جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

بيان مقتضب للرئيس السوري "بشار الأسد" لأول مرة منذ سقوط الدولة السورية...

بيان مقتضب للرئيس السوري "بشار الأسد" لأول مرة منذ سقوط الدولة السورية...



الأسد لم يفر، ولم يخن، ولا إيران أو روسيا خانتا.. هذا ما جرى في الأيام الأخيرة*
بدأت الحكاية نهاية عام 2018 حين تم وضع سيناريو إسقاط سورية بالجوع على غرار ما حصل في العراق، فالشعوب كما الجيوش تزحف على بطونها للقتال. بدأت خطة جيمس جيفري تُأتي أكلها رويداً رويداً، وبشكل رائع وكما هو مخطط. انفضّت الحاضنة الشعبية عن حربها الوجودية ضد الإرهاب، وصارت تحارب طواحين الفساد في الدولة، التي تحولت – مع إنهاك المؤسسات – إلى العمل بعقلية المهرّب الفاسد حتى التخمة، وذلك اضطراراً لتأمين المواد الأولية والقطع الأجنبي بطرق تلتوي ضد العقوبات وتناور الحصار. لم يكن ثمة مناص من ذلك أمام واقع تردّى جداً، وحلفاء محاصرين تباعاً، التهى كل منهم بحربه ومآزقه، وأصوات الداخل التي بدأت ترتفع عن جدوى الانخراط في إهراق الموارد على الحروب الخارجية. كان الأسد يقاتل على جبهتين: محاولة استعادة السيطرة – عبثاً – على الأرض والموارد، وسد رمق شعبه الذي وصل إلى حدٍ غير مسبوق من الجوع والعطش والإذلال وراء لقمة العيش. كانت ضريبة المقاومة قاسية جداً. الموارد تنضب، والمؤسسات تضمحل، وإرث من الفساد والإفساد ضاربة جذوره في الدولة والمجتمع صار وحلاً يتخبط فيه الجميع، ويأكل من هيبة الدولة وهيبة النظام وهيبة الرئيس على حد سواء. بدأت الطبقية تتزايد بشكل فاحش، حيث القطط السمان من مهربي الدولة الكبار يتغولون، ولكن لا غنى للدولة عنهم. كان الحصار يشتد تباعاً كما لم يحصل مع دولة صغيرة من قبل، والعقوبات الأمريكية والغربية تتزايد وترتبط شخصياً باسم الرئيس، الذي كان عليه أن يسمع شروط الغرب عن “إعادة تأهيله” وهو بين الشرين. الغرب طبعاً يريد لسورية أن تلتحق بالنظام العربي المطبع، والأسد قد يتحمل ارتكاب الأخطاء لكن ليس في وارده أو قاموسه ارتكاب الخطايا. جاء الانفتاح العربي الزائف ضمن سياق تحسين سلوك الأسد وتهيئة ليكون قابلاً لـ “إعادة التأهيل”. بدأت الخطة التي وكل الأردن لتنفيذها “خطوة بخطوة” تتضح أكثر. المطلوب تغيير “سلوك” النظام، وليس “تغيير النظام”. يمكن لبشار أن يبقى لكن عليه أن “يغيّر سلوكه”! بالتوازي قدّم “الانفتاح العربي” النوايا الحسنة بيد، وسحب باليد الأخرى نخب النظام المؤيدة له من فنانين وإعلاميين وساسة تم شراء ولاءتهم وأقلامهم. كان الأسد مدركاً لكل ما جرى، لكن ماذا بيديه أن يفعل؟ دارت يومها إحدى مستشارتيه على مكاتب القصر لتلقي بالكادر المحيط بالرئيس حقيقة “الانفتاح” وما هو مطلوب من سورية. قبل سقوط النظام بأشهر قال الرئيس في اجتماعه الأول بالحكومة الجديدة، وقد بلغ اليقين مبلغه “..لا تنتظروا، ولا تعولوا على انفتاح عربي أو دعم خارجي”. منذ إعادة انتخابه عام 2021 كان الأسد متيقناً أنه لا يستطيع أن يعوّل على أحد، هكذا كانت التجربة قد علمته منذ انخراط سورية في “عاصفة الصحراء” عام 1991. سورية ممنوع على دول الخليج أن تقدم لها دولاراً واحداً إلا بإشارة أمريكية. ولذلك كان الأسد قد أطلق شعار “الأمل بالعمل” مبكراً، وأراد فيه أن يخاطب شعبه بالإشارة على أن “الأمل ليس بالرئيس”، رداً على شعارات كانت تمجدّه “أنت الأمل يا بشار”. كان هذا الشعار الانتخابي نتاج نقاشاتٍ كثيرة في القصر الجمهوري يومها. لم تصل الرسالة، أو وصلت وكانت الآذان صماء لأن البطون جائعة، والمهم أن التطبيق الحكومي والتنفيذي لها كان كالعادة على أسوأ ما يمكن.
شكل طوفان الأقصى قارب نجاة مؤقت. بدا للرئيس وللجميع أن بوصلة وعيون العالم – والشعب السوري ضمناً – ستتجه إلى فلسطين لتعبر من واقع التناحر والفتن والحروب البينية التي خلّفها الربيع العربي إلى حيث الدم الفلسطينيي أنهاراً وبحوراً. خال الكثيرون أن ما أيقظ ضمير الشعوب الغربية، سيفعل ذات الأمر مع أصحاب الدم من الشعوب العربية، بغض النظر عن اختلافاتها وتشظي مواقفها وخياراتها، والسوريون هم الأقرب والأكثر اتصالاً بفلسطين. بحجم ما جرى كانت الخيبة لدى الرئيس الأسد كبيرة، وهو المعني بشعبه المنقسم على نفسه حتى أقسى درجات الانقسام. لم تكن خيبة الرئيس في يوم من الأيام حاضرة كما كانت في ذلك اليوم الذي وجه فيه كلاماً مباشراً وغير معهود لرئيس يخاطب شعباً اعتاد أن ينتقي له أقصى مفردات التبجيل واللياقة: “ما حصل في اليمن وغزة درس خصوصاً للسوريين” قال الأسد في الاجتماع الموسع للجنة المركزية للبعث في أيار 2023. هل هناك ما هو أكثر مباشرة؟ لم يقصد الأسد معارضيه فقط، بل مؤيديه وعموم الحياديين.
حضر الأسد القمة العربية الأولى في جدة، وقال ما يقوله رئيس متصل بخيار المقاومة في مقام يريد رأس المقاومة.. “عروبة الانتماء لا عروبة الأحضان”.. حضر بعدها القمة العربية الإسلامية الأولى في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2023، وأعاد ما قاله بشكل أكثر وضوحاً، ثم حضر قمة البحرين وصمت عن الكلام، لعل صمته يكون الرسالة والموقف.
بدأت الحرب على غزة بالاشتداد، وانتقلت إلى لبنان. أراد الإيرانيون إدخال سورية كساحة إسناد وعمليات مباشرة، وجرت نقاشات طويلة. رفض الأسد: سورية دولة وليست حركة مقاومة.. يعرف الرئيس أنها أقرب إلى “فاكهة آيلة للسقوط” كما تسميها الأدبيات الغربية. شعبها منقسم، وجيشها منتشر في أصقاع الجغرافيا الطويلة، ومؤسساتها مخترقة حتى النخاع بالجواسيس الأممين أو من تم شراؤهم بالفتات. وسورية قبل أي شيء شريان المقاومة الأصلب عوداً في لبنان وغزة. تم الاتفاق على تحييد سورية عن المواجهة المباشرة، وصونها شرياناً لإمداد المقاومة في لبنان. اشتدت رسائل العدو وضرباته على طرق ومسالك الإمداد الإيراني عبر سورية، تزامناً مع عمليتي “البيجر” واغتيال القادة في المقاومة، وصولاً إلى اغتيال السيد حسن، الذي شكّل ضربة كبرى. وبدت إشارات القيادة الجديدة للمقاومة في لبنان باهتة تجاه سورية لأسباب تتعلق بمحاولة تحييدها ما أمكن، ما أشاع انطباعاً سيئاً وغير دقيق لدى جمهورها عن دور سورية وتخليها عن المقاومة. قبل أيام من القمة العربية الإسلامية الثانية 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2024 (بعد عام تماماً) عقد الأسد مشاورات مع فريقه الخاص. كان واضحاً أن السعوديين يسيرون باتجاه “حل الدولتين” لوأد المقاومة واستعجال استقرار في المنطقة يناسب رؤية محمد بن سلمان 2030، إذ تم قبل أيام للدعوة لتلك القمة دعوة لقمة أخرى أسموها “التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين”. طار الأسد إلى الرياض مشفوعاً بأفكار عما سيقوله، متى؟ بعد يوم واحد على تهديد إسرائيلي مباشر باغتياله. لم يحضر الرئيس الإيراني القمة في الرياض تحفظاً على أجنداتها الواضحة غالب الظن. حين بدأ الأسد بالحديث فتح الكثيرون من مستشاريه وفريقه فمهم. لقد حاولوا في نصائحهم وأفكارهم أن يكونوا أقل حدة، خوفاً عليه شخصياً، ومحاولة لامتصاص الأجواء التي تنذر بالتصعيد الخطير في فترة “البطة العرجاء” الأمريكية، التي تسمح لواشنطن بتبني سياسات مدمرة خارجة عن القانون دون أن تكون محسوبة على مرحلة رئاسية لبايدن أو ترامب. كان سقف خطاب الأسد عالياً كما لم يكن في يوم من الأيام. إشارتان فقط لما حمله الخطاب الذي يمكن الرجوع له وقراءته:
1- تحميل الشعوب والحكام مسؤولية الدم والإبادة في غزة، وليس فقط الحكام.
2- ربط النازية بالصهيونية.
شكّل الخطاب الذي سيذكر التاريخ أنه آخر ما قاله الأسد قبل سقوط نظامه نقطة فارقة فيما سيكتبه التاريخ. ترجمه مرصد MEMRI الإسرائيلي بعد نصف ساعة، ووصل إلى حيث يجب أن يصل في تل أبيب. أن ترمي الصهيونية بالنازية لهي أقصى وأقسى ما يمكن أن يفعله عدو للصهيونية (رغم كل ما بينهما من لقاءاتٍ وثقها المفكر العربي الكبير عبد الوهاب المسيري وقلة غيره). حتى ترامب حين تسابب مع كاملا هاريس، قال لها “لقد علمني والدي ألا أشتم أحداً بالنازية”. مع توقيع اتفاق إطلاق النار بين المقاومة اللبنانية وإسرائيل صار الأسد الهدف التالي لإسرائيل. من أين تبدأ ، وكيف؟ كان من الطبيعي أن تتطلع أعين القيادة السورية إلى الجنوب لا إلى الشمال، وتحشد فيه.
حين بدأت الهجمات المنسقة على ريف إدلب وحلب كان الأسد في موسكو مستشعراً لبوادر تصعيد إسرائيلي بدأت إرهاصاتها الأولى قبل شرارة ما جرى في الشمال. جلس مع الرئيس بوتين في موسكو، وخلال الجلسة تماماً كانت التنظيمات الإرهابية قد سيطرت على الفوج 46 بتاريخ 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024. انتقل الأسد للقاءات أخرى في مجلس الأمن القومي الروسي، وخلال اللقاء مع ميدفيدف كانت حلب قد سقطت، وفي كل لقاء له في موسكو كان جدول الأعمال يتغير، والواقع يتدهور على الأرض. عاد الأسد سريعاً إلى دمشق، اجتمع مع فريقه وأطلعهم على الواقع، واطّلع منهم على التطورات السياسية والميدانية. في تلك الاجتماعات كان المشهد مستقراً عند حماة. في أحد الاجتماعات طرح موضوع تحرير طلاب الأكاديمية العسكرية بتنسيق روسي تركي مباشر أسميت “عملية عسكرية سياسية” تجنباً للقول إن سورية انخرطت بالتفاوض مع الإرهاب. استشهد يومها 36 من أصل أكثر من 600 منهم. قال أحد كبار القادة الأمنيين الذين أشرفوا يومها على العملية وقاموا بالتنسيق مع الروس لأجلها إنهم أصروا على الروس لجهة عدم تسليم الجنود سلاحهم للمجموعات المسلحة، ليس فقط حفاظاً على السلاح، بل لأنه ليس من ضمانة أن الجنود أنفسهم سيقبلون بأي توجيه من القيادة العسكرية يطلب منهم أن يسلموا السلاح. في تلك الأثناء كان الموقف العربي داعماً بقوة لموقف سورية. وزير الخارجية العراقي يقول لنظيره اللبناني إنه قلق جداً، فيعلّق وزير الخارجية السوري: معه كل الحق في القلق. وزير الخارجية المصري كان يتصل بنظيره السوري أكثر مما يفعل الآخر. خلال تلك المشاورات كان الأسد منزعجاً جداً من الموقف، لكنه بما سمع كان يعوّل على دعم الحلفاء: روسيا بالطيران والإيرانيون والعراقيون بالعديد، وكذلك على الدعم العربي الذي بدأ ينهمر عبر التلفون، دون أن يكون ثمة متسع من الوقت لترجمته. بدا الموقف في البداية وكأن الأتراك الذين غدروا بالروس والإيرانيين وما تم الاتفاق عليه من خفض التصعيد يريدون تثبيت الموقف الميداني وخطوط الاشتباك عند حلب، أو حماة كحد أقصى، ومن ثم العمل على تشكيل “دولة سورية الشمالية” على غرار “قبرص الشمالية” التي تعترف بها فقط تركيا. شعرت التنظيمات المسلحة ومن خلفها تركيا وأمريكا وإسرائيل بفائض قوة، فاستشرست في القتال مدعومة بالطيران المسيَّر المتطور الذي تم إمدادها به من تركيا وأوكرانيا. شكلت تلك علامة فارقة في المعارك من حيث تم كسر خطوط الدفاع التي كان الجيش يقيمها وبدأت الخروق تتسع، والانهيارات تتالى في حماة وصولاً إلى حمص، وأعطى ذلك إشارة بدء للجنوب بالتحرك. بدأت السويداء ودرعا ومناطق “المصالحات” في ريف حمص بالانتفاض، وتعقد الموقف الميداني. وصل الأمر إلى ضواحي دمشق التي انضمت إلى غيرها. يوم الجمعة كان وجه الرئيس مكفهراً جداً بعد لقائه لاريجاني، الذي وضع اثنين من السيناريوهات: القتال طويلاً دون مساعدة، أو التسليم والاستسلام. الخيار الأخير كان آخر ما يمكن أن يقبل به الأسد. مع سقوط حمص والتمدد في أرياف دمشق الجنوبية والشمالية بدأ الموقف بالانهيار. صارت التنظيمات المسلحة على تخوم القصر، في وقت كانت حتى التشكيلات الأمنية قد تحولت إلى قتالية. جرى التنسيق مع القيادة الروسية لانتقال الرئيس إلى قاعدة حميميم العسكرية للإشراف على سير المعارك من هناك. طار الرئيس فجر يوم الأحد 8 كانون الأول (وليس قبله على الإطلاق) إلى القاعدة العسكرية، وانتظر وصول وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة، اللذين تاخرا بسبب الوضع الميداني المعقد على الطرقات. حاول الرئيس وقادة جيشه التواصل مع قيادة العمليات في المنطقة الساحلية، إلا أن الأخيرة كانت قد انسحبت وأخلت أماكنها، وبالتزامن جرى استهداف القاعدة الروسية بوابل كثيف من النار، وعدد هائل من المسيرات ما استدعى القيادة الروسية لطلب إجلاء الرئيس على الفور حرصاً على أمنه. وحصل ذلك مساء الأحد 8 كانون الأول، بعد يوم كامل على سقوط دمشق، وسقوط آخر معاقل الجيش.
قد يكون لبشار الأسد ألف خطأ كبير، لكن لم يعرف عنه أن خان أو غدر. لم يفعل ذلك مع شعوب أخرى غير شعبه، ولم يتخل عن مقاومة أخرى غير مقاومة بلده (إن وجدت) حتى لو كان الثمن رأسه. لقد كان قرار الرئيس الأسد بالقتال حتى آخر لحظة قراراً حاسماً لا عودة عنه، رغم معرفته أن كل عوامل المقاومة مفقودة. فأرض سورية لم تنتج مقاومة شعبية عسكرية تذكر، لا في الجولان، ولا في دير الزور، ولا في الشمال الذي توازع بين أكراد حملوا مشروعهم الانفصالي، وسوريين قبلوا التتريك أكثر من قابليتهم لأي بديل سوري بوجود الأسد أو غيابه، أو قبائل وعشائر اعتادت أن تنقل بنادقها من كتف إلى كتف. في الأيام الأخيرة لما جرى حذر الأسد الروس والإيرانيين – والدول العربية جميعها، التي تواصلت معه بقلق كبير خوفاً من المشروع التركي الإخواني القادم – قال للعرب خصوصاً إن هذه الحرب لا تعني سورية فقط، بل جميع أشقائها، لكن الوقت كان قد فات لفعل شيء.
ربما كان هذا السرد ينقصه الكثير من الغوص في تفاصيل ما جرى، لكن خلاصة القول إن ما جرى من ضخ إعلامي غير مسبوق بعد ليلة السبت 7 كانون الأول كان كبيراً لدرجة أن أحداً لم يقل الحقيقة فيها من الجانب الآخر. ربما كانت خطيئة بشار الأسد أنه كان رئيس دولة هي سورية المنقسمة في خياراتها حتى النخاع، وليس زعيم حركة مقاومة “متجانسة”.
ما حصل صار في ذمة التاريخ، وأمام سورية اليوم صفحة جديدة يجري فيها “إعادة تأهيل” رجل آخر قبل أن “يعاد تأهيله” اسمه أحمد الشرع. تتسارع الرشى الاقتصادية قبل صياغة الدستور على مقاس الإخوان والعثمانية الجديدة في سورية، تتحسن الليرة أمام الدولار تدريجياً، ومع تصعيد الدعم المالي والقطري والغربي قد يصل إلى سعر الصرف إلى ما كان عليه قبل الحرب، أيام كان بشار الأسد نفسه رئيساً لسورية دون حرب أو دماء أو “إعادة تأهيل” لأحد.
عن موقع
 الرأي الآخر. 

إبراهيم علوش


إذا صح هذا البيان المنشور في صفحة رئاسة الجمهورية العربية السورية في تطبيق تلغرام، فإن ذلك يؤكد ما يلي:
أ - أن السيد الرئيس لم يتنحَ أو "يهرب" أو يستقلْ.
ب - أنه فوجأ بانهيار الخطوط الدفاعية للمدن السورية، وهذا يعني أنه لم يصدر قراراً بإلقاء السلاح كما يزعم بعض المغرضين. ولو وجد مثل ذلك القرار لرأينا دليلاً عليه. والرئيس يقول إنه "تبين" انسحاب القوات من خطوط القتال.
جـ - أن خيانات حدثت أدت إلى انهيار الخطوط الدفاعية لا بد من أن تتضح أبعادها مع الوقت.
د - أنه يعد ما حدث سقوطاً للدولة بيد الإرهاب، وأن خياره كان استمرار القتال ضد الإرهاب، مؤكداً على انتمائه إلى سورية انتماء ملؤه الأمل "أن تعود" سورية حرة مستقلة.
هـ - أن قرار إخلائه إلى روسيا اتخذته موسكو بأمر إلى قاعدة حميميم.
و - أنه حاول نشر هذه الرسالة من قبل لكن وسائل الإعلام رفضت تعميمها. وهذا مستغرب لأنه يعني أنه لا يمتلك صلاحية الدعوة إلى مؤتمر صحفي في روسيا، أو نشره عبر القنوات الروسية!
ز - أنه لم يصمد سنوات على خطوط القتال، ودعماً للمـ.ـقـ.ـاومة في لبنان وفلسطين، كي يفر الآن، وأنه لم يخن حلفاءه، فهل خانه حلفاؤه؟
تقديري الشخصي، بناءً على معرفتي بأسلوب خطاب الرئيس الأسد، أن الرسالة حقيقية في المضمون والموقف، لكن هناك من ساهم في صياغتها، بما يخالف أنماط تعبيره المعهودة، مثلاً، لا حصراً، عدم وجود أي إشارة إلى العروبة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *