جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

خاطرة بمناسبة ذكرى الاعلان العالمي لحقوق الإنسان:عمران حاضري

 خاطرة بمناسبة ذكرى الاعلان العالمي لحقوق الإنسان:

* الإنسان، حقوق وتحرّر وكرامة وطنية...
* في ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، لا يكتمل الاحتفاء إلا بإعادة الإنسان إلى مركز الصراع التاريخي بين الحرية والهيمنة، بين الكرامة والاضطهاد الطبقي، بين أحلام الشعب ومصالح الأقلية المتحكمة و المتنفذة...
فحقوق الإنسان ليست شعارا فوقيا أو إعلاناً معلّقاً في الأفق، بل مساراً تاريخياً يتقدّم كلّما انتزعت الشعب حريته من بين أنياب الاستغلال و انتهاك الحقوق والحريات ، وكلما تحوّل الوعي من مطلب فردي إلى إرادة جماعية للتحرّر الوطني و الانعتاق الاجتماعي...
* إنّ الكرامة الوطنية ليست شعاراً هلامياً أو احتفالاً بروتوكولياً، بل شرطاً لتأسيس مجتمع يملك سيادته، ويعيد صياغة علاقته بالعالم على قاعدة المساواة والعدالة الاجتماعية. فالحقّ لا يُمنَح، بل يُنتَزع في معمعان النضال ، في سياق معركة تحرر مستمرة ؛ كما أن حقوق الإنسان لا تترسخ إلا إذا تحوّلت إلى بنية مادية في الاقتصاد والسياسة و الثقافة والإنتاج والمعنى، حيث يصبح الإنسان فاعلاً لا موضوعاً، وصانعاً لا متلقّياً...!
وفي زمن تتكاثر فيه الهيمنة و الحروب العدوانية ، ويشتدّ القمع و جرائم الإ.با.دة، وتتسع الفجوات الطبقية، ينهض الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على نسبيته و ما راكمه من إساءة و توظيف سيء من قوى الهيمنة و انتهاك إرادة الشعوب ، كتذكير بأن الحرية ليست حياداً أو منة ، وأن العدالة ليست مجرد ديكور لفظي تزين به الخطب و البيانات و والمنابر ، وأن الإنسان لا يستعيد إنسانيته إلا عندما تتطابق حقوقه مع تحرره، وكرامته مع سيادة وطنه، ومصيره مع مصير عموم شعبه الكادح...
في سياقات التحرر الوطني و الانعتاق الاجتماعي و الحرص الواعي على ربط النضال من أجل الحريات المدنية بالتوازي مع الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية و البيئية... و بهذا المعنى يكون النضال من أجل حقوق الإنسان ، حركة تحرر مستمرة و فعل عقلاني قصدي مقاوم للظلم و انتهاك الحقوق والحريات و سياسات التبعية الريعية و التفقير و التجويع و التط.بيع و استعداء الاجسام الوسيطة...
بالتالي :
* أن تكون مدافعاً عن حقوق الإنسان يعني أن تكون لديك من رهافة الوجدان و حصافة العقل ما يجعلك تصغي إلى "ضجيج الصمت" في الأوساط الشعبية الضعيفة و المهمشة التي تتألم من صناعة الفشل و التجهيل و التفقير و تزييف الوعي ،،، و تحسن الانصات إلى نبضات حياتها و اهتماماتها ،،،
* أن تتعلم باستمرار الإجابة المناسبة على لسعات جمر السؤال و حرقة الواقع ...!
* أن تنبش في التاريخ و ذاكرة النضال التحرري و أن تنقب بانتقاء ينتصر للعقل و التاريخ في الكتب و البحوث التقدمية المستنيرة و المواثيق و المعاهدات الحقوقية حتى تعثر على ظلك و على الإنسان الكامن فيك و المبادىء و القيم الإنسانية المنتصرة للقضايا العادلة و للذات الإنسانية الراقية المحمولة بقيم الحرية والعدالة و المساواة و الحب و الجمال و الإبداع بوجه كافة أشكال الظلامية و العدمية و الإستبداد و الاستلاب...
* أن تكون مدافعاً عن حقوق الإنسان هو أن تجد نفسك "مورطا إنسانياً " و طوعيا و أنت تطارد دون ملل أو كلل الانتهاكات الإنسانية في كافة مفردات الحياة... !
هكذا يصبح الاحتفاء الحقيقي بهذه الذكرى ، منعطفاً صوب الوقوف مع الإنسان ضد الاستغلال و الظلم و الانتهاكات التي تطال الحقوق و الحريات في أبعادها التحررية الناهضة و مع الشعب الكادح ضد التبعية و التعدي على سيادته ، و مع التاريخ في لحظاته الأكثر إشراقا: لحظات انتصار الكرامة الوطنية و التحرر الإنساني الطبقي و القيمي...
عمران حاضري



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *