جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

جميلة العزوزي : الدعم الشعبي وقود مشاركتنا في أسطول الصمود.. ورسالتنا إلى غزة: نحن قادمون

 جميلة العزوزي : الدعم الشعبي وقود مشاركتنا في أسطول الصمود.. ورسالتنا إلى غزة: نحن قادمون



“رسالتنا واضحة وبسيطة: التحرر والحرية لا يُقدّمان على طبق من ذهب، بل يُنتزعان انتزاعاً.” بهذه الكلمات تلخّص الناشطة المغربية جميلة العزوزي دوافع استعدادها للمشاركة في أسطول الصمود المتجه قريباً نحو غزة، حيث يستعد الوفد المغربي  الذي يضم حقوقيين وإعلاميين وأطباء  للانضمام إلى مبادرة رمزية تهدف إلى كسر الحصار وتسليط الضوء على معاناة الفلسطينيين.

في هذا الحوار مع منصة “هنّ”، تكشف العزوزي عن خلفيات مشاركتها، الاستعدادات الجارية، المخاطر التي تترقب هذه الرحلة، ورسائلها الموجهة إلى الشعب الفلسطيني وإلى الرأي العام الدولي.

ماذا يعني لك أن تكوني ممثلة للوفد المغربي رفقة آخرين في هذا الأسطول؟

مشاركتي كممثلة للوفد المغربي في هذا الأسطول شرف ومسؤولية عظيمة، لأنني أجسّد من خلالها موقف الشعب المغربي الرافض للحصار الغاشم المفروض على أهلنا في غزة، والمندّد بالصمت الرسمي عن جرائم الإبادة الجماعية، والتجويع الممنهج، والتشريد، ومشاريع التهجير. وذلك من خلال فعاليات احتجاجية شعبية يومية في مختلف مدن المملكة.

وجودي هنا اليوم رسالة وفاء للقضية الفلسطينية، واستمرار لنضال الشعب المغربي الدائم في معركة الحرية والعدالة.

ما حجم مشاركة المغرب في هذه القافلة مقارنة بدول أخرى؟

أولا، ليس من الضروري الحديث عن مشاركة المغرب مقارنة بدول أخرى، لأن جميع المشاركين في هذا الأسطول هدفهم واحد، وقد تضافرت جهودهم جميعا لتحقيقه. لكن هذا لا يمنع من القول إن مشاركة المغرب مشاركة وازنة، تضم إعلاميين، حقوقيين، أطباء، أطقم تقنية، أخصائيي ملاحة وغيرهم من الشخصيات البارزة التي أبت إلا أن يكون لها حضور وبصمة في هذه المبادرة.

وما يمكن التأكيد عليه هو أن مشاركة المغرب في هذا الأسطول ليست مسألة أعداد بقدر ما هي مسألة مواقف، لأن كل متطوع مغربي يحمل معه إرادة شعب كامل ووجدان أمة متشبثة بالحرية والعدالة. وحجمنا يُقاس بقيمة الرسالة التي نحملها، لا بعدد المقاعد التي نشغلها.

لماذا قررتِ خوض هذه التجربة رغم المخاطر؟

قراري بخوض هذه التجربة منطلقه إيماني العميق والمتجذّر بعدالة القضية الفلسطينية، وبواجب الوقوف مع المظلومين مهما كلّف الأمر. نعم، هناك مخاطر، لكن ما الذي قد نواجهه مقارنة بما يعيشه أهل غزة يوميا من جوع وقصف وقتل؟ إننا مؤمنون أن هذه التضحية البسيطة أقلّ ما يمكننا تقديمه.

كيف استعددتم لهذه الرحلة، خاصة وأنها محفوفة بالمخاطر؟

استعدادنا لهذه الرحلة لم يكن وليد اللحظة، بل امتداد لمسار طويل من العمل والتنسيق. كنتُ من بين الفريق الذي تطوع للتنسيق لمسيرة الأحرار في المغرب، وسافرت بالفعل جوا إلى مصر من أجل المشاركة، لكنني مُنعت من الدخول وتم ترحيلي من مطار القاهرة.

تلك التجربة لم تُثنني، بل زادتني إصرارا على إكمال الطريق، فشرعنا مباشرة بعدها في التنسيق لهذه المبادرة العالمية لكسر الحصار بحرا، بشكل تطوعي محض.

هل هناك دعم رسمي أو شعبي مغربي يرافق مشاركتكم؟

الدعم الشعبي هو وقود مشاركتنا، فمختلف فئات المجتمع المغربي كانت وما زالت تعتبر القضية الفلسطينية قضيتها الوطنية المركزية والجوهرية. وأغلب من طرقنا أبوابهم لم يردّونا خائبين، وإن كان هناك من لا يصدق أن شبابا مغربيا مستقلا أخذ على عاتقه مسؤولية إنجاح مبادرة بهذا الحجم وإنزالها على أرض الواقع.

أما على المستوى الرسمي، فإننا نؤكد أن تحركنا يتم في إطار تطوعي مستقل، تقوده روح وطنية عالية تعكس تطلعات الشعب المغربي في نصرة المظلومين في غزة.

كيف جرى التنسيق بين النشطاء القادمين من بلدان مختلفة؟

التنسيق بين النشطاء من بلدان مختلفة كان قائما على مبادئ مشتركة في الالتزام والإنسانية. عملنا كفريق واحد رغم اختلاف الجنسيات والأيديولوجيات والمرجعيات الدينية والعقدية، متحدين على هدف واحد: كسر الحصار عن غزة ودعم أهلها.

فالاجتماعات اليومية، التواصل المستمر، عقد الشراكات، وتبادل الخبرات كلها عناصر جعلتنا قادرين على مواجهة التحديات بسرعة وفعالية. وهذا ما يثبت أن التضامن العالمي ليس مجرد شعار، بل فعل ملموس يحمل الأمل لمن يحتاجه.

ما طبيعة المساعدات أو الشحنات التي ستُنقل إلى غزة؟

نؤكد أن المساعدات رمزية، وهي عبارة عن حليب أطفال، بعض الأدوية، ومكملات غذائية. وهي لا ترقى إلى حجم الاحتياجات الإنسانية العاجلة للقطاع، التي تتطلب ما لا يقل عن 1000 شاحنة يوميا. لكن الهدف الأساسي من هذه المبادرة هو كسر الحصار عن أهل غزة، وإظهار التضامن الشعبي العالمي قولا وفعلا، وتحميل المنتظم الدولي: منظمات ودولا مسؤولياته، وفضح تخاذله وتآمره أمام العالم أجمع.

ما الضمانات الأمنية التي تم وضعها لحماية المشاركين؟

تتنوع هذه الضمانات بين القانونية، المرتبطة بالتسجيل الرسمي للسفن والحصول على التراخيص اللازمة للإبحار من موانئ الانطلاق، وبين إبلاغ هيئات حقوقية وطنية ودولية، إضافة إلى توفير تغطية إعلامية واسعة. لكن رغم اتخاذ كل هذه التدابير، يبقى الأمر مفتوحا على مختلف التوقعات، ولا توجد ضمانات مطلقة لتأمين المشاركين نظرا لتعقيد الوضع.

ما الرسالة التي تريدين إيصالها من خلال هذه المشاركة إلى الرأي العام الدولي؟

رسالتي في هذه المشاركة واضحة وبسيطة: التحرر والحرية لا يُقدَّمان على طبق من ذهب، بل يُنتزعان انتزاعا. وغزة اليوم تحتاج إلى أفعال لا إلى خطابات وتنديدات، لذا وجب التحرّك بسرعة وفعالية لوقف معاناة هذا الشعب المكلوم.

وعليه، نؤكد مرة أخرى أن التضامن الإنساني أقوى من أي حصار، وأن الشعوب الحرة لن تكتفي بالمشاهدة والاحتجاج فقط، بل ستواصل النضال والوقوف مع غزة مهما كانت التحديات والصعاب.

أنتم تعلمون أن البحرية الإسرائيلية قد تعترض السفن، كيف تستعدون لهذا الاحتمال؟

كيف يمكن الاستعداد لمواجهة كيان جعل من الخرق منهجا ومن العدوان قاعدة؟ حين تُنتهك كل القوانين دفعة واحدة، تصبح الاستعدادات خارج حسابات الإمكان. نحن نؤكد أن هدفنا هو كسر الحصار وتسليط الضوء على معاناة أهل غزة بشكل سلمي، وفق ما يسمح به القانون الدولي والإنساني.

ما هي رسالتكم إلى الشعب الفلسطيني في غزة؟

أنقل لكم رسائل كل فرد من أفراد فريقي:

ع. جميلة: “سامحونا.”

ح. محمود: “نحن نموت ألف مرة بالعجز، وأنتم في غزة تولدون ألف مرة بالصمود.”

م. فاطمة الزهراء: “لن يطيب لي عيشٌ حتى يطيب لكم، وإن اقتضى الأمر فحياتي فداءٌ لكم.”

محمد: “على العهد باقون.”

ص. موعاد: “تحول بيننا وبينكم أنظمة خائنة قد تؤخر خطانا، لكنها لن تفصل بيننا إلى الأبد.”

د. عبد الله: “إما أن تصبح غزة مثل كل العالم، أو أن يصير هذا العالم كله غزة.”

ك. هاجر: “لا تيأسوا منا، ومهما تأخرنا… فإننا قادمون.”

ت. فاطمة: “يا عزّنا ويا فخرنا ويا تاج رؤوسنا، نحن بحبّكم مأسورون، وعلى جرحكم منفطرون، وعلى نصرتكم بإذن الله عاكفون، وعن تقصيرنا آسفون.”

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *