الميدان تحاور عضو اللجنة المركزية الزميل فتحي الفضل
الميدان تحاور عضو اللجنة المركزية الزميل فتحي الفضل
فتحي الفضل:
.التجاهل المستمر لمصير المدنيين تكتيك مستمر بإستمرار الحرب
.إحتمالات تقسيم السودان أصبحت أقرب للواقع
.الحرب مستمرة في السودان لأنها حرب بالوكالة
خطط الرباعية تفتقد للجانب العملي وهي لم تتفق بعد على تقسيم الكيكة.
حاوره عبر الهاتف الحاج الموز
الميدان 4385،، الأحد 02 نوفمبر 2025م
حمل الحزب الشيوعي السوداني قيادة الجيش مسؤولية سقوط الفاشر وما تبع تسليمها الجنجويد من عمليات قتل على الهوية وإغتصاب وسلب ونهب وغيرها من جرائم.
وقال عضو اللجنة المركزية الزميل فتحي محمد الفضل في حوار أجرته معه (الميدان) إن الفاشر لم تسقط بين ليلة وضحاها.
ولفت الفضل الي أن القوة التي كانت موجودة بالمدينة إستطاعت مقاومة الهجوم المستمر من الجنجويد، مبيناً بأن هذا كان يعني توفر كل الفرص الممكنة لقيادة الجيش والبرهان شخصياً للدفاع عن المدينة وتقوية دفاعاتها. وتناول الحوار قضايا أخرى متعلقة بمختلف التداعيات التي أفرزتها الأحداث الأخيرة. فالي مضابط الحوار:-
** كيف تفسر إعلان قائد الجيش الإنقلابي بسحب القوات المسلحة من الفاشر تاركة المدنيين لمصيرهم، وماهي الآثار المترتبة على تسليم الفاشر الجنجويد؟
= إعلان قائد الجيش الإنقلابي عبد الفتاح البرهان على سحب الجيش تكتيكياً من الفاشر يعبر عن نفس المنطق الخاص بالتعبير عن فشل الجيش في حماية المدنيين، وهو نفس المنطق الذي أعلن بموجبه سحب الجيش من قبل من الخرطوم ومن الجزيرة ومن بارا والآن من الفاشر. رئيس مجلس السيادة الإنقلابي يستمر في الكذب على نفسه لتغطية فشل الجيش في حماية المدنيين.
أما بخصوص الشق الآخر من السؤال الخاص بالآثار المترتبة على سقوط الفاشر، فهي واضحة لأنه بتسليم الفاشر الجنجويد فإن الأخيرين أصبحوا يقتلون أهل الفاشر على الهوية، وهو إستمرار لما ينفذونه،هذا بجانب عمليات النهب والسلب والإغتصاب وغيرها من جرائم تتحمل مسؤوليتها قيادة الجيش، في الفاشر وغيرها من مدن في دارفور وكردفان.
**هل كانت هنالك مؤشرات لسقوط الفاشر؟
= الفاشر لم تسقط بين ليل وعشية، بل إستطاعت القوة العسكرية الموجودة داخل المدينة مقاومة الهجوم المتكرر للجنجوبد. هذا يعني كان لقيادة الجيش والبرهان شخصياً كل الفرص الممكنة في الدفاع عن المدينة وتقوية دفاعاتها.
أود أن أضيف هنا أن التجاهل المستمر لمصير المدنيين والإنسحاب المفاجئ هو تكتيك مستمر بإستمرار الحرب والأمثلة واضحة، ما جرى ويجري في الفاشر هو إستمرار لما حدث من إنسحاب في الخرطوم ومدني. والشاهد أن هذه الإنسحابات التكتيكية يدفع ثمنها المدنيين. وسقوط الفاشر يؤكد ما يمكن أن يتم في البلاد.
أقرب للواقع.
** بعد سقوط الفاشر أصبحت دارفور التي تمثل ربع مساحة السودان بيد الجنجويد، هذا بجانب مدن ومحليات كبيرة من كردفان الكبري بيدهم أيضاً. ما مدى إحتمالات تقسيم السودان على الأقل وفق النموذج الليبي؟
= إحتمالات تقسيم السودان أصبحت أكثر من إحتمالات خيالية، هي أقرب من الواقع ومرتبطة بسقوط المزيد من المدن والمحليات في كردفان.
وهنالك من يسعى من القوى الإقليمية والدولية لتطبيق النموذج الليبي في السودان. لكن المسألة الأساسية هنا أن من يقف ضد ذلك ويحاربه هي القوى المدنية والديمقراطية ومنهج نضالها سلمي ولذلك لا تحمل السلاح، بالتالي فإن مكافحة هذا النموذج عملية نضالية سلمية طويلة. المؤكد أنه عاجلاً أم آجلاً سيكتب النصر لشعبنا.
تهديد وعقوبات شكلية
**مسعد بولس مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب هدد طرفي الحرب ممثلين في الجيش وميليشيا الدعم السريع، باللجوء لخيارات أخرى حال تفويت الفرصة الأخيرة التي منحت لهما. ما هو رأيك؟
= هنالك تهديد مستمر وعقوبات شكلية تطبق على الجنجويد أو سلطة بورتسودان. والحديث عن فرصة أخيرة لا يحددها مستشار ترمب في حديثه. نحن تعودنا على تصريحات لا تساوي الحبر الذى كتبت به، وهي ربما للتهديد والتلويح والتخويف ولكسب وحدة القوى التي تأتي للتسوية.
وأود أن أقول هنا أن الدعوة لوقف إطلاق النار من جانب الرباعية الدولية لا يمكن أن تتم دون إتخاذ خطوات عملية. وتضيف بأنه الي الآن أن الرباعية ليست مقتنعة بذلك ولم تصل لإتفاق فيما بينها، لذلك الحرب مستمرة لأنها حرب بالوكالة.
ومهما تذكر الرباعية الدولية من خطوات لإقرار السلام لكن خططها تفتقد للجانب العملي.
**هل لك أن تشرح لنا المزيد حول ذلك؟
نعم نقول هنا بأن الرباعية لم تتفق على توزيع الكيكة بعد، وهي السودان بموانئه على البحر الأحمر ومعادنه النفيسة وموقعه الجغرافي ومياهه العذبة وأراضيه الخصبة، هذه أشياء تؤخذ في الإعتبار. هم لا يفكرون في وقف النار وإقرار السلام لمصلحة شعبنا ولا لأجل الوصول للجوعى وضحايا الحرب والمرض.
**الا يستدعي المجازر والإنتهاكات الكبيرة التي نفذت ضد المدنيين في الجزيرة من جانب الجنجويد أو بعد إستردادها منهم أو ما إرتكبه الجنجويد في الفاشر وبارا وغيرها قبول الجيش بتوسيع مهام محكمة الجنايات الدولية بلاهاي؟
= نتفق مع الدعوة بتوسيع مهام محكمة الجنايات الدولية لتشمل جميع أنحاء السودان، لكن ذلك لا يتم بجرة قلم، لأن ما يرتكب في السودان واضح الآن وفي الماضي، سواء من جانب الجنجويد أو من جانب سلطة بورتسودان. وهنا يجب ألا ننسى ما قامت به سلطة بورتسودان من إعتقال وتعذيب وقتل وإغتصاب. وهنا يجب أن نفكر في كيفية محاسبة الجناة، ولدينا أدواتنا الداخلية المتمثلة في الثقة العميقة في المحامين والقضاة الأحرار، في توثيق هذه الجرائم ورفع دعاوى في المحاكم السودانية. وهذا يستدعي التنسيق بين رجال القانون محامين وناشطين في الدفاع عن حقوق الإنسان وبين المنظمات المدنية الشبيهة في العالم، وأدوات الأمم المتحدة في مطاردة الجناة وتقديمهم للمحاكم.
وخطوة محاكمة المخلوع البشير في الجنائية خطوة يجب أن تتبعها خطوات أخري. وندعو إلى كشف وتوثيق ما يجري في البلاد من جرائم وإرساله الي المنظمات الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان مثل منظمة العفو الدولية وغيرها. وكذلك التوجه إلى قوى السلم والديمقراطية في العالم لأجل بناء حركة جماهيرية وإقليمية ودولية لأجل شل أيدي القتلة في السودان وتقديمهم الي محاكم علنية في الداخل والخارج.
ندعو هنا تحديداً للإستفادة من التجربة التي نفذها الفيلسوف والمحامي البريطاني برتراند راسل، الذي نجح في محاكمة الأمريكان في السويد بشأن الجرائم التي إرتكبت في فيتنام. وذلك بأن نبدأ بمحاكمات موازية بالخارج بالتعاون مع منظمات ونشطاء حقوق الإنسان، لما يمكن أن تنفذه محكمة الجنايات الدولية.
**ما هو رأيك فيما خرج به مجلس السلم والأمن الأفريقي بشأن الأحداث الأخيرة بالبلاد؟
= بشأن قرارات مجلس السلم والأمن الأفريقي هنالك أشياء يمكن أن نبني عليها، وفي نفس الوقت محاصرة سلطتي الأمر الواقع، وتنفيذ العملية التي بدأت في الإيقاد أو الإتحاد الأفريقي أو مجلس الأمن أو مجلس حقوق الإنسان. هذه القرارات يمكن الإستفادة منها ودفعها في إتجاه التنفيذ الأكثر ومحاصرة الجرائم التي ترتكب وكشفها ووضع سلطتي الواقع أمام العالم للحكم عليهم.
والقضية هنا ليست إنتظار المحكمة الجنائية ولكن هناك العديد من الخطوات التي يمكن أن نتخذها لغل أيدي القتلة في السودان سواء كان الجنجويد أو حكومة الأمر الواقع ببورتسودان.
الجاليات السودانية
**كيف يمكن دفع فكرة ما تحدثت عنه بخصوص غل يد القتلة؟
= نرى هنا أن الجاليات السودانية بالخارج يجب أن تتقدم، خاصة وأن هناك آلاف من السودانيين موجودين في بعض البلدان العربية، وندعوهم للتظاهر هناك تضامناً مع أهلهم في الداخل. ويمكن لهذه الفعاليات أن تبدأ من مقابلة المسؤلين هناك ونقل مطالب شعبنا. وهناك خطوات كثيرة يمكن أن تتم لوقف القتل والتشريد والإغتصاب والجوع في السودان.
قرار ضعيف
**ما هو رأيك في قرار مجلس الأمن الدولي الأخير بشأن الأوضاع في الفاشر؟
= نحن نرحب بأي جهود لوقف الحرب بالسودان، لكن قرار مجلس الأمن الدولي بشأن السودان الذي صوتت عليه 15 دولة، وصفته بعض الدول داخل المجلس بأنه ضعيف ولا يدين بوضوح مرتكبي الجرائم، وغير واضح في إتخاذ الخطوات العملية لإيقافها في الفاشر وبارا. لكن هذا الأمر يلقي بمسؤولية كبيرة علينا في الجبهة الداخلية للتطوير في مجال إستكشاف الجرائم والتحقيق حولها والكتابة ومد مجلس الأمن والمنظمات الحقوقية والقوى التي تتضامن مع شعبنا لأجل دفع الحكومات لإتخاذ قرارات أكثر ملاءمة لإيقاف هذه الجرائم. بجانب تدعيم علاقاتنا السودانية السودانية كأساس لعلاقات مع القوى الأخرى كما جاء في البيان الأخير للحزب المناشدة التي تمت للقوى والحركات الشعبية، التي أثمرت عن تضامن عدد كبير من الأحزاب والمنظمات مع الشعب السوداني ضد الجرائم التي إرتكبت في الفاشر.
ثانياً هناك مسؤوليات كبيرة تقع على عاتق كل القوى السياسية، لكن القوى الحية يجب أن تتقدم الصفوف للمحافظة على وحدة البلاد ومواجهة خطر الإنقسام الذي يبدو بقوة.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق