جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

قضية سليمان الريسوني.. العبدي يوجه رسالة إلى آدم: تحرك السلطة كان مدفوعًا في جزء منه بالرغبة في الانتقام

كان من السهل كتابة رسالة تضامن مع وإلى سليمان الريسوني، ورفع صواري اللغة إلى أعلى مداها، منددا بالسلطة وبالدولة وبالمخزن وبكل شيء… ثم الركون إلى الصمت المريب في انتظار أن يسقط الحكم القضائي، الذي لا أخفيك أنني أتوقعه، ثم تتوارى قصة سليمان/قصتكما إلى الخلف، نحو ثقب التاريخ المنسي…
لكن آثرت أن أكتب إليك، باعتبارك الطرف الصعب في هذه المعادلة…
لاحظ أنني لم أخاطبك بالمشتكي، بل بالمطالب بالحق المدني… لأنك ببساطة لم تقدم شكاية، بل النيابة من فعل ذلك وفق اختصاصاتها التي يخولها القانون إياها…
أنا لا أُكَذِّبُ ما تدعيه، وأحترم حرصك الجميل والشديد على الاعتزاز بكرامتك وبحرمة جسدك، كما أحترم اختيارك/ميولك طبيعتك الجنسية، ولا أعتبر إعلانها دعوة إلى استباحة جسدك، كما عبر عن ذلك بعض عميان الإيديولوجيا والتطرف الديني…
في الوقت ذاته، لا أتهم سليمان الريسوني فقط لأنك دونت وجرى الاستماع إليك، وفقط لأن النيابة تحركت بناءً على ذلك واتهمت المعني بالأمر… فهو على كل حال أنكر الأمر جملة وتفصيلا، ليبقى التحقيق والأدلة والدفاع وذلك الأمل في قضاء عادل وحر ونزيه هو الفيصل بينكما…
لا أتهمه لأنني أعتبر أن التحرك الفجائي والقوي للسلطة تجاهه لا علاقة له بحفظ حقك بصفتك متضررا، ولا انتصارا لقضيتك لكونك مختلفا جنسيا في هذا الوطن. تحركها كان مدفوعًا في جزء منه بالرغبة في الانتقام من صحافي مارس حقه في انتقاد السلطة، عبر مقالات وافتتاحيات عديدة…
عزيزي آدم،
أنت أدرى مني ومن الكثيرين حولي بمعاناة مجتمع الميم من حالات التحرش والاغتصاب والعنف، وفي المقابل، تعرف جيدا سلوك السلطة تجاه هذه القضايا، والتي تتسم باللامبالاة وغض البصر، ليس عن محاولة اغتصاب، كما كتبت في تدوينتك، والتي تحولت إلى اغتصاب في صك الاتهام، بل عن الإيذاء الجسدي، والعاهات والحروق وكل أشكال العنف، التي يتعرض لها أصدقاؤك المثليون، هذا إذا لم يتحول تدخلها ضد هؤلاء الضحايا، ويتابعوا بتهم الشذوذ الجنسي والفساد وغيرها…
لذا، فلا يجب أن تتوهم أننا نعيش انتقالًا إيجابيًا باتجاه الاعتراف بحقوق هذه الأقليات، بقدر ما يجب أن تعي أنه جرى استخدامك لضرب حق في مستوى القداسة نفسه، وهو حق حرية التعبير وحرية الصحافة وحق الانتقاد…
سيكون من الصعب دعوتك إلى التراجع عن متابعتك، لكني أتمنى فعلًا أن تنظر إلى هذه القضية من زاوية أكثر وضوحًا، وأن تربطها بسيرورة حبونا البطيء نحو مجتمع عادل وحر وكريم وحافظ لحقوق الجميع…
أشد على يديك مرة أخرى، وأتمنى لك توفيقًا جميلًا في نضالك من أجل الاعتراف وصيانة حقوقك وحقوق المنتسبين إلى قضيتك.
اليوم 24

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *