الرجل الذي قال له الشهابي: أنت يوسف الله"
الرجل الذي قال له الشهابي: أنت يوسف الله"
عام 1968، رفض رئيس الأمن العسكري السوري حكمت الشهابي الإفراج عن الحكيم، وقال عبارته الشهيرة:
"لا يخرجه من السجن غير الله."
فجاءه الرد من يوسف دقّة ورفاقه، الذين خطّطوا ونفّذوا عملية معقدة لتحرير الحكيم أثناء نقله من التحقيق. نجحت الخطة، ونُقل الحكيم إلى بيروت.
ومن هناك، اتصل يوسف بنفسه بحكمت الشهابي وقال له بهدوء:
"الحكيم بأمان."
سأله الشهابي بدهشة: "من المتصل؟"
أجابه: "يوسف دقّة."
فردّ الشهابي منذهلًا:
"أنت يوسف الله!"
هذه الرواية لم تُكتب من خيال، بل وثّقها رفاق درب يوسف دقّة، الذين عرفوا تفاصيل العملية ، وظلّت تُتناقل كحكاية شجاعة وصمت… وظلت محفوظة في ذاكرة المنفى، تنتظر من يُنصفها.
هكذا وُلد اللقب، وهكذا سُجلت واحدة من أعظم عمليات التحدي في زمن الثورة.
لكن كما عاش بصمت، رحل أبو الحكم بصمت.
في 15 تشرين الثاني 2018، أغلق عينيه للمرة الأخيرة، دون ضجيج، دون تكريم، ودون أن يُروى تاريخه كما يليق به.
بين حطين والمنافي، زرع أبو الحكم ورفاقه أملًا حقيقيًا، نقيًا، لا يعرف صخب أوسلو ولا فرسان المرحلة.
لروحك السلام يا يوسف، وسيبقى اسمك محفورًا في ذاكرة من ما زالوا يؤمنون أن النضال ليس صورةً على جدار، بل أثرًا في وجدان وطن.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق