جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

الفقيد سعيد الرحباني*الرفيق محمد بولعيش

 عرفت الفقيد سعيد الرحباني في نهاية السبعينات حين كان تلميذا عندي في السنة الرابعة إعدادي بثانوية (إعدادية) ابن رشد بحي سباتة / العهد الجديد . كان تلميذا خجولا لكنه نبيه وذكي ، يطرح أحيانا أسئلة بعضها محرج بالمقارنة مع سن التلاميذ . من الأساتذة الذين كان قريبا منهم رفيقنا الراحل مصطفى حلومي .

في السنة الموالية (80-81) وجدته في قسمي بالسنة الخامسة ثانوي ، الشعبة الأدبية في ثانوية الحسن الثاني (ثانوية جميلة سابقا) التي تم تنقيلي إليها لخصاص ، كم كانت فرحته كبيرة حينما علم أني أحد أساتذته ، قضينا السنة في جو إيجابي ، مرارا كان يطلب مني تزويده ببعض الكتب يحدد عناوينها أو أسماء الكتاب كلينين وماو وبريخت ... كنت أزوده بما كنت أتوفر عليه وأعتذر عن الباقي ، وكان آخر كتاب سلمته له كتابا من الحجم الكبير لا أتذكر اسم مؤلفه بعنوان "صين ماو" .
واقعة مثيرة وشمت هذه السنة كان الراحل محورها : كان من عادات المدير (كونيبة) السيئة أنه كان يتجسس على الأساتذة والأقسام من وراء النوافذ ، مرة رأى سعيد بقبعته الشهيرة داخل القسم فما كان منه إلا أن دخل إلى القاعة هائجا وطلب من سعيد مرافقته ، ذُهِلت للحظات ثم أمرت سعيد أن يعود لمقعده وطلبت من المدير صارخا في وجهه مغادرة القاعة ، مذكرا اياه بأن تصرفه غير قانوني ولاأخلاقي ولا تربوي وأنني أنا المسؤول عن القسم وبامكانه استدعائي لمكتبه لو لاحظ خللا ما ، انتشر الخبر كالنار في الهشيم وخلف موجة من التضامن معي خاصة أنني كنت مسؤولا وطنيا في الجامعة الوطنية للتعليم ا.م.ش ، فاعتذر لي المدير فيما بعد عما بدر منه ...
لم ألتق بعد ذلك بسعيد إلا عند إطلاق سراحه بعد معاناة مع الاعتقال إثر أحداث 84 ، ودخوله في أزمات متلاحقة نظرا لظروفه الخاصة وحاجته إلى المساعدة ، سيتمكن لاحقا من الاشتغال في مشروع صغير بسوق بنجدية كبائع للخضر ، قبل أن يسلم روحه لبارئها . هناك من الرفاق من يعرف عن هذه المرحلة أكثر مني حبذا لو تناولوها.
فخورا كنت - ولا زلت - بك رفيقي سعيد تلميذا ، وفخورا كنت بك مناضلا يساريا ، على روحك السكينة والسلام .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *