بيان بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الانسان*فرع اداومومن للهيئة المغربية لحقوق الانسان
بيان بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الانسان
يخلد العالم يوم 10 دجنبر اليوم العالمي لحقوق الانسان، وهي مناسبة للتذكير باهمية احترام الكرامة الانسانية وصون الحقوق والحريات الاساسية. وبهذه المناسبة، يتوجه فرع اداومومن للهيئة المغربية لحقوق الانسان بهذا البيان الى الراي العام المحلي والوطني، مؤكدا متابعته الشاملة لمجمل الاوضاع الحقوقية على الصعيد الوطني، الى جانب رصده المتواصل لما يجري محليا، وانخراطه في الدفاع عن الحقوق المشروعة للمواطنات والمواطنين.
يسجل فرع اداومومن بقلق استمرار مجموعة من التضييقات التي تطال حرية الصحافة والتعبير في البلاد، ومن بينها ما يتعرض له الصحفي حميد المهدوي من مضايقات تمس حقه في ممارسة عمله الصحفي بكل حرية وامان. ويؤكد الفرع ان هذه الوضعية تستدعي تعزيز حماية الصحافيين واحترام استقلالية المهنة وضمان شروط المحاكمة العادلة والحق في التعبير والوصول الى المعلومة.
كما يتابع الفرع باهتمام ما صدر من احكام في حق عدد من النشطاء من متضرري الزلزال، وعلى راسهم عبد الرحيم افقير الذي ادين بشهر نافذ، وسعيد ايت مهدي الذي ادين بسنة نافذة وغرامة مالية قدرها 10000 درهم. ويشدد الفرع على ضرورة ضمان المحاكمة العادلة في مثل هذه الملفات واحترام حقوق الدفاع، بما ينسجم مع القوانين الوطنية والمعايير الدولية في مجال حقوق الانسان.
وفي سياق متصل، يتابع فرع اداومومن بقلق شديد ما وقع يوم الثلاثاء 9 دجنبر 2025 من اعتقال عدد من افراد عائلات الشهداء والمعتقلين ومطالبي احداث القليعة، ومن بينهم الرحالي خليفة والد الشهيد محمد الرحالي، ووالدته غزلان وشقيقته هاجر، واعتقال ابلة عبد الكبير والد الشهيد عبد الصمد ابلة، والدرفيضي عبد اللطيف شقيق الشهيد عبد الحكيم الدرفيضي. وقد تم اعتقالهم فقط لانهم نظموا وقفة سلمية امام البرلمان للمطالبة بايصال اسماء ابنائهم وتسليم رسالة الى مؤسسة الوسيط. ويرى الفرع ان هذه الاعتقالات التعسفية تعكس تناقضا واضحا بين الخطاب الرسمي والممارسة على الارض، وتشكل اعتداء على كرامة العائلات وحقها في الانصاف والحقيقة والعدالة. ولذلك يدعو الفرع الى الافراج الفوري عن جميع المعتقلين ووقف كل اشكال الترهيب ضد المتضررين من احداث القليعة.
كما يعبر فرع اداومومن عن استنكاره الشديد لما تعرض له اساتذة واستاذات التعليم الاولي خلال احتجاجات الرباط من قمع وتنكيل وتعنيف، رغم سلمية الوقفة ومشروعية مطالبهم المتعلقة بتحسين وضعيتهم المهنية والادارية.
ومن جهة اخرى، يعبر الفرع عن اسفه الكبير لما تعيشه بعض الاسر المتضررة من الزلزال، خصوصا بعد ازالة الخيام التي كانت توفر لهم الماوى الاساسي، وذلك في وقت تعرف فيه المنطقة انخفاضا شديدا في درجات الحرارة وتساقطات مطرية. ويؤكد الفرع ان اي خطوة من هذا النوع ينبغي ان تراعي الظروف المناخية وتضمن حلولا امنة وبديلة تحفظ كرامة المتضررين.
كما يسجل الفرع بقلق الاعتقالات المتكررة التي طالت عددا من شباب جيل Z خلال الاحتجاجات الاخيرة، والتي جاءت في سياق تعبيرهم عن مطالب اجتماعية واقتصادية مشروعة. ويؤكد الفرع ان الاعتقال لا يمكن ان يكون جوابا على احتجاجات سلمية يعبر فيها المواطنون عن معاناتهم وحقهم في العدالة والعيش الكريم، داعيا الى اطلاق سراح جميع المعتقلين على خلفية التعبير السلمي، وفتح حوار جاد ومسؤول مع الشباب بدل التعامل معهم بمنطق المقاربة الامنية.
واذ يجدد فرع اداومومن التزامه بالدفاع عن حقوق الانسان في شموليتها، فانه يدعو السلطات الى احترام الحريات الاساسية، ووقف كل اشكال التضييق على الصحافيين والناشطين، والانصات الى مطالب المتضررين والشباب، والعمل على بناء مجتمع يقوم على العدل والحرية والمساواة والكرامة الانسانية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق