جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

من قتل المهندس رشيد الادريسي الوطاطي؟

                                       من قتل المهندس رشيد الادريسي الوطاطي؟
لانه ليس هناك من حقيقة في هذا الملف الشائك فلابأس ان نأتي بقراءات متعددة واراء مختلفة حول اغتيال عالم مغربي كاد ان ينتج لوطنه مايجعله في مصاف الدول المتقدمة وهو نفس الموضوع الذي نشرته العديد من المواقع الالكترونية والتي ننقل عنها الفقرات التالية
“إن وفاته كانت مفاجئة، وانه راح ضحية انخراطه في التأسيس لمشروع دفاعي عربي مبني على امتلاك العلم والمعرفة والإقتدار إلى جانب خبراء عرب “.
المهندس محمد أيت قدور الذي كان زميلا ورفيقا لمولاي رشيد
*******************
"رشيد الإدريسي"
أول كيميائي مغربي يستخرج اليورانيوم من الفوسفاط
ويلقى حتفه في حادث غريب يوم 18 أكتوبر 1971

أول كيميائي مغربي يستخرج اليورانيوم من الفوسفاط – المهندس رشيد الإدريسي الوطاطي (توفي يوم:27 شعبان 1391هـ / 18 أكتوبر1971م)
هذه الترجمة توجد في كتاب: “الدكتور عبد الهادي التازي في تاريخ تازة”. تأليف مَحمد العلوي الباهي. طبع في الرباط 2014.
********************************************
 المهندس مولاي رشيد الإدريسي ينتمي إلى منطقة اوطاط الحاج الكائنة جنوب تازة والتي كانت تابعة إداريا إلى إقليم تازة قبل أن تنضم إلى إقليم بولمان.
هذا المهندس مختص في الطاقة النووية ؛ ويُعد أول كيميائي مغربي يستخرج اليورانيوم من الفوسفاط . هذا الحدث العظيم هو ما سأتطرق إلى بعض خلفياته ضمن ترجمة هذا العالم الذي فتح الآفاق لتفجير هذه الثروة الصناعية المغربية .
لازلت أتذكر جيِّدا وأنا ابن 19 سنة (في عام 1964) كنت من الفاعلين الأساسيين في أنشطة دار الشباب بمدينة تازة الجديدة التي كانت توجد بشارع محمد القصباوي ، كنت ومجموعة من الشباب مبهورين بأحد أبناء إقليم تازة آنذاك، يأتي من الرباط ومعه مجموعة من الشخصيات ، هم خبراء في التنمية من منظمة اليونسكو . يأتي هذا الشاب الذي كان يبلغ من العمر يومها 25 سنة ، لينسق مع إدارة المندوبية السامية للشبيبة والرياضة ، المقاطعة الإقليمية التي خصصت جزءا من بنايتها وجعلته “دارا للشباب” . كما كان ينسق مع السلطات في عمالة إقليم تازة ؛ برنامج رحلة عمل إلى اوطاط الحاج، فيتركون السيارات العادية ويركبون سيارات “الجيب” ويتوجهون صوب بلدة اوطاط الحاج لدراسة وتخطيط (في عين المكان) ما يصلح للمنطقة من مشاريع تنموية .
يوما طلب هذا الشاب من مدير دار الشباب أن يسمح له بمجالسة الشباب المتواجد بالدار ليحدِّثهم عن المشاريع التي يريد تحقيقها في قريته اوطاط الحاج،وكنت ضمن الحاضرين؛ في بداية حديثه قدم لنا نفسه على أنه مهندس في الكيمياء. وفي آخر كلامه قال لنا ستأتي فرصة لآخذكم معي أنتم كذلك إلى اوطاط الحاج لتساهموا في العمل التطوعي إن أردتم.
في بداية السبعينات تكوَّنت لي صداقة مع أحد المقاومين من اوطاط الحاج وهوالحاج محمد هرموش(1)؛ سألته يوما عن مولاي رشيد الإدريسي ، وأين وصلت مشاريعه بمسقط رأسه؟. فأجابني بأن مولاي رشيد يحب العمل في مسقط رأسه وفي أي مكان آخر . وأفادني بما قام به من منجزات تربوية واجتماعية وثقافية وفلاحية بمساعدة أبناء تازةالذين يحتلون مناصب هامة بكفاءاتهم.. فقد قام بتوعية الشباب الطموح والفلاحين المجدِّين.. وعمل على تأسيس تعاونية فلاحية ومزرعة نموذجية على أطراف وادي ملوية وسعى مع المصالح المختصة على بناء ثانوية . وتوزيع الكتب ولوازم الدراسة. وهذه كانت مجرد بدايات يتذكرها أهل البلد بكثير من الفخر والإعتزاز.
في أحد الأيام وكان بالضبط يوم الإثنين 18 أكتوبر 1971 الموافق 27 شعبان 1391هـ: جاءني الحاج محمد هرموش ليخبرني وهو في حالة تأثرشديد (على إثر مكالمة هاتفية تلقاها من ابنه في الرباط ): بأن مولاي رشيد الإدريسي قد مات (هذا اليوم) في حادثة سير على قنطرة أبي رقراق ما بين الرباط وسلا في عملية مدبرة من جهات خارجية .
هي خسارة كبيرة للمغرب . كان الخبر مُحزنا.. شاب طموح يبلغ من العمر 32 سنة يتم اغتياله وتصفيته ؛ لا لشئ إلا لأنه مغربي ديناميكي مبدع مبتكر .. أراد الخير لبلده والتقدم لوطنه فساهم باجتهاده وكدِّه ما فاجأنا به ..إذ كان : 
أول كيميائي مغربي يستخرج اليورانيوم من الفوسفاط . 
وأول من أنجز دراسات في مجال الهندسة الكيميائية للصناعات الذرية ضمن بحوثه العلمية على مستوى المغرب والعالم .
مولاي رشيد الإدريسي من مواليد سنة 1358هـ/1939م بمنطقة اوطاط الحاج، درس الإبتدائي هناك. والثانوي ب (كوليج بربير) طارق بن زياد حاليا. وبعد حصوله على شهادة الباكالوريا ؛ انتقل الى الرباط لمتابعة دراسته في الكيمياء. ثم إلى فرنسا حيث تعمق في أبحاثه ودراساته الجامعية والتي توَّجها بإحرازه على دكتوراه دولة في الكيمياء النووية.
رفض الإغراءات والعروض التي قُدِّمت له من المختبرات العلمية الغربية وجهات أخرى.. عاد إلى المغرب ليعمل ويساهم في تقدمه من خلال العمل على كل الأصعدة العلمية منها والأقتصادية والسياسية والإجتماعية والثقافية.
يقول الكاتب محمد دوخة إن رشيد واصل بروح وطنية نضاله السياسي والنقابي والإجتماعي . كما واصل أبحاثه العلمية التي قادته إلى آسفي حيث أجرى عدة أبحاث مختبرية كللت بنجاح باهر تمثل في اكتشاف نسبة عالية من اليورانيوم في الفوسفاط المغربي ،عمود الإقتصاد الوطني وقتها .
لمَّا صرَّح مولاي رشيد الإدريسي للصحافة عن أبحاثه ..سارعت وكالات الأنباء الدولية من الرباط إلى نقل الخبر التالي : ” بإمكان المغرب في المرحلة الراهنة (نهاية الستينات) أن ينتج؛ انطلاقا من الفوسفاط: 72 ألف طن من اليورانيوم سنويا.. تلك هي نتيجة الأبحاث التي توصل إليها اختصاصي مغربي في الطاقة الذرية،والذي أثبت أنه انطلاقا من الفوسفاط المستخرج من المغرب يمكن الحصول على اليورانيوم كمادة فرعية بثمن زهيد ، وتضيف القصاصة:” تلك هي النتيجة التي توصل إليها مهندس مغربي شاب مفعم بالحيوية اسمه رشيد الإدريسي الذي استخرج لأول مرة في تاريخ المغرب اليورانيوم من الفوسفاط ، ويتعلق الأمر بثمرة العديد من الأبحاث والكثير من التضحيات والسهر الليْلي” .
وتضيف القصاصة في وصف الرجل أنه شاب يبلغ من العمر 28 سنة صبور ورائع ومواظب ومقنع دقيق في حركاته ، لا يستعجل الأمور وهادئ الطباع. عرض نتائج أبحاثه بعد دراسات في مجال الهندسة الكيميائية والهندسة الكيميائية للصناعات الذرية، وبعد الحصول على شهادة المعهد الوطني للعلوم والتقنيات النووية بساكلاي بفرنسا، قدم الشاب معطيات وأرقاما وصيغا كيميائية ؛ لم يكن يتكلم من فراغ، أجرى حسابات دقيقة وتوصل إلى نتائج باهرة .
وسائل الإعلام وقتها أشادت باكتشافات الشاب رشيد الإدريسي وأوردتها مصحوبة بمعطيات استقتها من الوكالة الدولية للطاقة الذرية الكائن مقرها بفيينا .
يقول الأستاذ محمد دوخة إنه حسب من عايشوا الرجل وواكبوا حياته العلمية ونضاله السياسي الملتزم بالقضايا الوطنية والقومية وقضايا العالم الثالث ، فإن هذا الإكتشاف هو من سيجلب له مكر القوى الحاقدة على التقدم العلمي بالعالم الثالث والعربي على الخصوص،فقد رصدت اكتشافاته المخابرات الصهيونية وظلت ترصد تحركاته إلى أن لقي حتفه في ظروف غامضة وفي (حادثة سير) غير متوقعة يوم 18 أكتوبر 1971 في طريقه من الرباط إلى اوطاط الحاج مسقط رأسه،عند مدخل مدينة سلا .
في التحقيق الصحفي  الذي قام به الكاتب محمد دوخة ينقل عن المهندس محمد أيت قدور الذي كان زميلا ورفيقا لمولاي رشيد، قوله في الكلمة التي ألقاها في تشييع جنازة الفقيد : “إن وفاته كانت مفاجئة، وانه راح ضحية انخراطه في التأسيس لمشروع دفاعي عربي مبني على امتلاك العلم والمعرفة والإقتدار إلى جانب خبراء عرب “.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *