مصافحة على إيقاع اليوم العالمي للصداقة ،
مصافحة على إيقاع اليوم العالمي للصداقة ،
في ميزان البعد العقلاني و الإنساني القيمي...!
* الصداقة قيمة أخلاقية مركزية ، و ألفة و جسر عبور نحو الآخر...
وحدهم الطيبون ، الصادقون و من يتوفرون على قدر من العمق الإنساني القيمي يتمتعون بخوض غمارها كمقومة رئيسية في معركة السعاده... !
"فالصداقة الحقيقية هي بمثابة * النبات بطيء النمو"... ! و هي من أجمل العلاقات الإنسانية المبنية على مجموعة من الأسس العميقة كالصدق و المحبة و الثقة و التفاهم و التعاون و الإبداع و المبادىء الإنسانية القيمية ،،، و اذا فقدت هذه الأسس فإن الصداقة تضمحل و تختفي و تتعرض للاضمحلال أو للقطيعة ،،، او تبقى باهتة، سطحية، عابرة ،،، محكومة بالتاثيرات السلبية لثقافة السوق الإستهلاكية الباهتة المشيئة لكافة الروابط الإنسانية القيمية...!
* الصداقة هي جسر عبور نحو الآخرين في علاقاتهم الاجتماعية حيث التواصل فكرياً و نفسيا و روحياً و أخلاقيا و سياسياً و ثقافياً و ايتيقيا،،، لمشوار حياتي طويل، تترسخ ، بالألفة و التعاون في مختلف مفردات الحياة بين أناس طيبين يتوفرون على جمالية الروح و أخلاق عقلانية مستنيرة ، صوب المشترك الإنساني و تمدده جغرافيا و تاريخياً بين الأفراد و المجموعات و الشعوب على قاعدة مبادئ إنسانية قيمية...!
* بالمحصلة الصداقة الحقيقية هي قيمة إنسانية أخلاقية، جمالية راقية تفتح أفق المشترك الإنساني القيمي في كافة المجالات...
* و دون هذا و ذاك و في سبيل تطوير الوشائج و الروابط الصداقية الإنسانية القيمية ، خارج التأثيرات السلبية لثقافة السوق الإستهلاكية الباهتة المعلبة ،،، و حرصاً على مضمون صداقة راقي يلامس العمق الإنساني ، نقول:
*ربما تحتاج الصداقة لمن يبعثُ السلام بالأرواح خاصة حينما تكون بِذَروة الشدة إلى الراحة و الثقة ...
* ربما تحتاج الصداقة كذلك لمن يُزيح ضباب هلوسات التفكير و التأويل، لتُبصر العقول أكثر و تزهر القلوب أكثر ...!
*ربما تحتاج الصداقة لمن يخوض غمارها ضمن معركة السعاده... و لمن يُدرك أيضاً ، أن الحياة رغم ما تنطوي عليه من بقاع سوداء و سلبيات ليست بكل تلك القسوة و الرتابة و التكلس و العدمية ،،، و من يساعد قدر الإمكان على إزالة الجوانب المظلمة و تلوينها لتكون قابلة للحياة في سياق الصراع الوجودي الإنساني المثمر ، المتوثب نحو الأفضل ...!
* ربما تحتاج الصداقة في حالات تعثر تواصلها العادي، لمن يسمع بقلبهِ و عقله ثم لا يعودُ غريبا كما كان ... !
*ربما تحتاج الصداقة أيضاً، لمن يشعر بهمس الاغتراب و غربة الأرواح رغم ضجيج الكلمات و القهقهات ...!
* ربما كذلك تحتاج الصداقة ،لمن يحطم جدار الوحدة ليعلن أن هناك من يهتم، حتى ولو لم يفعل شيئا يذكر...!
* بالتالي ،،، قد نحتاج لبعض الأماني ربما مرة واحدة أو مرات ... ! لكننا نحتاج لخوض غمار الصداقة المتينة، المنتصرة للذات الإنسانية الراقية، باقتدار و جمالية و اخلاق و إبداع آلاف المرات ...! في سياقات المبادئ الإنسانية القيمية الراقية المحمولة بقيم الحرية والعدالة و المساواة و الحياة و الحب و الجمال و الإبداع بوجه كافة أشكال الظلامية و العدمية و التكلس و الاستبداد و الاستلاب...!
* قد نملك كثيرا من المعارف الصداقية العابرة في هذا العالم المتآكل و المحكوم بنظام التفاهة و ثقافة السوق الاستهلاكية الباهتة و الروابط الفاقدة للروح... "لكننا إذا امتلكنا صديقا واحداً حقيقياً ، أو صديقة واحدة حقيقية ، نكون قد امتلكنا وجها ، نعود إليه عندما يفقد كل شيء وجهه الحقيقي"... !
* الصداقة الحقيقية
هي امتداد لوجهك الآخر الذي لا تراه في المرآة بل ما يتراءى لك في الحياة بما فيها من ارهاصات و مفاجئات...!
* الصداقة ، إذا كانت حقيقية جمالية إبداعية ، قد تكون تلك الومضة الروحية التي تزرع فيك الأمل و الثقة بالنفس و "تخفف من ثقل تداعيات التأرجح الوجودي بين الأمل و الملل"...!
بالمحصلة ، الصداقة "ليست ملاذا* اجتماعيا عاديا تقليدياً
بقدر ما هي"ضرورة إنسانية وجودية و مساحة مضيئة من التواصل المريح مع الاخر ، دون أن نفقد ذواتنا...!
* فالطبيعة ، يبدو أنها لم تجهزنا كذوات إنسانية و ككائنات ثقافية تاريخية ، لأمر من الأمور بأفضل مما جهزتنا لخوض معركة الحياة و معركة السعادة و خوض غمار الصداقة الجميلة ، الإبداعية ، كجزء لا يتجزأ
من ماهية الحياة و السعادة و الجمال في مسرح الوجود الإنساني القيمي...!
*دمتم للصداقة الجميلة ، الإنسانية الإبداعية عنوانا...!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق