جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

لا زالت الاغصان تتساقط وداعا حسن التجارتي

 لا زالت الاغصان تتساقط وداعا حسن التجارتي

غادرنا اليوم الرفيق حسن التجارتي، المتواضع والهادئ،ويعد من الرعيل الاول لليسار الجديد، انخرط في منظمة 23 مارس بالقلعة الحمراء ظهر المهراز حيث كان يدرس واعتقل وحوكم مع رفاقه ورفيقاته في المحاكمة الشهيرة بالدار البيضاء يوم 14 فبراير1977
في السجن كلف بتسيير وتخزين وتوزيع السجائر على الرفاق مع انه لم يكن يدخن،
بعد الإفراج عنه ساهم في تأسيس منظمة العمل الديمقراطي..
كما ظل وفيا لقصة حب مثيرة مع الراحلة فتيحة الجزائرية التي اقترن بها بعد استنشاق الحرية...
تعازي القلبية لأسرتك الصغيرة،ولروحك الرحمة والسكينة
*صورة من ارشيف الرفيق الطاهر محفوظي الأول على اليمين بجانبه عبدالحق زغبوش، أحد أصغر معتقلي المجموعة والراحلة فتيحة وزوجها فقيدنا حسن التجارتي..
وداعا رفيقنا الحسن التيجارتي
حسنا وأبلا البلاء الحسن الجلل في النضال من أجل دمقرطة الدولة والمجتمع معا ...عرفته كأستاذ لي في السنة الخامسة من التعليم الثانوي بثانوية الإمام الغزالي بمكناس سنة 1984 وشاءت الظروف ان وجد عندي ذات يوم جريدة أنوال وفاجئني بالقول هل انت من محبي جريدة أنوال وأناسها فقلت له لا أعرف أناسها أو رفاقها فكل ما هناك أن لي صديق طالب بشعبة الفلسفة بفاس هو من أدلي على قراءة هاته الجريدة الأسبوعية التي كانت تصدر من الرباط ووضعني في صورة أصحابها وبعض من خيرة أقلامها مع لمحة عن مشروعها اليساري الديمقراطي الهاذف الى خدمة البلاد و العباد ....وهكذا استمرت العلاقة مع هذا الرجل المناضل حقا وحقيقة .... وبدأ الراحل حسن يمدني ببعض الكتب وبعض المنشورات ذات الصلة بموضوع الإهتمام وقتئدن الى أن حان وقت انعقاد المؤتمر الوطني الأول التأسيسي لمنظمة العمل الديمقراطي الشعبي سنة 1985 فوجدت نفسي عضوا مؤتمرا للمؤتمر وفعلا كانت لحظة من اللحظات التي لا يمكن نسيانها لأنني تعرفت عن قرب على العديد من رموز المرحلة التأسيسية للمنظمة وعن مضامين الورقة التوجيهية المقدمة للمؤتمر . وبعد المؤتمر الوطني للمنظمة وجدت نفسي مؤتمرا للمؤتمر الوطني التأسيسي لحركة الشبيبة الديمقراطية
"حشد " نهاية سنة 1985 واستمرت العلاقة مع الراحل حسن بمكناس الى حين وقع انشقاق داخل المنظمة سنة 1996 بسبب الموقف من دستور 96 أو صفقة 96 بين المعارضة والنظام حيث كنت وقتئدن اشتغل بأنوال وكنت سياسيا مع الموقف السياسي الذي اتخذته منظمة العمل القاضي ب " ليس في دستور 96 ما يدعونا لقول نعم " افترقت السبل بينا واختار كل واحد منا طريقه النضالي وبقيت علاقتنا النضالية والإنسانية عادية جدا ...وكنت دائما اعتبره أستاذي وقدوة من قادة النضال وشاءت الظروف أيضا ان قاموا رفاقي في منظمة العمل بمكناس بتكريم الراحل السي محمد بنسعيد وقد كان الرفيق حسن التيجارتي من بين المكرمين في هذا التكريم الخاص ببنسعيد ايت يدر رغم الإختلاف السياسي معه واعتبارا أساسا لنضاليته وكفاحيته المشهود له بها بمكناس ....
الراحل حسن التيجارتي ...الراحل عبد السلام الحيمر الكاتب الأول للمنظمة بمكناس ..الرفاق الزنايدي محمد .. الحسين طراقي ... اللباط محمد ... الراحل بيزران ...العماري محمد الرفيق العيساوي ...أعضاء لجنة منطقة مكناس لمنظمة العمل الديمقراطي الشعبي التي اعطت الكثير لمكناس نضاليا وسياسيا وتمكنت في 1997 من الحصول على مقعد برلماني بكل نضالية عالية بعيدا عن شراء وبيع القطيع الإنتخابي ...
مكناس اليوم فقدت أحد أساتذتها الأجلاء المخلصين لقضايا وطنهم وشعبهم ... أحد أبناءها البررة الذي تتلمذ عليه الكثير من ابناءها الذين اصبحوا يحتلون مواقعا ومراتب اجتماعية لا بأس بها ....لروحك رفيقنا العزيز حسن التيجارتي السكينة والرحمات والسلام الأبدي .

Aziz Aouina


وصلتني منذ صييحة هذا اليوم اتصالات متعددة من قدماء منظمة العمل الديمقراطي الشعبي يسألون عن الخبر الفاجعة..خبر فقدان ثم وفاة الرفيق حسن التجرتي..نعم..و من جملة تلك الاتصالات كنا جميعا نقف مشدوهين لهول الفاجعة..و من بين الاتصالات التي تركت في نفسي أثرا عميقا منذ البارحة ليلا و صبيحة اليوم...مكالمة الرفيق زنيدي..الأب و المعلم و القائد..في اللحظات الكبرى يظهر هذا الرجل..مكالمته كانت عميقة جدا..بحيث كان من الأوائل الذي أجرى اتصالات متعددة بحثا عن الفقيد لحظة اختفائه..و لا غرابة في ذلك..فالرفيق زنيدي محمد رفيق للمرحوم منذ حركة 23 مارس السرية و منظمة العمل الديمقراطي الشعبي و لم نعرف عندما كنا صغارا سوى الرباعي ..زنيدي ..لباط..طراقي ..ثم التجارتي..الله يحفظك أستاذ زنيدي و يطول عمرك...
المكالمة الثانية للرفيق وشعيب عبد الغني...و أقول لك بكل صدق مكالمتك الثالثة لي هذا المساء لا زلت أفكر فيها للحظة..لم يكن عبد الغني على عادته أبدا...متأثر بشكل كبير..حكينا مواضيع كثيرة جدا..أبنائنا..الحزب..النضال..الشعب..و المجتمع..ختمناها كما لو أمنا نودع بعضنا البعض..الله يسامح علينا..
المكالمة الثالثة للرفيق يوسف غويركات..هذا الرجل ..أجده دائما حاضرا في لللحظات الكبرى..كان حريصا على تتبع ما جرى؟ و كيف؟ و لماذا؟ إنه ابن الدار....تلك الاسرة المناضلة ...ظل معي في اتصال إلى لحظة معرفة الحقيقة..كان متأثرا بشكل كبير...حفظك الله سي يوسف..
المكالمة الرابعة و ليست الاخيرة..هي لأخي و أستاذي و رفيقي سي عبد اللطيف اليوسفي..كانت مكالمة من نوع خاص..فأنا الذي يجب أن أتصل به و ليس هو؟؟؟ هو خارج من عملية جراحية...سعدت قلت له لما رأيتك قبل أيام حاضرا في نشاط للحزب بالدارالبيضاء في ذكرى المعلم الكبير ..سي ابراهيم ياسين..بعدما تذاكرنا بخصوص المرحوم التجرتي..و زوجته الراحلة الجزائرية..و الاستاذ احمد السليماني و الاستاذ احمد حبشي..ثم وقفنا بشكل خاص عند الدكتورة سامية عباد الاندلسي..كم انا مقصر في حقها..قالت لي قبل ثلاثة ايام..راك متدوزش تشوفنا؟؟ و الله يشهد كلما اتصلت بالرفيق مسداد الا و اتالم..لااريد ان اراها و هي طريحة الفراش منذ مدة طويلة...قال لي سي اليوسفي ..لا تحمل هما ابدا..فسيرتك معنا دائما...هذا التجرتي العظيم الذي جمعنا هاته الليلة..كان رجلا معطاء..مناضلا..صادقا..محبا للحياة..من خلال فقدانه ..كما لو اننا نتوادع فيما بيننا ..و نسامح بعضنا البعض طيلة اليوم في اتصالات هاتفية لم تتوقف منذ أمس..
لكل الذين كانوا يسالون بحب..الاستاذ ندير الاسماعيلي من كلية الحقوق بمكناس..الاستاذ عبد الله بابايا رائد حركة الطفولة الشعبية ...و غيرهم كثير..أقول كما قال عبد الغني..الله يسامح علينا..رحم الله سي حسن التجرتي ..انا لله و انا اليه راجعون
البقالي عبد الوهاب
الجديدة 09_01_2025

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *