عمال كولدمين يخوضون الاعتصام في باطن الأرض
عمال كولدمين يخوضون الاعتصام في باطن الأرض
في خطوة احتجاجية تصعيدية وغير مسبوقة، خاض عمال مقاولة كولدمين اليوم الاثنين 22 دجنبر 2025 اعتصاما مفتوحا في أعماق الأرض، شمل مناجم سيدي أحمد، وعوام، وإغرم أوسار، وإغر أوجنا. ويأتي هذا القرار الجريء بعد سلسلة من التراكمات والاختلالات التي جعلت من باطن الأرض ملاذا أخيرا لإسماع صوتهم المبحوح فوقها، حيث لم يكن قرار الاعتصام وليد الصدفة، بل كان نتيجة مباشرة للحادث المأساوي الأخير الذي أودى بحياة عامل ينتمي للمقاولة. هذه الوفاة لم تكن مجرد رقم في سجل حوادث الشغل، بل كانت الفتيل الذي أشعل نار السخط الكامن، معتبرين إياها ضريبة قاسية لإهمال شروط السلامة والتدبير العشوائي الذي يطبع عمل المقاولة.
ويؤكد المعتصمون أن إدارة المقاولة تنهج سياسة الآذان الصماء تجاه ملفهم المطلبي، خاصة في النقاط المتعلقة بعدم الالتزام بمقتضيات المحاضر الموقعة والتهرب من تطبيق القانون، بالإضافة إلى ملف الترسيم وهو النقطة الأكثر إثارة للجدل، حيث يتهم العمال مدير المقاولة بالإقصاء المفضوح والمقصود لجميع العمال المنضوين تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل في خطوة تضرب في عمق الحريات النقابية، فضلا عن تسجيل توالي الحوادث الخطيرة نتيجة انعدام ظروف العمل اللائقة وغياب شروط الصحة والسلامة المهنية.
من جهتها، أوردت مصادر نقابية أن هذه الأزمة كانت متوقعة، حيث سبق وأن تم التنبيه إلى أن سياسة المحاباة وإقصاء الأجهزة النقابية الجادة من الحوار لن يؤدي إلا إلى التصعيد، مشددة على أن محاولة إرساء سلم اجتماعي دون إشراك الاجهزة ضمن المقاربة التشاركية هو قفزة في الفراغ تهدد استقرار مراكز العمل. وفي ظل هذا الوضع المحتقن، يحمل العمال المعتصمون ومعهم مكتبهم النقابي المسؤولية الكاملة لمدير مقاولة كولدمين وباقي المسؤولين عن تبعات هذا الاعتصام في باطن الأرض، وما قد يترتب عنه من تداعيات صحية أو أمنية للمعتصمين.
إن صرخة عمال كولدمين من أعماق المناجم اليوم هي نداء لرد الاعتبار لكرامة العامل، وتطبيق القانون، ووقف نزيف الأرواح في مناجم الموت، فهل ستتحرك الجهات الوصية قبل فوات الأوان؟

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق