"إسرائيل" تستعيد رفات "تسفيكا فيلدمان" من سوريا معركة "السلطان يعقوب" ونهاية أكذوبة "الأسد لم يطلق رصاصة واحدة على الكيان" إدريس عدار
"إسرائيل" تستعيد رفات "تسفيكا فيلدمان" من سوريا
معركة "السلطان يعقوب" ونهاية أكذوبة "الأسد لم يطلق رصاصة واحدة على الكيان"
حقّق نتنياهو نصرا رمزيا ما كان يحلم به. أعلن مكتبه عن استعادة جندي "إسرائيلي" من سوريا. قال بيان في الموضوع "في عملية خاصة من قبل الموساد والجيش الإسرائيلي، أعدنا إلى الوطن رفات... تسفيكا فلدمان الذي سقط في معركة السلطان يعقوب في يونيو 1982".
معركة السلطان يعقوب دارت سنة 1982 بين القوات السورية والصهيونية.
وفي بيان مشترك أفاد الجيش وجهاز الاستخبارات الخارجية (الموساد) بأنه "في عملية خاصة بقيادة الجيش الإسرائيلي والموساد، تم العثور على جثمان الرقيب أول تسفيكا فلدمان في العمق السوري وأعيد إلى إسرائيل".
لم يذكر بيان نتنياهو كما بيان الجيش والموساد زمن العثور على الرفات وكيف تمت الطريقة. كما لم يذكرا ما إن كانت حركة الجولاني ساعدت في الأمر؟
منذ الثامن من دجنبر من السنة الماضية، تاريخ تمكين هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة- فرع تنظيم القاعدة بسوريا) من السلطة في دمشق والقوات "الإسرائيلية" تعربد بحرا وجوا وبرا.
قامت بتدمير مقدرات الجيش السوري بشكل شبه كلي، والغريب أن الجولاني قال أمام ماكرون: سنتعاون على محاربة داعش وتدمير الأسلحة الكيماوية.
وعندما كانت هيئة تحرير الشام ومن معها، وأنصار "الثورة السورية" في العالم العربي، يحتفلون بالانتصار على النظام بل على ثلاثة جيوش (الإيراني والسوري والروسي) وعدة مليشيات، كانت "القوات الإسرائيلية" تحتل الأراضي السورية دون مواجهة.
احتلت "إسرائيل" مساحة جغرافية تفوق مساحة لبنان دون حرب، أضافتها للجولان المحتل.
قال الجولاني في باريس: نجري مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل قصد التهدئة. أي تهدئة؟ التهدئة تكون بين متحاربين. الحركة الجولانية لم تحارب.
منذ اليوم الأول أعلنت أنها لن تدخل في حرب مع إسرائيل. ولن تكون منطلقا لأي هجوم عليها. وصبيحة الهجوم الذي استهدف القصر الرئاسي اعتقلت قوات الأمن العام طلال ناجي. وكانت المعركة السياسية تقتضي استقباله من قبل الجولاني ليفاوض به. لكن هيهات. ناهيك عن اعتقال قيادات الجهاد الإسلامي، إذ ما تسرب يفيد التحقيق معهم حول مسالك وصول السلاح للمقاو/ومة.
يستشكل الجولانيون بالقول: ما الفرق بين الآن والأمس؟
ألم تكن إسرائيل تهاجم سوريا طوال الفترة السابقة.
رفات الجندي الصهيوني المستعادة من سوريا تسعفنا في فهم ما جرى سابقا وما يجري حاليا.
الدبابات الإسرائيلية التي تعربد اليوم في الأراضي السورية لم تكن تجرؤ على الدخول شبرا واحدا. لماذا؟
صحيح أن الحرب لم تتم على خط التماس منذ اتفاق وقف إطلاق النار سنة 1974. لكن عندما وجدت القوات السورية نفسها وجها لوجه كانت المعركة الكبرى. معركة "السلطان يعقوب" بجنوب لبنان.
هي المعركة التي قُتل فيها الجندي الصهيوني "تسفيكا فيلدمان" وتم فيها على الأقل حجز جثتين من قبل الجيش السوري.
ما حكاية هذه المعركة التي أنهت أكذوبة "الأسد لم يطلق رصاصة واحدة على إسرائيل"؟
وقعت هذه المعربة يوم 10 يونيو 1982 بين القوات السورية والقوات الإسرائيلية. كانت نهاية المعركة هزيمة للصهاينة. تراجعوا إلى الوراء وأُجبروا على الانسحاب. تم قتل30 جندياً إسرائيلياً وأسر اثنين على الأقل وتم تدمير أكثر من 20 دبابة واغتنام أخرى.
وكانت الفرقة 90 الإسرائيلية بقيادة اللواء جيورا ليف اجتازت قرية مرجعيون، ومن هناك شرعت في دفع اللواء المدرع لسوريا التابع للفرقة العاشرة، غير أن القوات السورية استخدمت طائرات غازيل لدعم عملية التأخير وأطلقت صواريخ هوت على الأرتال الطويلة من المركبات الإسرائيلية المنتشرة على الطرق، وردت إسرائيل بطائرات كوبرا التي تستخدم ضد أهداف أرضية وطائرات غازيل.
الفرقة 90 الإسرائيلية توجهت بسرعة إلى الأمام للسيطرة على أكبر مساحة ممكنة من الأرض قبل تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار. وفي وقت متأخر من تلك الليلة، نجحت معظم الكتيبة 362، بالإضافة إلى بلوجا كاف من الكتيبة 363 في اختراق المشاة السورية في قرية السلطان يعقوب لتجد نفسها معزولة ومحاصرة.
دامت المعركة ست ساعات، خسر فيها الجيش الإسرائيلي عددا من الدبابات والجنود. فشلت أيضا في تدمير دبابات مجاح 3 إم-48 إيه 3 المعطلة التي تركتها خلفها واستعادتها القوات السورية في اليوم التالي.
ولا نعرف مصير واحدة من تلك الدبابات التي كانت تُعرض في متحف بانوراما حرب تشرين في دمشق.
معركة "السلطان يعقوب" هي البروفة التي جعلت الإسرائيلي لا يفكر يوما في الدخول ولو شبرا واحد خلف خط وقف إطلاق النار.
كما يجدر بنا ذكر ملاحظة بسيطة فيما يتعلق بالهجوم الجوي. لم يحدث ذلك منذ وقف إطلاق النار إلا بعد انطلاق "الثورة المصنوعة" لكن بعد تمكن سوريا من تعزيز دفاعاتها أسقطت طائرة حربية متقدمة سنة 2018 فوضعت حدا لذلك، وكل الهجمات اللاحقة تمت فوق الأجواء اللبنانية أو فوق البحر، ولم يكن لدى سوريا الاستطاعة لهذه المعركة.
المقارنة بين المرحلتين بئيسة للغاية.
اعترف الجولاني أن هناك مفاوضات غير مباشرة. وتم تسريب خبر ثلاث جلسات من المفاوضات المباشرة من قبل الإعلام الإسرائيلي ولم ينف الجولاني. وصرّح وزير الحرب الصهيوني أنه تم الاتفاق مع تركيا، وليس سوريا، في باكو على منطقة أمنية لإسرائيل في الجنوب السوري. التفاوض على استعادة الحق مقبول إن لم يكن مشروطا، أما ما يجري اليوم هو تسليم للكيان المؤقت بكل ما يرغب فيه.
لقد حقق محور المقاو/مة نتيجة مهمة رغم الضربات التي تلقاها. نتيجة مفادها "إسرائيل غير الآمنة". جبهة الإسناد متواصلة ولهذا يتم التحرش بها من قبل الجولانيين. وما حققه اليمن يصنع التاريخ. ويستعيض الإسرائيلي عن ذلك بانتصاراته دون مواجهة في سوريا.
تلفزيون الخبر الكويتي : الجولاني... ' كش ملك ' في شطرنج التقسيم السوري...


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق