رسالة اليوم الثالث والعشرين من الاعتقال التعسفي إلى ولدي عمر.
رسالة اليوم الثالث والعشرين من الاعتقال التعسفي إلى ولدي عمر.
مساؤك حرية ياولدي العزيز .
نحن نخاف عليك وتشغلنا أسئلة كثيرة وأنت وحدك في عزلتك .
أنت، أكيد، تخاف علينا وتخاف أكثر على أمك لأنك تعرف حالتها الصحية.
وأنت هل تخاف على نفسك ؟
كيف تعيش هذا الخوف علينا وعليك ؟
أنا لا أتكلم عن الخوف من السجن والمحاكمة، لأننا نعيش في بلد تعودنا فيه على الحرمان من الحرية لأبسط التهم وأتفهها .ويزداد الأمر أكثر تعودا عندما تصبح التهم سياسية ومكيفة .
هذا الخوف خوف عقلاني ، نواجهه بالعزيمة والشجاعة وبالتعلم والمبادئ والالتزام والمسؤولية، لأننا نعرف مصدره .
أحدثك عن ذلك الخوف الذي يستبد بالشخص ولا يعرف له سبباً، خوف من المجهول .
وأنا أعود بذاكرتي إلى الوراء أتذكر عزيمتك في اقتحام أماكن وفضاءات مذ أصبحت يافعاً.
حبك للسفر إلى جل المدن المغربية وقراها وجبالها وعدد من البلدان العالمية ولا تتوقع الخطر .
عزيمتك وأنت تقوم بعملك في فضح مافيات الرمال وعصاباتها التي كدت أن تفقد فيها حياتك من طرف تلك العصابات.
سفرك إلى منجم إميدر والاعتصام مع السكان .
سفرك الى الحسيمة التي كانت محاصرة وتم اعتقالك هناك .
أنا أعلم أنك، من أجل عملك، يصبح الخوف أمامك إقداماً وشجاعة.
ورغم ذلك هناك ذلك الشعور بالأخطار التي لا نستطيع توقعها والاستعداد لها ، خوف نفسي على الذات والمستقبل .
لكن مادام في البلد شباب وشابات مثلك قرروا
تحقيق الكرامة والعدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد فإن تخويفهم بالاعتقال لن يؤدي إلا الى تأجيج رغبة المقاومة .
لنا لقاء أيها الغالي وسلامي الى زميلك سليمان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق