شخصيات محورية في قضية اختطاف الشهيد المهدي بن بركة* جورج فيكون
جورج فيكون: "المفتاح" المثير للجدل في قضية المهدي بن بركة
يُعد جورج فيكون (Georges Figon) من أكثر الشخصيات إثارة للجدل وغموضًا في ملف اختفاء المهدي بن بركة، ويعتبره البعض "مفتاح" القضية أو حتى "مايسترو العملية" التي أدت إلى اختطافه. لم يكن فيكون شخصية عادية، بل كان سابقًا في عالم الإجرام، ثم تحول إلى العمل في مجال النشر، وامتلك خلفية مضطربة تشمل قضاء سنوات في مستشفى الأمراض العقلية والسجن.
دوره في القضية
دور جورج فيكون كان محوريًا ومرتبطًا مباشرة بالكمين الذي استدرج المهدي بن بركة إلى مصيره المجهول:
مشروع الفيلم الوهمي: كان فيكون هو المنتج المفترض لفيلم وثائقي حول حركات التحرر العالمية، وهو المشروع الذي كان سبب اجتماع المهدي بن بركة في باريس يوم اختطافه. تم استدراج بن بركة للقاء فيكون والمخرج جورج فرانجو والصحفي فيليب بيرنييه في 29 أكتوبر 1965، بحجة توقيع عقد هذا الفيلم.
حاضر في موقع الاختطاف: كان فيكون متواجدًا في الفيلا التي اقتيد إليها المهدي بن بركة بعد اختطافه في باريس.
تسريب "اعترافات" للمجلات: بعد اختفاء بن بركة، قام فيكون بتسريب "اعترافات" مزعومة للصحف والمجلات الفرنسية، مدعيًا أنه شاهد اختطاف بن بركة. هذه الاعترافات، التي وصفها البعض بأنها "أقرب إلى الخيال"، أثارت ضجة إعلامية كبيرة.
شخصية غامضة ومفتاح للسر: يُنظر إلى فيكون على أنه كان يمتلك معلومات حاسمة حول ما حدث لبن بركة. تشير بعض التحليلات إلى أنه كان حلقة وصل بين الأطراف المتورطة (المغاربة، والفرنسيين، والعصابات الإجرامية). كما يُعتقد أنه كان يسعى للاستفادة ماديًا من دوره في العملية.
نهاية جورج فيكون المأساوية
تزداد قضية فيكون غموضًا بوفاته المفاجئة والمثيرة للشك. في 17 يناير 1966، عُثر على جورج فيكون ميتًا في شقته بباريس، وادعت الشرطة أنه انتحر بإطلاق النار على نفسه.
ومع ذلك، يرى العديد من المراقبين والمحللين أن وفاته لم تكن انتحارًا، بل كانت تصفية متعمدة لإسكاته ومنع كشفه للمزيد من الحقائق حول قضية بن بركة. كان فيكون يشكل خطرًا على المتورطين لأنه كان يتحدى السلطات الفرنسية ويُهدد بكشف المزيد من المعلومات. يُعتقد أن تصفية فيكون كانت تهدف إلى دفن أسرار اختفاء بن بركة معه.
باختصار، جورج فيكون شخصية محورية في قضية بن بركة بسبب دوره في استدراج الضحية وحضوره في موقع الاختطاف، ثم وفاته الغامضة التي أدت إلى إغلاق فصل مهم من التحقيق ودفن الكثير من الأسرار معه.
.jpeg)
.jpeg)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق