جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

بلاغ تجمع المنتفضين الثوريين في العراق حول جرائم التصفية الطائفية في سوريا

 بلاغ تجمع المنتفضين الثوريين في العراق حول جرائم التصفية الطائفية في سوريا

شهدت سوريا مؤخرا عمليات تطهير طائفي مارستها قوات تابعة للسلطة الجديدة في سوريا، في مناطق الساحل السوري، ولأن النظام الحالي هو نظام طائفي مدعوم من تركيا ذات الطموح العثماني التوسعي، فلا غرابة من عمليات التطهير الممارسة بحق العلويين، لان نظام الشرع لا يمكن ان ينظر الى المجتمع الا بكونه مجموعة طوائف، وفي سوريا ووفق هذا المنطق يوجد السنة والعلويون والكورد والدروز والمسيحيين واقليات اخرى، ولا وجود للمواطنين المتساوين الباحثين عن حياة لائقة لهم ولأبنائهم.
ان نظام البعث الذي حكم سوريا طوال ستين عاما، رغم انه نظام قومي علماني الا انه ايضا كان نظاما طائفيا يتعامل بالتمييز مع غير العلويين وغير العرب، فقد ارتكب المجازر بحق الكورد وبحق المختلفين طائفيا مع نظامه.
ومع مجيء احمد الشرع الملقب سابقا بابي محمد الجولاني بدأت حقبة جديدة من تاريخ سوريا، وهذه الحقبة التي تميزت بسيطرة مليشيات ارهابية على السلطة، بدأت نغمة الطائفية والقومية ولغة المكونات تنتشر وتعتمدها مختلف الاطراف التي لديها مصالح في هذا البلد، فالولايات المتحدة وأوربا ومبعوث الامم المتحدة الى سوريا، اضافة الى دول جوار سوريا مثل تركيا والعراق ولبنان وحتى اسرائيل، وكذلك ايران جميعهم يتحدثون عن ضرورة حفظ حقوق الاقليات، ويدعون الى اهمية تمثيل المكونات واحترام التعددية العرقية والطائفية من قبل النظام الجديد، وهذا يذكرنا بذات النهج الذي تم اتباعه في العراق بعد الاحتلال الامريكي عام 2003، فمصالح هذه الاطراف جميعا، يهمها دائما ان تكون هذه البلدان مقسمة طائفيا وعرقيا حتى يسهل السيطرة عليها وتنفيذ الاجندات الجيوسياسية والاقتصادية لكل طرف من اطراف المعادلة سواء في العراق او في سوريا.
ان عمليات القتل الطائفي التي تحدث في سوريا هذه الايام، تهدد بتوسع دائرة الصراع لتشمل مناطق اخرى وتستهدف كذلك اقليات اخرى داخل هذا البلد ومن الممكن ان تمتد لبلدان اخرى مثل العراق ولبنان. وعمليات محاربة هذه الجرائم وادانتها يجب ان لا تأتي من ذات التوجه والفكر اي التوجه الطائفي، كما يحصل من ردود فعل يطلقها سياسيون ومثقفون من العراق وايران، لانهم يريدون استثمار هذه الورقة لإعادة الشحن الطائفي لأسباب تتعلق بمصالحهم. ونتائج ذلك تم لمسها من خلال ما اقدمت عليه احدى المليشيات التي قامت بضرب وخطف عدد من العمال السوريين في العراق.
ان الوقوف بوجه عمليات القتل على اساس طائفي او قومي تتطلب اولا محاربة السياسة والفكر الطائفي والقومي، وتعريه هذا المنهج وفضح اساليبه العنصرية. فما يحدث في سوريا اليوم، ليس ببعيد عما حدث ويحدث في ايران وتركيا والعراق ولبنان واليمن وغيرها من البلدان التي يحكمها الطائفيون من مختلف اديانهم ومذاهبهم. ومهمة القوى التحررية والاشتراكية الثورية هي فصل صفوفها عن كل هذه التوجهات الشوفينية، والعمل على التصدي لها بشتى الوسائل، والنضال في اوساط الجماهير واقناعهم ان السياسة الطائفية والقومية، ما هي الا غطاء تتخذه الاطراف المتحاربة داخل بلدانهم، والاطراف الخارجية الداعمة لكل طرف من هذه الاطراف، من اجل نهب ثرواتهم وتأسيس برجوازيات لكل طائفة وقومية تعمل على جعلهم وقودا لحروب عقائدية لا تمثل مصالحهم بل مصالح مشعلي هذه الحروب. لان معركة الجماهير الحقيقية هي مع هذه البرجوازيات التي افقرتهم وهجرتهم وفرقت صفوفهم.
يقف تجمع المنتفضين الثوريين في العراق بالضد من عمليات التصفية الطائفية والجرائم المروعة التي ترتكبها قوات النظام السوري الجديد، بحق المواطنين في منطقة الساحل السوري، وتدعو الجماهير التواقة للحرية والعدالة والمساواة والساعية لحياة مرفهة الى توحيد قواها والوقوف بالضد من كل اشكال الطائفية والقومية والمناطقية التي تدعوا لها القوى الظلامية في داخل سوريا وخارجها.
12/ 3/ 2025



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *