخوض غمار حرب وطنية ضد الإمبريالية ، و حينئذ يصبح التناقض الرئيسي ، فيما تصبح مؤقتاً جميع التناقضات بين مختلف الطبقات داخل ذلك البلد في مركز ثانوي و تابع... "
* الواضح أن ماو حدد التناقض الرئيسي بحسب المرحلة و الظرفية التاريخية... و بعد طرد المحتل في إطار الجبهة الوطنية ، عاد الصراع من جديد ليطفو على السطح ، بين الحزب الشيوعي الصيني و حزب "الكيومنتانغ" القومي الذي خسر المعركة و هاجر قائده و معه ملايين ليستقر في جزيرة " التيوان"...!
* في ذات السياق أيضا ، خلال سنة 1970 كتب المفكر العربي الياس مرقص في كتابه " نظرية الحزب عند لينين و الموقف العربي الراهن" و في محاور الكتاب " قام بتحديد الع-دو المح-تل ككيان وظيفي للإمبريالية العالمية للهيمنة على العرب...!
هنا يقوم إلياس مرقص بتحديد التناقض الرئيسي: الإمبريالية و مظاهرها الثلاث : " كيانات التجزئة + الهيمنة على النفط+ الك-يان الص-هيوني"... و بالتالي يمكن من خلال التناقض الرئيسي تحديد من هو وطني من عدمه و من هو تقدمي من عدمه بعيداً عن التصنيفات السطحية المغيبة للمنهج العلمي الجدلي و المضامين الطبقية و التحررية و إدراك طبيعة التناقض و الصراع مع العدو ... و في ذات السياق كتب مفكرون عرب مقاربات جديرة بالاطلاع و التحليل و التطوير على سبيل المثال لا الحصر نذكر منهم:
سمير امين و ياسين الحافظ و هشام غصيب و غازي الصوراني أبو جمال ...
* ليت بعض "المثقفين العلمانيين" و بعض المتحذلقين الخانعين و الذين يظهرون ما لا يبطنون... و خبراء ألغام الشك و اليأس و البارعين في خطاب التذاكي و "الواقعية" و ثقافة الهزيمة ، المتذبذبين الذين تزعجهم المقاصد المنتصرة لعدالة الدم و الق-ضية الفل-سطينية الذين يبخسون المقا-ومة و إنجازاتها و يستكثرون عليها حتى استشهاد رموزها ...! و يوالون الكيانات التبعية الريعية الحاكمة المتواطءة بسماجة و بطرق ملتوية خبيثة...!
* و ليت هذه الجوقة التي عبثاً تحاول اقناعنا بطمانينة البؤس و الخنوع و "بعسل العبودية " بدل "حنظل التحرر و الحرية و مغامرة الرفاهية" يدرك روادها ، أن لا وجود لعاقل يقبل بك-يان يبني وجوده على خرافة توراتية و أيديولوجية ف-اشية مثل الص-هيونية...!
* و أن أي شكل من أشكال التط-بيع معه : "انتحار للعقل و تزوير للتاريخ و "سلخ المواطن العربي من جذوره التاريخية والثقافية و الحضارية"... و انه "لا يمكن الحديث عن تحرر طبقي دون تحرر وطني"... كما أن الاختلاف الأيديولوجي لا يمنع من التقاطع السياسي المرحلي أو الظرفي المؤقت...!
* بالتالي السياسة موقف و مبادىء و أخلاق إنسانية قيمية و إنتصار للعقل و التاريخ...
و بخاصة في ظل الظروف الراهنة على إيقاع المق-اومة الباسلة و بالنظر إلى حجم جرائم الإبادة الجماعية و الجرائم ضد الإنسانية و الوحشية التي يتعرض لها الشعبين الفل-سطيني و اللب-ناني... يمكن القول : أن "إسلامي مقاوم /تحريري" أرحم من يساري أو علماني خانع تبريري"...!!!
تحرير فلسطين يمر عبر تحرير العواصم العربية كما أكد حكيم الثورة جورج حبش
...* ما مات من زرع الجبال عزة و كرامة...
و سقى دمه الأرض خضرة و تحررا...
النصر للمقاwومة و المجد والخلود للش-هداء الابطال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق