يأخذنا أحمد المرزوقي في هذه الحلقة الثالثة عشرة من برنامج "أرشيف الذاكرة"، في جولة جديدة داخل فصول الجحيم، حيث تتداخل المأساة مع السخرية السوداء، ويصبح المستحيل واقعا يوميا.
يروي المرزوقي بتفاصيل مؤلمة قصة زميله ميمون الفكوري، الذي تعلّق بخيط أمل واهٍ بعد خطاب ملكي وعد بالتحقيق في أوضاع السجون، قبل أن يقطعه اليأس بنفسه في مشهد انتحار مأساوي هزّ أركان المعتقل الصامت.
بين جدران الزنازين، كانت أبسط الأشياء تكتسب قيمة أسطورية، كراديو صغير كان نافذتهم الوحيدة على العالم، أو مجلة عراقية تسببت في عملية تفتيش وحشية جردتهم من كل ما يملكون لمواجهة برد الشتاء القارس، وهو الشتاء الذي حصد أرواح ثمانية من رفاقهم.
في خضم هذه المعاناة، تنبثق لحظات سوريالية لا يصدقها عقل، حيث ينفجر الضحك في قلب المأساة، وحيث تصبح مياه الصرف الصحي الغارقة في القاذورات مادة للتندر المرير، مُحوّلة تازمامرت إلى "فينيسيا" البؤس.
لكن القصة الأكثر رعبا تبقى حكاية "أيوب تازمامرت"، محمد الغالو، الذي حوّله الشلل إلى جثة حية وسط القذارة، في مشهد صادم جعل المرزوقي ينهار فور دخوله زنزانته.
يصف المرزوقي كيف كان هذا الرجل الأسطورة يقاوم ألمه الذي لا يطاق بموال أمازيغي يبكي الصخر، وكيف كانت نهايته تجسيدا لأقصى درجات العذاب والإهمال.
هذه الحلقة شهادة حية على قدرة الإنسان على الصمود، وعلى تفاصيل لا يمكن تصورها من عمق الظلام، بما في ذلك حكاية "عام كوكا كولا" الذي أصبح تقويما جديدا يؤرخون به لحياتهم.
[00:01:37] قصة ميمون الفكوري وجنونه الدوري
[00:02:29] خطاب الملك الذي أشعل الأمل بقرب نهاية العذاب
[00:06:21] النهاية المأساوية: انتحار ميمون شنقا بعد خيبة الأمل
[00:08:47] مجلة عراقية تتسبب في كارثة وتفتيش وحشي
[00:11:34] مشهد سوريالي: ضحك هستيري في قلب عملية التفتيش القاسية
[00:13:29] شتاء الموت: وفاة 8 معتقلين بسبب البرد بعد مصادرة كل شيء
[00:14:43] أزمة المراحيض المسدودة وتحول المعتقل إلى "فينيسيا" القذارة
[00:17:05] حكاية "عام كوكا كولا": عندما أصبح المشروب الغازي تاريخا
[00:19:01] العربي أزيان.. الرجل الذي مات مبتسما وهو يرى الجنة
[00:20:41] بداية قصة محمد الغالو "أيوب تازمامرت" ومعاناته مع الشلل
[00:23:58] زيارة المرزوقي للغالو: مشهد لا يصدق من الرعب والقذارة
[00:26:33] أيوب تازمامرت يغني موالا أمازيغيا حزينا ليقاوم الألم
[00:29:26] سقوط الغالو من على "الدكانة" وصراخ المعتقلين لإنقاذه
[00:31:24] لمسة إنسانية من حارس وبداية رحلة علاج الغالو بالدواء البلدي
إتصل بنا
.إفتح المحتوي بمشاركة المقال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق