كيف نقرأ قرار ترامب بتصنيف فروع من جماعة الاخوان المسلمين كمنظمات إرهابية؟الرفيق محمد فرج
كيف نقرأ قرار ترامب بتصنيف فروع من جماعة الاخوان المسلمين كمنظمات إرهابية؟
1. من الواضح أن القرار يركّز (ولا يختصر) الإطار الجغرافي بدول من الطوق الأول في الصراع مع كيان الاحتلال ( لبنان، مصر، الأردن)، لذلك القرار يطلب من الهيئات الأميركية المعنية ببناء قائمة خلال 30 يوماً، تتضمن هذه الدول. (including Lebanon, Jordan, Egypt). ويتم استثناء سوريا في كتابة القرار، فجماعات الحكم الجديد، التي تمثّل زبدة تجارب الإرهاب نظراً لتموضعها التنفيذي للأجندة الأميركية.
2. معيار الفرز واضح:
الفروع التي أيّدت المقاومة في فلسطين "و/أو" لبنان واليمن (وأقول و/أو، لأن البعض أيّد المقاومة في فلسطين، ولم يعطي للمقاومة في لبنان واليمن حقّها، بعد أن اتخذ منها موقفاً طائفياً لسنوات) سواء بالكلمة أو بالموقف السياسي أو بتحريك المظاهرات والاعتصامات و بالمبادرات الإنسانية ودعم غزة، يُدرج اسمها على لائحة الإرهاب .
الفروع التي تمرر اتفاقات التطبيع في تمثيلها البرلماني، أو موقعها في الحكومة، أو تتماهى مع الأجندة الأميركية لاعتبارات طائفية، ستكون تنظيمات مقبولة أميركياً .
3. حكومات الدول المعنية قد تعمل على استخدام القرار لتصفية حسابات مع هذه التنظيمات، أو الضغط عليها لتوظيف قاعدتها الشعبية و تمثيلها البرلماني للاتساق مع السياسات الحكومية.
4. القوى اليسارية والقومية لها تاريخ عريق في تشخيص الصراع الثانوي والصراع الأساسي، لذلك، في أغلبها، لن تتخذ من قرار ترامب ورقة ضغط في تنافس أيديولوجي، ولا سيّما أن هذه الأحزاب وقفت إلى جانب المقاومة كمبدأ خلال طوفان الأقصى. ( ولم تتصرّف بالمنطق الذي ركض خلفه العديد من فروع جماعة الاخوان المسلمين سابقاً).
لطالما وظّفت الولايات المتحدة ورقة جماعات الاخوان المسلمين لضرب الحركات اليسارية والقومية خلال الحرب الباردة، وراهنت عليها خلال ما أسمي "الربيع العربي" لتكون بديلاً موضوعياً مقبولاً إما للأنظمة التي تعفّنت وحان وقت استبدالها، أو بديلاً للأنظمة التي واجهت مشاريع الهيمنة الأميركية عقوداً من الزمن، بصرف النظر عن اتفاقك أو اختلافك معها.. هذه المرحلة انتهت في الشق الأكبر منها؛ لذلك، الفرز اليوم يطال فروع جماعة الاخوان المسلمين نفسها: إما دعم المقاومة، كل المقاومة، والقفز عن التعبئة الطائفية، وبالتالي تعاظم احتمالات التصنيف ك "منظمة إرهابية" من الأميركيين، وإما الرهان على مشروع فائت، وخسارة الناس والشركاء المحتملين، وتعاظم احتمالات الإفلات من لائحة الإرهاب، فرز بين حزمتين غير قابلتين للتجزئة.


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق