جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

... رحل سيون أسيدون *معتصم حمادة

 ... رحل سيون أسيدون

معتصم حمادة


■ رحل عنا، في الدار البيضاء المغربية، المناضل اليساري، واليهودي المغربي، سيون أسيدون.
هو واحد من أبرز رجال اليسار الجديد، وعندما يذكر اسمه، يذكر إلى جانبه المناضل اليساري الراحل، واليهودي أيضاً أبراهام سرفاتي، والمناضل الكبير الراحل محمد بنسعيد.
التقيت سيون (شمعون بالعربية) لأول مرة، حين كنت إلى جانب نايف حواتمة، رئيس الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وأمينها العام ومؤسسها، التقى الرجلان بحرارة مميزة، تعانقا بشدة وتصافحا، وجلسا يتبادلان الأخبار والأفكار، ما رواه لي سيون أنه ترأس اللجنة الوطنية المغربية للتضامن مع الشعب الفلسطيني ضد الإحتلال الإسرائيلي، وأنه هو اليهودي، كان يتقدم تظاهرات دعم الشعب الفلسطيني، رافعاً علم فلسطين في مقدمة التظاهرة، فينهال عليه الشرطة بالهراوات حتى يسيل دمه.
شارك سيون أسيدون في تأسيس اليسار الجديد، بعد أن غادر مع ثلة من المناضلين المغاربة، ومنهم محمد بنسعيد، صفوف الإتحاد الوطني للقوات الشعبية، قبل أن يتحول إلى الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أسسوا حركة 13 مارس، التي قدمت لليسار العربي الجديد، من بيانها في المغرب العربي الكثير من التجديد في اليسار العربي، خارج الانتظام في طوابير الاتحاد السوفييتي.
تعرض سيون كغيره من المناضلين المغاربة، للاعتقالات، وزج به في السجن أكثر من مرة، وتم نفيه إلى الخارج، إلى أن حانت لحظة المصالحة الوطنية في زمن الملك الحسن الثاني، وظل سيون واحداً من رموز مرحلة ما قبل الوفاق الوطني مع الملك، وواحداً من رموزه بعد الوفاق، حافظ على انتمائه اليساري دون أن ينتظم في أي تنظيم، خاصة بعدما حلت حركة 13 مارس، لكنه بقي اليساري الملتزم، صاحب المبادئ، صاحب الدعوات إلى تطوير النظام المغربي، ليكون ملكياً دستورياً، لا يكون فيه للملك دور في رسم السياسات، بل يترك الأمر للأحزاب، تخوض صراعاتها تحت سقف البرلمان، يتولى رئاسة الحكومة الحزب الأكبر، وفق نظام التمثيل النسبي الكامل، مع حصة وازنة للشباب والمرأة، لذلك كان يطالب بتخصيص سن الترشيح والانتخاب إلى 18 عاماً.
بقي على ولائه لفلسطين، وعلى موقفه المعادي للصهيونية، ويعتبرها خطراً على يهود العالم، لأنها تجعل من اليهود، في ظل ادعاء إسرائيلي أنها ممثلهم في كل مكان، أعداء للحرية والديمقراطية. فالصهيونية في وعي سيون حركة عنصرية، تقوم على المزاعم الدينية لتغطي طابعها الاستعماري، لذلك وجب على كل مناضل من أجل الديمقراطية بين الشعوب، أن يتخذ موقفاً واضحاً من الصهيونية، مع التأكيد الصارم على حق الشعب الفلسطيني في كيانه المستقل، وتقرير مصيره على أرضه بدولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس.
ونحن نودع رفيقنا وصديقنا سيون أسيدون، ننحني احتراماً لسيرته النضالية، وسيرة كل المناضلين العرب، ونضع على ضريحه وردة الوفاء لذكراه ■

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *