الناشط في حزب الطليعة المغربي(رضوان نبيه)(marouane pads) لـ(عرب جورنال): الدعم اليمني الثابت لغزة كان له تأثير في رضوخ الاحتلال لوقف إطلاق النار والاستراتيجية اليمنية غيرت موازين القوى بالمنطقة
الناشط في حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي المغربي رضوان نبيه(marouane pads) لـ
(عرب جورنال): الدعم اليمني الثابت لغزة كان له تأثير في رضوخ الاحتلال لوقف إطلاق النار والاستراتيجية اليمنية غيرت موازين القوى بالمنطقة
في حوار استثنائي تستضيف "عرب جورنال" الناشط في حزب الطليعة الديمقراطي المغربي، مروان بادس، للحديث عن إعلان حركة حماس التوصّل إلى اتفاق يقضي بإنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة وانسحاب قوات الاحتلال ودخول المساعدات الإنسانية وتبادل الأسرى، وما يمثله هذا الاتفاق من انتصار نوعي واستراتيجي للمقاومة الفلسطينية وهزيمة فاضحة وواضحة لمشاريع الكيان الصهيوني، خاصةً بعد إتمام الاتفاق وفقاً لشروط المقاومة التي تمسكت بالأرض والسلاح بعد صمود أسطوري لعامين من المواجهة المباشرة في مختلف الميادين. ويتناول الحوار الدور المحوري والتاريخي لليمن في دعم أبناء فلسطين والتخفيف من معاناتهم، ونجاحه في تقديم الدعم العسكري لغزة طوال معركة طوفان الأقصى وحتى اللحظات الأخيرة لإعلان وقف إطلاق النار، وذلك في ظل حالة التخاذل والتبعية التي يمثلها العديد من الأنظمة العربية الرسمية. كما يستعرض الحوار الاحتجاجات والاضطرابات الشعبية التي يشهدها المغرب منذ أيام، وتأثيراتها على الأوضاع الأمنية والاقتصادية للبلاد.
عرب جورنال / حوار / حلمي الكمالي
رضوخ الاحتلال لوقف إطلاق النار في غزة، جاء بعد فشله في نزع سلاح المقاومة وعجزه عن تحقيق أهدافه المعلنة وعلى رأسها، تحرير الأسرى، وتدمير المقاومة، وتمرير مخطط التهجير
الدعم اليمني الثابت لغزة كان له تأثير كبير في وقف إطلاق النار، فالقصف الصاروخي اليمني دفاعاً عن غزة وإسناداً لها، هو الذي حرك الجبهة الداخلية للاحتلال، واتفاق وقف العدوان على غزة، صنعه صمود المقاومة وجبهات الإسناد وعلى رأسها الجبهة اليمنية
محور المقاومة ربِحَ عضواً فاعلاً ونشيطاً فاجأ الجميع، ألا وهو الجيش اليمني واللجان الشعبية، واليمن تحول من عمق استراتيجي مفقود إلى عضو فاعل في المحور بفضل صمود جيشه وشعبه أمام حرب الثماني سنوات التي شنها الثالوث الإمبريالي الصهيوني العربي الرجعي
القيادة اليمنية صاحبة أفعال لا أقوال، فقد قابلت جبهة الإسناد اليمنية الحصارَ على غزة بحصار سفن الاحتلال في البحر الأحمر، وطردت أساطيل التحالف الأمريكي، وقابلت القصفَ بالقصف، والألمَ بالألم، في استراتيجية غيرت موازين القوى بالمنطقة
النجاح اليمني في إسناد غزة يجعله لاعباً جيوسياسياً في المنطقة والإقليم والعالم، وهذا النجاح الباهر البطولي والشجاع يأتي في محيطٍ عربي تفوح منه رائحة الخيانة والتطبيع
جيل الألفية الثالثة في المغرب يقود حركة احتجاجية ضد التراكمات الاقتصادية والسياسية المتردية ويطالب باستجابة فورية للمطالب المشروعة
معركة طوفان الأقصى هي الانتصار المعمد بالدماء الذي أعاد فلسطين للواجهة وأوقف مسارات التطبيع وكشفت زيف المتاجرين بالقضية وأقام الحجة على المتخاذلين بإثباتها إمكانية التحرر عبر الإيمان بحتمية النصر والتضحية
رسالتنا إلى الشعوب العربية والإسلامية: المزيد من الالتفاف حول خط المقاومة الكفاحي ورص الصفوف لمواجهة التطبيع والثالوث الإمبريالي
_ تزامناً مع مرور الذكرى الثانية لمعركة طوفان الأقصى.. ماذا تقولون بحق هذه المعركة الخالدة والمصيرية في تاريخ المنطقة والإقليم والعالم، في ظل الصمود الأسطوري الرهيب للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في مختلف الميادين رغم بشاعة العدوان وحجم المؤامرة الصهيونية الغربية؟
أولاً، نقدم تعازينا الحارة والصادقة لأهالي الشهداء والجرحى في كل من فلسطين ولبنان وإيران. كما لا يفوتنا تقديم أحر التعازي وأصدق المواساة لليمن حكومةً وشعباً في استشهاد رئيس الوزراء أحمد غالب وباقي وزراء حكومته.
نبارك للشعب الفلسطيني في غزة وفي الضفة وفي أراضي 48 والشتات هذا الانتصار العظيم على أقوى كيان نووي في الشرق الأوسط، المدعوم من الإمبريالية الأمريكية والدول الغربية والرجعيات العربية. هذا الانتصار مُعَمَّدٌ بالدماء الطاهرة للشهداء في فلسطين ولبنان واليمن وإيران.
معركة طوفان الأقصى معركة وجودية، أثبتت سردية الشعب الفلسطيني وحقه بأرض فلسطين من النهر إلى البحر. هذه المعركة أوقفت التطبيع الوشيك بين كيان الاحتلال وبعض الدول العربية، بينها المملكة العربية السعودية، وأعادت قضية فلسطين إلى الواجهة، وأصبحت محل اهتمام من الرأي العام العالمي والدولي، وأقامت الحجة على المتخاذلين والمطبعين الذين كانوا يتحججون بقوة الاحتلال. وبينت أن تحرير فلسطين ممكن إذا توفر الإيمان العميق بحتمية النصر، والاستعداد للتضحية، ووحدة السواعد.
معركة الطوفان كشفت زيف الدول والحكومات والأحزاب التي كانت تتاجر بالقضية الفلسطينية. لولا هذه المعركة لما بقي شيء اسمه فلسطين، خصوصاً مع تغوّل الاستيطان في الضفة الغربية، وتَساوي عدد المستوطنين (حوالي 7 ملايين) مع عدد الفلسطينيين.
_ ما تعليقكم على رضوخ الاحتلال وقبوله بوقف العدوان على قطاع غزة؟ برأيكم، هل نجحت المقاومة الفلسطينية من خلال موافقتها على خطة ترامب دون الانصياع لنزع السلاح، بتقوّيض الأهداف المعلنة وغير المعلنة للاحتلال من خلال عدوانه على قطاع غزة، وعلى رأسها تهجير أبناء القطاع الفلسطيني واحتلاله؟ وهل تعتقدون أن وقف إطلاق النار في غزة هذه المرة، قد يصمد طويلاً أم أن الاحتلال سيظل يبحث عن مبررات وحجج جديدة لاسئناف العدوان والحصار والتجويع والإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة؟ وهل هذا الاتفاق هو نتيجة مباشر لصمود المقاومة وجبهات الدعم والإسناد، وعلى رأسها الجبهة اليمنية؟
رَضَخَ الاحتلال السرطاني للمفاوضات التي أفضت إلى وقف إطلاق النار بشكل رسمي، لأنه عَجَزَ عن تحقيق أهدافه المعلنة طوال عامين (تحرير الأسرى، ونزع السلاح، وتدمير المقاومة، وضمناً التهجير).
نعم، اتفاق وقف العدوان على غزة، قد صنعه صمود المقاومة وجبهات الدعم والإسناد وعلى رأسها الجبهة اليمنية.
نعم، نجحت المقاومة الفلسطينية من خلال الموافقة على خطة ترامب، حيث سحبت البساط من تحت قدمي مجرم الحرب "نتنياهو" دون الانصياع لرغبته في نزع السلاح.
وأبدت المقاومة الفلسطينية مرونة كبيرة جداً في كل أطوار المفاوضات، رأفةً بشعبها الذي يُذبح يومياً، إذ وافقت على تخفيض عدد الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم، وتخفيض عدد شاحنات المساعدات... بينما تمسكت بخطين أحمرين لم توافق على مناقشتهما، وهما: نزع السلاح والتهجير.
اليوم التالي للحرب لا هو فلسطيني خالص ولا هو صهيوني خالص، بل هو واقع بين هذا وذاك، لأن مجرم الحرب "نتنياهو" بحاجة إلى تبرير وقف الحرب؛ لذلك سيعمد إلى تطبيق سيناريو جنوب لبنان على قطاع غزة، من خلال القيام بعمليات "جراحية" تستهدف كوادر المقاومة بذريعة الدفاع عن النفس.
وفي تقديرنا أن وقف إطلاق النار سيصمد طويلاً لعدة اعتبارات:
· الجبهة الداخلية لكيان الاحتلال مدمرة بالكامل، وإعادة ترميمها تحتاج لمدة طويلة.
· هجرة عكسية نحو أوروبا وأمريكا، ستزداد حدتها بمجرد السماح بالسفر نحو الخارج.
· رفض الالتحاق بالتجنيد.
· التفرغ الأمريكي نحو الصين، وتبريده لملفات الشرق الأوسط.
ورغم تفاؤلنا بالصمود الطويل لهذا الاتفاق، فالحيطة والحذر واجبان، كما صرح بذلك المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، لأن هذا الكيان لا عهد له ولا ميثاق.
_ نجح اليمن في تقديم الدعم العسكري لغزة طوال معركة طوفان الأقصى، بعد أن تمكن من فرض معادلات عسكرية واسعة خلال المواجهة المفتوحة التي خاضها مع الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني.. بماذا تصفون هذا النجاح اليمني الباهر والإصرار على نصرة المظلومين والمجوعين في قطاع غزة رغم الإعتداءات والتهديدات والضغوط الغربية ورغم التخاذل والتواطؤ العربي؟ وماذا يعني لكم هذا النجاح وهذا الموقف اليمني الجسور؟ وهل تعتقدون أن الموقف اليمني الثابت كان له دوراً في صمود المقاومة الفلسطينية في غزة وتقويض مشروعات الاحتلال في تهجير أبناء القطاع الفلسطيني وتصفية القضية الفلسطينية، خصوصاً في ظل ما حققه هذا الموقف من تأثيرات عميقة ومباشرة على الاحتلال وداعميه؟
إذا كان محور المقاومة قد خسر عُمقاً استراتيجياً يتمثل في الدولة الوطنية والقومية السورية الممانعة، فإن المحور ربح عضواً فاعلاً ونشيطاً فاجأ الجميع، ألا وهو الجيش اليمني واللجان الشعبية. فطيلةَ سنة وعشرة أشهر، لم تتوقف جبهة الإسناد اليمنية المباركة لفلسطين، رغم ارتقاء الشهداء من مدنيين وعسكريين، وتدمير البنية التحتية المدنية (موانئ، محطات توزيع بنزين، أبراج سكنية...).
فقد قابلت جبهة الإسناد اليمنية الحصارَ على غزة بحصار سفن الاحتلال في البحر الأحمر، وطردت أساطيل التحالف الأمريكي البريطاني، حلف "الإزدهار"، وقابلت القصفَ بالقصف، والألمَ بالألم. ونصفُ هذا النجاح الباهر البطولي والشجاع، يأتي في محيطٍ عربي تفوح منه رائحة الخيانة والتطبيع؛ لأن الجيش اليمني واللجان الشعبية - بقيادة السيد عبدالملك الحوثي دام ظله، والجنرال يحيى سريع دام صاروخه الباليستي - أفعالٌ قبل الأقوال. وهذا ليس بغريب عن الشعب اليمني الذي تصدى لحرب ظالمة عبثية دامت ثماني سنوات، شنها الثالوث الإمبريالي الصهيوني العربي الرجعي، حيث عَجِزَ عن تركيع اليمن.
هذا النجاح في إسناد غزة يشكل منعطفاً تاريخياً في منطقة الشرق الأوسط، وسيُؤخذ ألف حساب للجيش اليمني؛ لأنه يُشرف على أهم ممرات التجارة الدولية (حيث يبلغ حجم التبادل التجاري والاقتصادي في مضيق باب المندب حوالي 7%، بينما يبلغ حوالي 15% في البحر الأحمر).
لا شك أن الدعم اليمني الثابت والدائم كان له تأثير كبير في وقف إطلاق النار، فالقصف الصاروخي - دفاعاً عن غزة وإسناداً لها - هو الذي حرك الجبهة الداخلية للاحتلال، حيث تجاوز عدد المحتجين ضد مجرم الحرب "نتنياهو" مليوناً ونصف المليون. والقوة الصاروخية اليمنية لعبت بحياة المستوطنين من خلال توقيتات القصف العشوائية، فبعد كل قصف يهرع المستوطنون إلى الملاجئ، ولم يعودوا يطيقون الحياة في "الأرض الموعودة" حسب زعمهم.
والملفت للانتباه هو التقدم التقني اليمني في صناعة الصواريخ فوق الصوتية التي تخطت كل أنظمة الدفاع الجوي (باتريوت، ثاد، مقلاع داوود، حيتس).
_ ما موقفكم من الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها المغرب منذ أيام؟ وهل تعتقدون أن الوضع الاقتصادي المتردي الذي تعيشه البلاد هو سبب الانفجار الشعبي؟ وإلى أين يمكن أن تذهب هذه الاحتجاجات برأيكم؟ وهل تعتقدون أن المغرب مُقبل على مرحلة صعبة في ظل هذه التوترات الراهنة؟ وكيف يمكن تفادي الفوضى من وجهة نظركم؟ وما هي نصائحكم للنظام القائم، في وقت تغيب الحكمة وعدم طرح أي حلول أو إجراءات حقيقية لمعالجة المشاكل والأزمات الحالية، والتي تتفاقم مع محاولات استخدام العنف ضد المتظاهرين؟
أولاً، نترحّم على أرواح الشهداء الثلاثة الذين ارتقوا خلال هذه الاحتجاجات، ونعلن تضامننا المبدئي وغير المشروط مع الموقوفين والمتابعين.
نحن في حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي تابعنا باهتمام شديد الاحتجاجات الناتجة عن الاختيارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية غير الوطنية وغير الشعبية وغير الديمقراطية، التي أوصلت البلاد إلى حالة الاحتقان السياسي الحالية، والتي حذرنا منها في كثير من المناسبات.
نعم، الوضع الاقتصادي المتردي (بشكل أساسي) الذي تعيشه البلاد، من قبيل التضخم والزيادة في الأسعار، وتحرير سعر المحروقات، وبيع القطاعات العمومية فيما يُسمى "التمويلات المبتكرة"، والاهتمام بالزراعات التسويقية التصديرية للخارج مقابل التخلي عن الزراعات المعيشية، ورفع سن التقاعد، والاقتراض المفرط من الخارج... كل هذه التراكمات -سواء في عهد الحكومة السابقة أو الحكومة الحالية- بالإضافة إلى تراكمات ذات طبيعة سياسية (تمييع المشهد السياسي، وزواج المال بالسلطة...) واجتماعية (البطالة، والفقر، والأمية...) أدت إلى الانفجار الشعبي الذي يقوده شباب في عمر الزهور، يحمل اسم "جيل Z" أي مواليد الألفية الثالثة.
لا أحد يستطيع التنبؤ بمآلات الاحتجاجات، خصوصاً وأنها ذات بنية شبابية فتية لا يمكن التكهن باتجاهاتها. لكن الأكيد أن استجابة الحكومة لمطالب المحتجين، من خلال توفير الصحة والتعليم العموميين ذوي الجودة الممتازة، وتوفير الشغل والسكن اللائق... كفيلة بإخماد غضب الحركة الاحتجاجية الوليدة. فالشباب لديه أولويات ذكرنا بعضاً منها، ولا يريد بناء ملاعب وخطوط سكك حديدية سريعة ومهرجانات الرقص.
نصيحتنا لمن يحكم البلد هي الاستجابة الآنية والفورية للمطالب المشروعة لعموم أبناء الشعب المغربي دون تمييز، وهي مطالب نصت عليها المواثيق الدولية ودستور 2011. وتجدر الإشارة إلى ترقب خطاب ملكي يوم الجمعة، ولا نعرف ماذا سيكون الجواب على أصوات الاحتجاجات الشعبية.
_ رسالة خاصة توجهونها عبر هذا الحوار للشعوب العربية والإسلامية في هذا الظرف العصيب، ولحركات التحرر الوطني المناهضة للهيمنة الأمريكية الصهيونية على إمتداد المعمورة؟
رسالتنا إلى الشعوب العربية وغير العربية والإسلامية هي: المزيد من الالتفاف حول الخط المقاوم والكفاحي والتحرري، ضد الخط التطبيعي الخياني، وضد الثالوث الإمبريالي الأمريكي الصهيوني والعربي الرجعي. والمزيد من رَصِّ الصفوف والعمل الوحدوي على أسس واضحة، تسمح لكل طرف بالتحرك والعمل على أساس "وحدة - نقد - وحدة"، مع مراعاة الوضوح الإيديولوجي واحترام مبدأ الخط الفاصل.
مزيداً من التعبئة الجادة لإعادة إعمار غزة وجنوب لبنان، واعتماد خطط اجتماعية لإعادة تأهيل ما تبقى من أطفال غزة، من خلال التبني وبناء دور الأيتام والمدارس. فبناء الإنسان له الأولوية على بناء البنيان.
غزة حررتنا وحررت العالم بدمائها الطاهرة، ومن باب رد الجميل أن نقف معها في هذه الأزمة الإنسانية.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق