جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

بأي ذنب اعتُقلتا؟علي انوزلا

 بأي ذنب اعتُقلتا؟علي انوزلا

شابتان في مقتبل العمر والعمل، تقضيان أجمل سنوات حياتهما خلف القضبان، تودّعان سنة منتهية وتستقبلان أخرى جديدة من وراء أبواب حديدية، داخل زنزانتين باردتين، لا لذنب اقترفاه، سوى أنهما قالَتا «لا» بطريقتهما.
الأولى هي الناشطة سعيدة العلمي، المحكوم عليها ابتدائياً بثلاث سنوات حبسا نافذاً، بعد أن كانت قبل سنة فقط قد غادرت السجن على خلفية حكم مماثل. جريمتها الوحيدة هي التعبير الحر والجريء عن رأيها على مواقع التواصل الاجتماعي، وانتقادها الصريح لمظاهر الفساد والسلطوية في هذا البلد “السعيد”. دفعت ثمن الكلمة مرتين، وكأن المطلوب منها ليس الصمت فقط، بل التعلم من العقاب، وإعادة إنتاج الخوف.
والثانية هي الأستاذة نزهة مجدي، التي مضى على وجودها في السجن أكثر من أسبوع، تنفيذاً لحكم يقضي بثلاثة أشهر حبسا نافذاً. ذنبها أنها احتجّت، إلى جانب زميلاتها وزملائها، للمطالبة بتحسين وضعها المهني. تعرّضت للتحرش والاعتداء في الشارع العام، أمام الملأ وتحت عدسات الكاميرات، من طرف القوات العمومية، ومع ذلك لم يُتابَع المعتدون، ولم يُحاسَب المتحرشون. وحدها الأستاذة، معلمة الأجيال المقبلة، وُضِعت في قفص الاتهام، وحُوكمت، وسُجنت.
أي رسالة نوجّهها إلى الأجيال القادمة حين نرى شابتين تُسلبان حريتهما بسبب رأي أو احتجاج سلمي؟
الرسالة واضحة وفجّة: التخويف والترهيب.
وجود شابتين في مقتبل العمر وراء القضبان، لا لشيء سوى لأنهما تجرأتا على الكلام أو الاحتجاج، هو إدانة أخلاقية وسياسية، وأكبر إساءة للمرأة المغربية، وضربة قاسية لصورة المغرب الحقوقية في الداخل والخارج.
الدولة التي تعتقل نساءها بسبب آرائهن، دولة هشة، تخاف من الكلمة، وترتعب من الاحتجاج السلمي.. والتاريخ القديم والحديث يعلمنا أن كل الدول والأنظمة التي اختارت القمع وسيلة للحكم، انتهت إلى مآسٍ أكبر من قدرتها على الاحتمال.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *