جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

*الذكرى 18 لرحيل المناضل البحريني عبدالامير العرب .. خادم "الجهاد الرسالي والقضية الوطنية والمجتمع*هاني الريس

 *الذكرى 18 لرحيل المناضل البحريني عبدالامير العرب ..

خادم "الجهاد الرسالي والقضية الوطنية والمجتمع*


في 3 أيلول/ سبتمبر 2025 رحل إلى جوار ربه راضيا مرضيا، المجاهد الرسالي،و المعروف بوطنيتة والمدافع عن قضايا شعبه، عبدالامير محمد حكيم العرب، نائب الأمين العام للجبهة الإسلامية لتحرير البحرين سابقا، بعد تعرضه لحادث سير غامض ومؤلم حقا، عندما كان يستقل سيارته في شارع في المنامة، أودى بحياته على الفور، وحينها تعددت الروايات حول هذا الحادث فمن الناس من قال انه من ضمن حوادث السير العادية وغير المقصودة، ومنهم من قال إنه حادث مفتعل، كان لجهاز المخابرات البحرينية ضلعا فيه، وذلك للانتقام من ماضيه السياسي، وهروبه بقدرة قادر من البلاد، بعد أن عجزت هذه الأجهزة عن كشفه واعتقاله، عندما كانت تبحث عن المطلوبين من قيادات وكوادر الجبهة المتهمين بتذبير عملية " الانقلاب " المزعومة ضد نظام الحكم في البحرين في العام 1981.

تعرفت على الراحل عبدالامير محمد حكيم العرب، في حقبة سنوات السبعينات من القرن الماضي، عن طريق الصدفة عندما التقينا في مباراة ودية لكرة القدم، بين فريقي الدراز وبني جمرة حيث هو لاعبا في صفوف الفريق الجمري، وكنت انا لاعبا في فريق الدراز، وبعد نهاية المباراة مباشرة تقدم نحوي وبادر بتقديم التحية لي، بعد أن عرفني بنفسه وقال ( انت لاعب جيد ) و اتوقع لك مستقبل ممتاز في لعبة كرة القدم، تقدمت له بالشكر الجزيل، ورديت عليه بالمثل، وبعد ذلك ربطتنا علاقة صداقة ودية، وكنا نلتقي معا في مناسبات رياضية عديدة  في اوقات متفرقة .

وفي العام 1982 التقيته أيضا عن طريق الصدفة في دمشق ( حي السيدة زينب "ع" ) عندما كنت خارج البلاد في المنفى القسري، وسألته عن وجوده هناك فاجاب انه خرج من البحرين هاربا من بطش السلطة التي كانت تطارده .

كان هذا الرجل الخجول وصاحب الابتسامة العريضة وطيب القلب والزاهد في الملبس والماكل والمسكن، والذي ارهقت حياته سنوات المنفى القسري، كان شعلة في النشاط والحركة في ميدان السياسة والجهاد الرسالي، وكان قد نذر نفسه لخدمة الشعب والوطن، سائرا على نفس الطريق التي شقها الرساليون الأوائل في البحرين وجهادهم العنيد ضد طغيان وفساد النظام الخليفي، وكان بفكره الجهادي الاصيل وعمق بصيرته في الشؤون الدينية، قد جمع من حوله جيل من الشباب يعلمهم ويثقفهم ويرشدهم للطريق الصواب ويحفزهم للتمسك بعقيدتهم واسلامهم والمطالبة بحقوقهم المسلوبة والمغتصبة من قبل السلطان الجائر والمستبد، ويغرس فيهم روح الشجاعة والصبر على كل ما يواجهونه من محن .

كان المرحوم عبدالامير محمد حكيم العرب، والذي كان يحمل الاسم الحركي ( كاظم )  احد النشطاء المدافعين عن حقوق الإنسان، وكان قد شارك في وفد المعارضة البحرينية في الخارج في بعض المنتديات والمؤتمرات الحقوقية الدولية، وكان أبرزها فينا في النمسا الذي استعرض فيه الوفد أوضاع حقوق الإنسان وقضية السجناء السياسيين في البحرين و الانتهاكات التي يمارسها النظام الخليفي في البحرين، وكان أحد النشطاء البارين في فريق العمل السياسي والحقوقي للجبهة الإسلامية لتحرير البحرين المقيمين في دمشق ( حي السيدة زينب ) الذي وقتها منشغل بمهمة انهاء معاناة عوائل السجناء المهجرين والمنفيين، ولم شملهم مع ذويهم في البحرين،  ولم تكن الفرصة متاحة لتنفيد تلك المهمة الملحة الا عندما جاء وفد حقوقي من جهة المنظمة العربية لحقوق الإنسان، الذي كان مقرها في القاهرة، برئاسة المفكر الفلسطيني أحمد الدجاني، إلى دمشق لتنظيم مؤتمر عام لجميع المنظمات الحقوقية العربية الأجنبية، فعرض عليه فريق العمل السياسي للجبهة الإسلامية، أوضاع حقوق الإنسان في البحرين، والعمل على مساعدة عوائل السجناء في حي السيدة زينب، في وضع الحلول المناسبة معاناتهم واتخاذ كل مايلزم من إجراءات قانونية على تجاوز تلك المحنة، وكان المرحوم عبدالامير العرب، وزميله في الفريق السياسي كريم المحروس، قد لعبوا الدور الأبرز بشأن حث وفد المنظمة العربية لحقوق الإنسان وكذلك  رئيس فرع منظمة العفو الدولية في دمشق على مقابلة عوائل السجناء لمعرفة معاناتهم وتقديم المساعدة لهم على رفع قضاياهم للمحاكم الدولية ذات الصلة بحقوق الانسان .

رحم الله المجاهد الرسالي عبدالامير محمد حكيم العرب وغفر له وأسكن روحه الطاهرة فسيح جناته مع الخالدين والابرار .

هاني الريس

5 ايلول/ سبتمبر 2025



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *