بيان الحزب الشيوعي المصري بشأن القرار الأميركي الصادر عن مجلس الأمن حول خطة ترامب بشأن غزة.
بيان الحزب الشيوعي المصري بشأن القرار الأميركي الصادر عن مجلس الأمن حول خطة ترامب بشأن غزة.
•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•
يدين الحزب الشيوعي المصري بأشد العبارات تصويت مجلس الامن علي مشروع القرار الذي تقدّمت به الإدارة الأميركية ، والذي حظي بأغلبية ١٣ صوتا وامتناع روسيا والصين عن التصويت ، ويؤكد الحزب علي رفضه التام لهذا القرار لإنه يعمد الى فرض الوصاية الامريكية على الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية العادلة، بما يخدم مصالح الاحتلال الصهيوني ويُبرّئه من جرائمه المستمرة ضد الأرض والشعب.
ولأول مرة يصدر قرار عن الأمم المتحدة يحتوي على كل هذا القدر من الغموض والضبابية في العديد من بنوده، سواء في تحديد مسئولية الامم المتحدة عن مراقبة تنفيذة من الاطراف المعنية ، او في من سيقوم بتشكيل مجلس السلام الذي سوف يحكم ويدير قطاع غزة دون إرادة أهلها، او في تشكيل القوات الدولية وتحديد مهامها بدقة بل انه اعطاها مهام تنفيذية سوف يتم تفسيرها بنزع سلاح المقاومة رغم اختلاف ذلك مع المواثيق والاعراف الدولية ! ، وكذلك دون النص فيه على الانسحاب الفوري لقوات الاحتلال الصهيونية من كل أراضي القطاع.
ان فرض وصاية الولايات المتحدة الأمريكية على المجتمع الدولي بهذا الشكل و بغطاء وموافقة الأمم المتحدة لم تكن لتتم دون عجز السلطة الفلسطينية والدول العربية والإسلامية عن إتخاذ موقفا واضحا برفض هذا القرار او تعديله جوهريا بما يضمن عدم انحيازه لإسرائيل بهذا الشكل السافر وكذلك صمت الدول الكبري .
ورغم ان هذا القرار يشير إشارة باهتة وغير ملزمة إلى وحدة الضفة وغزة وإلى إمكانية إقامة الدولة الفلسطينية الا انه عمليا يعمد إلى فصل غزة عن الضفة سياسيا وجغرافيا لاختلاف الإدارة وشكل الحكم بينهما.
إن هذا القرار لا يعبّر عن إرادة المجتمع الدولي، بل يجسّد انحياز الولايات المتحدة الكامل للعدو الصهيوني، ومحاولتها فرض حلول قسرية تُفرِّغ المقاومة الفلسطينية من مضمونها، وتتجاهل جذور الصراع وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، وفي مقدمتها حقه في مقاومة الاحتلال بكافة الأشكال، وحقه في تقرير مصيره، ، وحقه في إقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس،وحقه في العودة ،كحقوق مكفولة للشعب الفلسطيني ومدعومة بعديد من قرارا ت ومواثيق الامم المتحدة .
و هذا القرار ايضا يصنع من الولايات الأمريكية وهي الخصم الرئيسي للشعوب العربية وسيطا، وراعيا أساسيا، ووحيدا للسلام،في حين انها طرف معاد يتواطأ مع الاحتلال ويمنحه الغطاء السياسي لارتكاب اقتلاعه الدموي لشعب من أرضه.
كما أنه يعطي المبرر للعدو الصهيوني للتحلل من الإلتزام بقرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية ، كما يعطيها الفرصة ان تحقق من خلاله ما لم تحققه طوال عامين من الحرب والهدم والتدمير والابادة الجماعية للشعب الفلسطيني.
ويرى الحزب أن أي محاولة لتجاوز المقاومة الفلسطينية بوصفها الممثل الفعلي لإرادة الشعب في حماية أرضه وحقوقه إنما هي محاولة لإعادة إنتاج نهج الإملاءات الأميركية – الصهيونية الذي رفضته الشعوب وفضحته سنوات طويلة من العدوان والتجويع والحصار.
كما يشدد الحزب على أن الحل العادل لا يمكن أن يمر عبر بوابة واشنطن، بل عبر الاعتراف الكامل بحقوق الشعب الفلسطيني، ووقف العدوان، وإنهاء الاحتلال والاستيطان، وإطلاق مسار سياسي حقيقي يقوم على الشرعية الدولية وحق الشعوب في تقرير مصيرها بعيداً عن أي هيمنة أو وصاية.
إن الحزب الشيوعي المصري، إذ يكرر دعمه الثابت للمقاومة ولصمود الشعب الفلسطيني، يدعو القوى التقدمية والعمالية والمنظمات الشعبية في العالم إلى رفع صوتها في مواجهة هذا الالتفاف الخطير على حقوق الفلسطينيين، ويؤكد أن معركة الحرية والعدالة في فلسطين هي جزء لا يتجزأ من معركة الشعوب ضد الإمبريالية والتبعية والتخلف.
المجد للمقاومة...
الحرية لفلسطين…
القاهرة ١٩ نوفمبر ٢٠٢٥
الحزب الشيوعي المصري

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق